تصفية سليمان هل تكون لتفجير الصراع بين السوريين والمسيحيين؟

زياد سامي عيتاني

عاد ملف النزوح السوري ليفرض نفسه بقوة من جديد بعد الجريمة “الملتبسة” والمتمثلة في تصفية منسق “القوات اللبنانية” في جبيل باسكال سليمان، وتوقيف سوريين مشتبه بتورّطهم في تنفيذ الجريمة التي تمّت ضمن الأراضي اللبنانية واستُكملت بنقل جثته إلى الداخل السوري بعد خطفه من عصابة عصر الأحد الماضي.

الجريمة أظهرت مستوى التوتر في لبنان، وردود الفعل السريعة في الشارع أظهرت الجزء الظاهر من جبل الجليد في الانقسام والكراهية ضد السوريين، الذي يبلغ عددهم مليوني لاجئ سوري يعيشون في لبنان منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، وذلك بحسب مصادر رسمية لبنانية. لا شك في أن عملية خطف القيادي في “القوات” وقتله على يد عصابة مؤلفة من ذوي سوابق في السرقة (وفقاً للمعلومات الرسمية) أثارت غضب معظم الرأي العام المسيحي، الذي رفض الرواية الرسمية الأولية التي اعتبرت أنه قُتل بهدف المال، خصوصاً وأن المشاركين في العملية من الجنسية السورية، وقاموا برمي جثته في الداخل السوري. وفور إعلان أن الجهة الخاطفة عصابة سورية، كان هناك سيناريو يتم التخوف منه أن تكون الغاية، وتحت ستار عملية سرقة، هي خلق حال من الاشتباك بين اللبنانيين والسوريين وإرباك الساحة الداخلية.

لا يمكن الجزم بهدف تلك الجريمة بعد، إن كان محدوداً بداعي السرقة فقط، أم إن كانت هناك أهداف أبعد من ذلك فيما يتم التمويه من خلال السرقة. فقد يكون الهدف الفعلي خلق توترات على الأراضي اللبنانية وتحديداً بين جمهور “القوات” والسوريين لدفع البلاد إلى ما لا تحمد عقباه. “القوات” تعتبر أن جريمة بهذه القدرة التخطيطيّة لا يمكن أن تنفّذها مجموعة نازحين، و”ما نريد معرفته، مَن هو المحرّض والمخطّط والذي سهّل هذا العبور السلس إلى خارج الحدود اللبنانيّة”؟ في الوقت الذي إنتشرت فيه مقاطع مصورة تُظهر تعرض عدد من اللاجئين السوريين إلى اعتداءات من غاضبين على خلفية مقتل سليمان، وخرجت عدة دعوات رسمية ومجتمعية لتقويم وجود السوريين، وآخرها ما ذكره وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، بأن الدولة “ستكون أكثر حزماً في منح الاقامات للسوريين”.

يذكر أن حملة اعلانية ظهرت خلال الأسابيع الأخيرة، في شوارع لبنان دعمتها جهات إعلامية ومنظمات غير حكومية، تتضمن لوحات تحمل شعاراً بالعربية تحت عنوان “تراجعوا عن الضرر قبل فوات الأوان”، وتستهدف في الأساس اللاجئين السوريين، بحيث تطالب اللبنانيين بالاتحاد والتحرك لمعالجة الأمر بعد وصول عدد السوريين في البلاد الى نسبة تصل إلى 40 بالمئة وفق تقديرات غير رسمية.

واقعة مقتل باسكال سليمان وتداعياتها، باتت تتطلب التعاطي بمقاربة جديدة وجدية مع أوضاع السوريين في لبنان، لجهة الحاجة الماسة الى التدقيق في أعدادهم وترحيل المخالفين، في خضم الأزمة الاقتصادية والسياسية الراهنة.

شارك المقال