٣ سنوات على “لبنان الكبير”

محمد نمر
محمد نمر

ثلاث سنوات على اطلاق موقعنا الالكتروني “لبنان الكبير”، استطاع فيها، بفعل جهود عائلته ومحبيه وداعميه، أن يحجز مكانة بين وسائل الاعلام، مواكباً القضايا اللبنانية والعربية بتقارير ومواضيع خاصة ومقالات رأي وأخبار ومقابلات وتغطيات، وبشبكة برامج وفيديوات واكبت معنى الاعلام الجديد.

ثلاث سنوات انتقل فيها “لبنان الكبير” من مجرد موقع الى منصة تواكب الحداثة، وتحارب “التلوّث الفكري” المنتشر في الاعلام البديل عبر بعض مواقع التواصل الاجتماعي، والى نموذج للمواقع المهنية، بعكس مواقع صُنعت على أياد غير صحافية لتكون منبراً تسويقياً للقدح والذم والفبركات والابتزاز المالي، وتحولّت هي نفسها الى مجرد أسماء يحجز رابطها بهدف السيطرة على قرار المواقع في لبنان، في محاولة منها لأن تغلب الكمية والعددية على النوعية المهنية. وفي الوقت نفسه كانت مواقع أخرى تتمايز بمصداقيتها وتجددها ووضوحها.
وفي الذكرى السنوية الثالثة لموقع “لبنان الكبير” وتزامناً مع سماعنا بافتتاح مواقع جديدة، كانت صحيفة “نداء الوطن”، وفي خبر مؤسف وحزين، لكنه متوقّع، تودّع المطابع ورائحة الحبر والنسخة الورقية.

ولن يكون غريباً على أبناء المهنة سماع أخبار عن توقف نسخ ورقية لصحف أخرى، حجزت مكاناً في الاعلام الجديد ولم يعد ورقها منتشراً، أو أخرى تتخذ هذا القرار فيما موقعها بات أضعف من جريدتها.

هذه الحال طبيعية لمهنة دخلت عالم الخوارزميات وبات الذكاء الاصطناعي، شريكها (حتى اللحظة على الأقل)، بانتظار توسع عالم الميتافيرس.

ستودعنا الصحف حتماً، بعدما شهدنا ثورة في الوسيلة وشكل الرسالة والأهم في نوع المستقبل. فعصر النصوص الطويلة على وشك الانتهاء، هذا اذا لم ينته أساساً، وباتت الصورة تنازع للبقاء فيما أصبح الفيديو القصير ملكاً يتربع على عرش المهنة.

كما باتت لغة الأرقام وتحليلات المستخدم للموقع أساساً في العمل الصحافي والاعلامي. لكن السؤال ماذا عن المرسل؟ وصاحب الرسالة؟ هنا الملعب الوحيد القادر على ابقاء هذه المهنة في المربع الذهبي، خصوصاً في مرحلة لم نعد نتحدث فيها عن الصحافة كسلطة رابعة، ولا عن الخبر الذي حفظنا نموذجه “الانسان عضّ كلباً”، بل نتحدث عن صحافة مواطن ومنصات وهاتف يملك قدرات وسيلة اعلامية.

هو الهاتف نفسه الذي يجعلك جزءاً من موقع “لبنان الكبير”، أظهر قدرته على الحفاظ على التنوع في الاَراء والتوجهات بمجموعة من الصحافيين والاعلاميين، متمسكاً بهوية لبنانية وعربية واضحة لم تعد خافية على أحد.

كان من المفترض أن يكون نصاً مليئاً بالانجازات التي حققها الموقع خلال العام الثالث، لناحية الأرقام والانتشار ونوع الرسائل وشكلها، لكن الانجازات باتت عادة لدى صحافييه المتمسكين بشعار “ليس الأول لكنه الأصدق”.

شارك المقال