“الحزب” يحاول تفهم مواقف باسيل… و”التيار” لن يقدم له تنازلات “ببلاش”

آية المصري
آية المصري

أطل رئيس “التيار الوطني الحرّ” جبران باسيل في اليومين الماضيين مصوّباً أسهمه مجدداً نحو “حزب الله”، اذ لم يكتفِ ونوابه وقيادييه طيلة الفترة السابقة بمهاجمة الحزب علناً، بعدما انكسرت الجرة بينهما ولم تعد العلاقة كما كانت في السابق، فزمن الحلفاء انتهى قبل أن تبدأ رحلة ترميم هذه العلاقة.

وباسيل الذي كان يُفضل عدم التحدث عن سيادة البلاد وعن موقفه من وحدة الساحات، بات يؤكد في السر والعلن أنه ضد هذه الوحدة، وقال على مسمع الجميع في اليومين الماضيين: “اللي بدو يزعل انه ضد موضوع وحدة الساحات يزعل، مش مهم، المهم نحنا مرتاحين مع ضميرنا”، مضيفاً: “ما حدا يتحجج بالحرب ليلعب بالداخل ويمسّ بالداخل، وصوتنا أعلى من صوت المدافع وما حدا بسكتنا”.

اذاً، هذه العلاقة التي حاول “حزب الله” جاهداً الحفاظ عليها، واكتفى بعدم التطرق اليها عبر الاعلام بعكس ما فعله باسيل، بعدما شكل رافعة انتخابية لتياره ونوابه طيلة السنوات الماضية وأبقى البلاد عامين ونصف العام في فراغ يصعب وصفه للاتيان بميشال عون رئيساً للجمهورية، يبدو أن باسيل لا يريد اعادتها الى ما كانت عليه ويكتفي بالتصعيد وتبيان الاختلافات في كل المواضيع مع الحزب. فكيف يُعلق كل من الحزب والتيار على هذه العلاقة، وكيف يصف الحزب خطاب باسيل الأخير؟

مصادر مقربة من “حزب الله” رأت أن مواقف باسيل “ليست جديدة والرجل تحدث عن عدم قبوله بوحدة الساحات منذ الأسابيع الأولى لاندلاع المواجهات في جنوب لبنان وهي ليست المرة الأولى، لكن ربما أخذ هذا الأمر شيئاً من الاستغراب مجدداً في الساحة اللبنانية لأنه أتى بعد سلسلة من المواقف والأمور التي حدثت في الساحة وخصوصاً بعد المقابلة الأخيرة للرئيس السابق ميشال عون”.

وأشارت المصادر عبر “لبنان الكبير” الى أن “الحزب يحاول أن يتفاهم ويتفهم مواقف التيار مما له علاقة بعدم رضاه عن وحدة الساحات، وباسيل يحاول أن يبتعد قليلاً عن المواقف المنسجمة بينه وبين الحزب باعتبار أن هناك خلافات حول المقاربات في ما له علاقة بالملف الرئاسي وتصرف حكومة تصريف الأعمال وسلوكها والتمديد لقائد الجيش وتعيين رئيس للأركان، وهذا يزعج التيار كما يزعج أطرافاً أخرى مسيحية في الداخل وان كان التيار عبّر عن هذا الأمر من وجهة نظره”، لافتةً الى أن “الحزب لن يدخل الآن في سجال والأولوية بالنسبة اليه الانشغال بالمعركة في جنوب لبنان وما يمكن أن تنتهي اليه هذه القضية، وربما تكون هناك لقاءات يتحدث فيها مع التيار ويتصارح فيها مع باسيل في المرحلة المقبلة”.

في المقابل، وصفت أوساط التيار العلاقة مع الحزب بـ “المقطوعة نهائياً”، معتبرةً أن “التيار اليوم في موقع أن يتعامل مع الجميع على القطعة، والمشكلة الأساسية مع الحزب لا تتعلق بالحرب التي تحدث جنوباً، بل بالرئاسة والحكومة والأمور الداخلية ومنها بناء الدولة التي اختلف عليها الحزب والتيار في الفترة الأخيرة، ومن بينها حماية الحزب للحكومة ولبعض الشخصيات التي هاجمها التيار”.

وأكدت الأوساط عبر “لبنان الكبير” أن “الموضوع عبارة عن تراكمات والتيار ليس في وارد تقديم المزيد من التنازلات ببلاش للحزب، وموضوع الساحات سيادي لنا وحتى لو أن حليفنا الحزب فنحن ضد وحدة الساحات”.

شارك المقال