مهندسو بيروت… معركة مسيحية طاحنة 

حسين زياد منصور

يبدو أن معركة نقابة المهندسين يوم غد الأحد، ستكون “طاحنة” وضارية ومتقاربة بين أبرز المرشحين: بيار جعارة، فادي حنا، جوزف مشيلح وجورج غانم.

التحالفات الحزبية من المتوقع أن تحسم هذه المعركة، الا أن الانقسامات والأصوات المستقلة قد تقلب الموازين بحسب أوساط متابعة، تلفت في حديثها مع موقع “لبنان الكبير” الى أن جوزف مشيلح من أبرز المرشحين الحاليين، وذلك لأسباب عدة أبرزها عمله النقابي، واستقلاليته وقربه من عدد كبير من الأطراف، وأنه مقبول من المستقلين وحتى من هم “تغييريون”، وصوّتوا في المرة الماضية للائحة “النقابة تنتفض”، الى جانب الاحترام والتقدير اللذين يتمتع بهما من مهندسين شباب، كونه كان أستاذاً جامعياً أيضاً.

لذلك، إن شهدت المعركة مشاركة كبيرة للمهندسين غير الحزبيين، فقد يتمكن مشيلح من الظفر بمنصب النقيب.

يمكن اعتبار المعركة مشتعلة أكثر أيضاً بين جعارة، المدعوم من حزب “القوات اللبنانية” وتيار “المستقبل”، وفق معادلة يقوم فيها مهندسو “المستقبل” بإعطاء أصواتهم لجعارة، فيما تعطي “القوات” أصواتها في طرابلس لمرشح “المستقبل”.

وسيكون الى جانبهما حزب “الكتائب”، ويعوّل أيضاً جعارة على أصوات بعض المستقلين، اذ يقدم نفسه على أساس أنه مرشح مستقل، مدعوم من “القوات”، وهو كذلك قيادي سابق في حزب “الوطنيين الاحرار”.

وبحسب متابعة البعض، يرى أن جعارة هو الأوفر حظاً، لأنه على تواصل مع الجميع ولديه برنامج انتخابي واضح.

أصوات حركة “أمل” والحزب “التقدمي الاشتراكي”، هي من ستحسم النتيجة، و”الاشتراكي” لم يكن يريد الدخول في معركة أسماء النقيب، وكان يتأرجح بين جعارة وحنا، الا أنه حسم قراره، وقام بدعوة جميع المهندسين الى المشاركة في العملية الديموقراطية لانتخابات نقيب وخمسة أعضاء، وأعلن دعم المرشح المستقل لموقع النقيب المهندس جورج غانم، والتصويت له بكثافة.

إذاً اتخذ “الاشتراكي” موقعاً “وسطياً” في المعركة الانتخابية بحسب مصادر متابعة، تقول لـ “لبنان الكبير”: “التحالفات قد يحصل فيها الكثير من التغيرات، الا أن كل شيء أصبح واضحاً مبدئياً، الثنائي الشيعي والتيار العوني، سيدعمان المرشح فادي حنا، اما جعارة فالداعمون لا يزالون أنفسهم، القوات والمستقبل والكتائب”.

وبعدما كان من المتوقع أن تلتزم الحركة موقفاً محايداً أو على الأقل أن لا تدعم لا مرشح “القوات”، ولا مرشح “التيار الوطني الحر”، الا أنها اتخذت قرارها بالوقوف الى جانب حنا. ويأتي ذلك وفق المصادر، ضمن صفقة تعد من جهة، أي أن الحركة ستحقق مكاسب من مكان آخر جراء الاصطفاف وراء العونيين، ومن جهة أخرى لا يريدون أن “يزعلوا” الحزب وأن يكونوا ضد بعضهم البعض في معركة كهذه.

تجدر الاشارة الى أن المرشح حنا من المقربين من النائب جبران باسيل، ويعوّل في وصوله على أصوات الحزب والحركة.

اذاً، المعركة غداً الأحد ستكون فيها أصوت المستقلين حاسمة، وكيفية تجييرها، وان كان مهندسو “الاشتراكي” سيلتزمون فعلاً بالتصويت لغانم، أم سيكون لبعضهم توجه نحو المرشحين المتصارعين حنا وجبارة؟

شارك المقال