“صفا” بين الحزب والامارات… والتيار يحسد الجنوبيين على تعويض الدمار

رواند بو ضرغم

يتلهى “التيار الوطني الحر” بعنصريته وطائفيته وقوقعته المسيحية وبحسد المسلمين على مصائبهم (وتحديداً الثنائي الشيعي)، بينما حط حليفه “حزب الله” على جناح طائرة خاصة، مسجلاً انفتاحه على دولة الامارات الخليجية. ووفق معلومات موقع “لبنان الكبير” يعود مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا الى بيروت خلال ساعات برفقة الموقوفين اللبنانيين جميعهم، وعلى متن الطائرة نفسها، مكللاً نجاح مفاوضاته ومعبداً طريق العلاقات الجيدة والتعاون بين الحزب ودولة الامارات العربية المتحدة.

وطأت قدم “حزب الله” الأراضي الاماراتية، ولا تزال عين “التيار الوطني الحر” على تعويضات ذوي الشهداء ومهجري الجنوب وبيوتهم المدمرة. وما إن اعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن التزام حكومته صرف تعويضات للمتضررين من الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب، وأنه يعمل على تأمين الأموال اللازمة وتحديد آليّة صرفها بعد توقف الحرب بالتنسيق بين مجلس الجنوب والهيئة العليا للإغاثة، حتى جنّ جنون العونيين وبدأوا بحفلة المزايدات المسيحية، وتساءل نائب رئيس التيار ناجي حايك “ما إذا كانت هناك تعويضات بسمنة وتعويضات بزيت”، معتبراً أنه لم يتم التعويض على متضرري انفجار مرفأ بيروت… وكأن المرفأ انفجر في وجه المسيحيين فقط!

حاول التيار أن يزايد على حزب “القوات اللبنانية” الذي أعلن موقفه من التعويضات في الأيام الأولى لبدء جبهة الجنوب، معتبراً أن من افتعل الحرب عليه أن يعوّض على المتضررين. أما التيار فلم يفلح حتى في المزايدة وتبييض الطناجر في الزواريب المسيحية، إذ تناسى حايك ورئيسه أن مؤسس التيار، عندما كان الرئيس السابق ميشال عون لا يزال رئيساً، قد وقع بشخصه “مرسوماً يقضي بفتح اعتماد استثنائي في الموازنة العامة للعام 2020 بقيمة 100 مليار ليرة لبنانية يخصص لدفع تعويضات المتضررين من انفجار المرفأ، ويوازي هذا المبلغ 66 مليون دولار حسب سعر الصرف الرسمي ونحو 13 مليوناً حسب سعر السوق في حينها”. ويومذاك وُزعت التعويضات “استناداً الى آلية وضعتها قيادة الجيش ومحافظة بيروت”.

الا أن عقلية التيار المبرمجة على الستة وستة مكرر في كل شيء، لا تستوعب أن يقبض الشيعة تعويضات مواجهتهم لإسرائيل وصمودهم في وجه محاولات العدو تأليب البيئة الحاضنة على المقاومة وسلاحها، فيعترض على رصد التعويضات لهم بانتطار أن يأخذ غنيمة مسيحية في المقابل. تماماً كما فعل مع ملف العفو العام من أجل من سمّاهم “المبعدين قسراً” الى إسرائيل، المنخرطون اليوم في الحرب على غزة ولبنان.

هو تحلل الدولة في المؤسسات والادارات والاستحقاقات وفي تبخر الوحدة الوطنية وانعدام الانسانية، بحيث غابت المصلحة الوطنية وبرز شعار حقوق المسيحيين، كلها تعقيدات داخلية تُضاف الى التعقيدات الخارجية التي تحول دون إنجاز التسوية الاقليمية. والى حينها، لا حوار داخلياً ولا استحقاق رئاسياً ومبادرة الاعتدال جُمّدت و”الخماسية” دخلت عطلة الاعياد، ولن يكون من جديد الى ما بعد رمضان.

شارك المقال