قبيْل انتخابات المهندسين شمالاً… تُبهرك سفسطة “فتفت”!

لبنان الكبير

فاجأ المرشح لمنصب نقيب المهندسين شمالاً شوقي فتفت، حلفاءه قبل خصومه، بعد إدلائه بسلسلة تصريحات إعلامية كادت أن تدفعهم جميعاً إلى الاقتناع فعلياً بمغالطة لا تخفى على أحد، قائمة على إنكار حقيقة المعطيات التي تُؤكّد أنّه لم يكن يوماً مستقلاً أو داعياً إلى الاستقلالية خصوصاً في مجال عمله، ليُشدّد في تصريحات مستجدّة له، أنّه مرشح مستقلّ يحمل العصا السحرية (التي عجز رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وهو أحد داعمي لائحته، عن حملها شخصياً في الأعوام الماضية)، ليُنقذ بها النقابة فيحملها إلى برّ الأمان، بعيداً عن كيد السياسيين وتحكّمهم واستئثارهم بالنقابة، وذلك وفق قوله وأهداف لائحته المدعومة من الطبقة السياسية الحالية المناصرة لمحور الممانعة تحديداً، الأمر الذي يدفع الكثير من المتابعين إلى التساؤل مجدّداً، كيف اقتنع فتفت بهذه السفسطة أيّ المخادعة، وكيف أقنع حلفاءه بهذه الصورة؟
إنّ فتفت لم يحمل العصا السحرية ليُقنعنا باستقلاليته وترفعه المستميت عن الطبقة السياسية الحالية فحسب، بل حملها ليكون “رسول سلام وتسامح” فلا يردّ على “الهجوم العنيف”، ولا على المهاترات البعيدة عن الروح الرياضية على حدّ قوله، لكنّه تمكّن في وقتٍ سابق من انتقاد و”تلفيق” أحكام ضدّ لائحة “نقابتنا… معاً نحميها”، وخداع المهندسين بلائحة تزعم الاستقلالية وهي لائحة سلطوية مدعومة من ميقاتي، النائب فيصل كرامي، النائب طه ناجي، و”الارشاد والاصلاح” المنبثق أساساً من “الجماعة الاسلامية”، إضافة إلى تمتّعه بدعم من النائب جبران باسيل.
مصدر متابع لمستجدّات الانتخابات، يُؤكّد أنّ المنافسة حالياً بين المرشحين “حامية”، لكنّه ينتقد تحدّث لائحة “النقابة للجميع” باستمرار عن استئثار “المستقبل” بالسلطة في الانتخابات وإدارة النّقابة، مع العلم، أنّ هذه اللائحة هي السلطة بحدّ ذاتها. ويقول لـ “لبنان الكبير”: “تيّار المستقبل لديه عضو واحد في النقابة حالياً، وفي حال فوزه سيكون ممثلاً بـ 3 أعضاء في مجلس النقابة، أمّا تيّار العزم الذي يُمثّل بعضو حالياً، فسيُمثّل في حال فوزه، بعضويْن، فيما يُمثّل الاسلاميون أيّ الارشاد والاصلاح بعضويْن حالياً، وفي حال فوزهم سيكون معهم 3 أعضاء، الأمر الذي يجعل كلامهم وتهجمهم ضدّ لائحة نقابتنا المدعومة من المستقبل، القوّات والمردة في غير محلّه، فهم الأكثرية في المجلس خلافاً لتيّار المستقبل، ما ينفي زعمهم أنّهم مهمّشون في النقابة، كما أنّنا لم نجد أنّ تيّار المستقبل عمد الى شنّ هجومه على اللائحة المنافسة، إلّا بعد رصد محبّيه افتراءات تزجّه في الطبقة السياسية، وهو خارجها، وذلك منذ مغادرة الرئيس سعد الحريري لبنان وتعليقه العمل السياسيّ مؤقتاً، ونذكّر بأنّ العمليّة كلّها نقابية بامتياز قائمة على منافسة ديموقراطية معتادة، أمّا ما نشهده حالياً فهو معركة سياسية سلطوية”.
ويُضيف: “ربما لا يتذكّر هذه الحادثة أحد، لكن لا ننسى أنّ فتفت كان تخلّى عن مسؤولياته في وقتٍ سابق وانسحب من النقابة منذ أعوام بعد إشكال، فهل يجوز أنْ نأتي بنقيب ينسحب من النقابة عند أيّ مشكلة؟ وبالتالي إنّ القرار اليوم يعود الى المهندسين أصحاب الفكر، الحكمة والخبرة، لكن بالتأكيد سئمنا من الاتهامات التي نسمعها من دون وجه حقّ وبدعم إعلاميّ معروف، منه ما حوّل اسم لائحة نقابتنا إلى اسم نقابتي للتشويه وللدلالة على غاية في نفس يعقوب”.
ويستغرب مصدر رسمي شمالاً، تقديم فتفت نفسه على أنّه “ممثل الثورة والاستقلالية”، معتبراً أنّ “فتفت كان استفاد من المستقبل لأعوام، ولو كان رشحه التيّار لما تحدّث بهذا الأسلوب”. ويقول لـ “لبنان الكبير”: “إنّ فتفت مدعوم من النائب السابق أحمد فتفت الذي كان يتمتّع بنفوذ واضح أيّام الحريريْن الأب والإبن، فكان مكتب المهندس فتفت هو الوحيد الذي حصل على تصنيف من مجلس الإنماء والإعمار، وفي كلّ دراسة أو مشروع يُقرّ من طرابلس، الضنية وصولاً إلى مخيّم نهر البارد والحديث عن إعادة إعماره، يُحوّل إلى هذا المكتب الذي استفاد من التيّار مادياً ومهنياً، لكن بعد تراجع التيّار مالياً، استغنى عنه وانقلب عليه”.
إلى ذلك، تبقى كلمة الفصل لصناديق الاقتراع التي سينتخب عبرها المهندسون اليوم الشخصيات التي ستُناسب تطلّعاتهم وأفكارهم المستقبلية التي تحتاج اليها النقابة، وذلك بانتخابات ديموقراطية لا يُمكن الاستغناء عنها أو تجاهلها، لاختيار النقيب الجديد “المسلم” وفق عرف المداورة خلفاً للنقيب بهاء حرب، مع أربعة أعضاء للمجلس. من هنا، ستفتح صناديق الاقتراع بدءاً من الساعة التاسعة صباحاً إلى السابعة مساءً لهذه الغاية التي ستحسم الجدل بين لائحة “نقابتنا”، التي يرأسها المهندس مُرسي المصري، إلى جانب أعضائها الأربعة وهم: ميشال فغالي (فرع الكهرباء)، محمود الصاج (فرع الميكانيك)، راوول الزريبي (هيئة عامّة) وسليم نشابة (هيئة عامّة)، ولائحة “النقابة للجميع”، التي يرأسها المهندس فتفت، إلى جانب أعضائها: باسم خياط، إيلي عوض، بلال طاهر وميلاد غنطوس، إضافة إلى ترشح المهندس محمّد زياد الخوري عن مركز نقيب وهو مرشح مستقلّ.

شارك المقال