السنوية الثالثة لتأسيس “لبنان الكبير”… ليست تجربة عادية

راما الجراح

كان يوماً مشمساً، تفوح من جنبات الطريق رائحة الياسمين وزهور الأشجار، لم يكن يوماً عادياً عندما اتصل بي رئيس تحرير موقع “لبنان الكبير” محمد نمر للانضمام إلى فريق العمل وإطلاق موقعنا في ١٣ نيسان عام ٢٠٢١ ليكون هذا اليوم محطة أمل لكل لبناني يطمح الى عودة لبنان الكبير، دولة المؤسسات والعيش المشترك، لبنان الأمن والأمان والاستقرار.

ثلاث سنوات على الانطلاقة والتقدم، وما وصل إليه موقعنا في هذه الفترة الزمنية القصيرة يحتاج الى جهد وتعب ١٠ سنوات من فريق عمل مثابر على عمله، ونحن كنا من المثابرين جداً في عملنا، استطعنا بناء علاقات صداقة وود مع الكثير من الأطراف، واستقبلناهم في موقعنا من خلال برامج خاصة بنا، وفتحنا ملفات جريئة في المناطق لم يكن أحد يعلم بها، واعتدنا قول الحقيقة دائماً حتى أصبح لموقعنا متابعون من كل لبنان والعالم.

فتح لي “لبنان الكبير” باباً كان موصداً في غالبية المواقع الالكترونية والمحطات التلفزيونية لأنقل صورة منطقتي البقاع في الأفراح والأتراح كما هي، وتصل معاناة أهاليها إلى الرأي العام أسوة بغيرهم، فيستطيعون التعبير عن رأيهم من دون قمع، حتى أصبحتُ مراسلتهم الأولى، وعند أي حدث يتصلون بي لإبلاغي به حتى أنقل الخبر الى الجميع.

ثقة الناس بنا لم تكن سهلة أبداً، صدوني عدة مرات في المراحل الأولى باعتبار أن الاعلام اليوم هو وسيلة “رش بهار” على الحدث وليس نقله كما هو، ولكن بعد تجربتهم تأكدوا أننا ننقل الصورة بكل مصداقية، وتقربنا من الكبير والصغير، حتى بات قسم “المجتمع” وهو اختصاصي في الموقع يسلط الضوء على معاناة الناس، ومشكلات المناطق، مبادرات الشباب، وحملات المساعدة، شؤون المدارس والطلاب والنقابات، وما نعانيه من أزمات صحية وغيرها، وما لا يعرفه أحد عن مناطقنا.

منَّ الله عليّ بأسرة ثانية، فؤاد حطيط، مدير التحرير، أب عطوف يلاحقنا بالنصيحة وتصحيح الأخطاء، هادئ جداً في غالبية أوقاته، لم يتذمر من أسئلتنا يوماً، حريص على أن نبقى بصحة جيدة، ويحاول دائماً اغتنام الفرصة للفت نظرنا إلى عدة زوايا في مواضيعنا. أخ كبير يسأل عن أحوال جميع الزملاء، حريص جداً على إتقان العمل بصورة لائقة تليق بنا وبجهدنا، والالتزام بالنسبة الى الأستاذ محمد نمر خط أحمر، وهذه النقطة الأساسية التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم.

كما أن لي أختاً كثيرة النصح والعمل، تسهر على مواضيعنا لتحريرها بدقة، اعتدنا أن تتواصل معنا الأستاذة خيرية حنون عند أي خطأ وتلفت نظرنا كي نتجنبه مرة ثانية. تتحمل بصدر رحب “غلاظة” جملنا المربوطة أحياناً بسبب سرعة الكتابة، ولم نشاهدها إلا بوجهٍ ضحوكٍ سَمِح.

عدا عن زملائي الأعزاء من كل المناطق، الذين أكن لهم كل الاحترام، ونتعاون معاً في كل مواضيعنا، لم نؤذِ بعضنا يوماً، وجدار مكتبنا يشهد على التفاني في عملنا، وعجقاتنا وصوت الأستاذ فؤاد في محاولة لإسكاتنا عند الضجيج.

تجربة بتفاصيلها وذكرياتها تحتاج إلى صفحات كثيرة لسردها، ولكن أهم ما يميز موقعنا عن غيره أنه استطاع الدخول إلى كل أحياء البقاع، وجرود بعلبك وعرسال، وزواريب طرابلس، وشوارع بيروت المكتظة، إلى جبل لبنان وإقليم الخروب وشاطئ صيدا وصور، والجنوب الحبيب المقاوم دائماً في وجه إسرائيل، بتفاصيل هذه المناطق الصغيرة والكبيرة. حمى الله “لبنان الكبير” في الذكرى السنوية الثالثة وحمى لبنان.

كلمات البحث
شارك المقال