فلسطين وراسبوتين

الراجح
الراجح

غريغوري راسبوتين من أكثر الشخصيات غموضاً وإثارة للجدل في تاريخ روسيا الامبراطورية. دخل سلك الرهبنة واستطاع الوصول إلى القيصر نقولا نفسه مدّعياً أنّ في إمكانه شفاء ابن القيصر الوحيد من مرض الناعور القاتل.

المهم أن القيصر نفسه كان يصغي إلى الفلاح الفقير الراهب في كل الأمور حتى السياسيّة منها.

في 17 يوليو (تموز) 1914، كتب راسبوتين إلى القيصر ما يُعَد حتى الآن إحدى أهم الوثائق التاريخية التي يتجرأ فيها فلاح بسيط على مخاطبة الامبراطور بهذه الطريقة.

كتب للقيصر رسالة يناشده فيها تجنب الدخول في الحرب العالمية الأولى 1914… إلا أن القيصر تلقى الرسالة بالكثير من الغضب واعتبرها عملاً شديد الوقاحة، لكنه احتفظ بالرسالة حتى مقتله إعداماً عام 1918.

تأخر الوقت لإرسال النص الحرفي للرسالة الى حركة “حماس” ومحورها. ولكن، ألا يجد الرئيس محمود عباس أن الفرصة سانحة لتصحيح خطأ الأمم المتحدة بالاعتراف بدولة إسرائيل عام 1949 ولم تعترف بدولة فلسطين حتى الآن؟!

العالم اليوم يجمع على حتمية قيام الدولة الفلسطينية المستقلة كشرط أساسي لاستقرار إقليمي ودولي. إنها اللحظة المناسبة للافادة من انتفاضة الشعوب في أميركا وأوروبا – وهي شعوب تنتمي الى أهم دول الأمم المتحدة وأكبرها وتملك حق القرار. وباستطاعة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد والمعترف بها من معظم، لا بل أكثر دول العالم، أن تعمل مع المنتفضين المؤيدين لحقوق الشعب الفلسطيني على إقامة دولته للضغط ليل نهار لانتزاع قرار من الأمم المتحدة بالاعتراف بدولة فلسطين، لنرى بعدها ترجمة هذا القرار على الأرض.

قد يشبه هذا الاقتراح نصيحة راسبوتين للقيصر، كوننا لا نرغب في مشاهدة نهاية السلطة ونهاية الأمل بإقامة الدولة الفلسطينية، والتي ستكون كنهاية القيصر – إعدام القضية.

لمن يهتم، ترجمة لوثيقة راسبوتين:

“سأقول مرة أخرى إن سحابة تهديد فوق روسيا، الكثير من الحزن، الدنيا مظلمة وليس هناك بصيص أمل. بحر من الدم والدموع لا يوصف، ماذا يمكنني أن أقول؟… أعلم أنهم جميعاً يريدون منك أن تحارب، ومن الواضح أنهم لا يدركون أن هذا يعني الخراب. صعب هو عقاب الله عندما يُسلب العقل، إنها بداية النهاية. أنت القيصر أب الشعب، لا تسمح للمجانين بالانتصار وتدمير أنفسهم والشعب. نعم، سوف يغزون ألمانيا، لكن ماذا عن روسيا؟ سيكون الخراب عظيماً والحزن بلا نهاية”.
غريغوري

شارك المقال