سيناريوهات الرد الاسرائيلي: داخل إيران وخارجها

حسناء بو حرفوش

يعكف مجلس الوزراء الحربي الاسرائيلي حالياً على البحث في سيناريوهات الرد على إيران بعد الهجوم غير المسبوق الذي كشف عن حرب الظل المستمرة منذ سنين ونقل الحرب بالوكالة إلى المعركة المباشرة على الأرض.

التحليلات الغربية تناولت مجموعة من السيناريوهات المحتملة بعد أن تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو برد قوي، على الرغم من حث الولايات المتحدة والعديد من الحلفاء الآخرين على عدم المخاطرة بإشعال صراع إقليمي أوسع. وصرح وزراء في حكومة نتنياهو علناً بأن الفشل في التحرك قد يشير إلى الضعف ويشجع على المزيد من الهجمات. ومع ذلك، لم تقدم الحكومة الاسرائيلية أي تفاصيل حول كيفية الرد أو توقيته.

وفي ما يلي بعض الخيارات التي قد تفكر فيها إسرائيل:

استهداف المنشآت النووية الايرانية

قد ترد إسرائيل بضربات جوية خصوصاً وأن الدفاعات الجوية الايرانية تعتبر أضعف بكثير من النظام الدفاعي المعقد والمتعدد الذي لجأت إليه إسرائيل وحلفاؤها مساء السبت.

وقد تستهدف ضربة إسرائيلية محتملة مواقع استراتيجية، بما في ذلك قواعد الحرس الثوري أو منشآت الأبحاث النووية. لكن هذا الخيار من ضمن الخيارات الأكثر خطورة والأكثر عدوانية وقد يجبر إيران على مهاجمة إسرائيل مجدداً والمخاطرة بإشعال حرب إقليمية تحرص الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية على تجنبها.

ولدى إسرائيل تاريخ حافل بالاجراءات العسكرية الوقائية ضد التهديدات المحتملة لأمنها، بحيث قامت بقصف مفاعل عراقي في العام 1981 ومنشأة نووية سورية في العام 2007. وتنظر إسرائيل إلى البرنامج النووي الايراني باعتباره تهديداً وجودياً. وبينما تصر طهران على أن منشآتها النووية مخصصة للأغراض السلمية، تعتقد إسرائيل أنها مخصصة للتسلح.

ولذلك، يرى العديد من الاستراتيجيين أن إسرائيل ستحتاج إلى مساعدة الولايات المتحدة لاستهداف هذه المنشآت، لكن الرئيس الأميركي جو بايدن أوضح بالفعل أنه لن يرسل قوات لمساعدتها إذا قررت الرد على إيران.

أما الهدف الآخر فقد يكون مركز بوناب الايراني للأبحاث النووية، وهو أقرب موقع لإسرائيل ويقع على بعد 500 كيلومتر جنوب أذربيجان، حليفة إسرائيل. وفي حين أن هذه واحدة من المنشآت النووية الأقل أهمية في إيران، سيرسل ضربها إشارة قوية حول القدرات العسكرية الاسرائيلية.

استهداف البنية التحتية العسكرية

من المحتمل أن تستهدف إسرائيل المنشآت العسكرية الايرانية أو البنية التحتية الحيوية إما من خلال الضربات الجوية المباشرة أو العمليات السيبرانية. وتهدف هذه الاستراتيجية الى إيصال رسالة ردع من خلال ضرب الأراضي الايرانية مع تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.

وصرح ضابط في سلاح الجو الاسرائيلي خلال مؤتمر صحافي بأن سلاح الجو على أهبة الاستعداد للدفاع عن إسرائيل، مشدداً على أهمية الرد والرد عند الضرورة. وأضاف أن القرار بشأن كيفية الرد وتوقيته يقع على عاتق الحكومة ومجلس الوزراء الاسرائيلي.

الهجمات السيبرانية

اتهمت إسرائيل لسنوات عديدة بشن هجمات إلكترونية على مواقع مدنية وعسكرية في إيران بالإضافة إلى اغتيالات العلماء النوويين الايرانيين وعمليات استخباراتية أخرى لكنها لم تعلن مسؤوليتها على الاطلاق. ويُعتقد أنها نفذت هجمات إلكترونية على البنية التحتية من محطات البنزين إلى المنشآت الصناعية والمنشآت النووية، وقد تكرر هذا السيناريو في مجالات مثل إنتاج الطاقة أو خدمات الطيران.

استهداف وكلاء إيران في الشرق الأوسط

وبدلاً من توجيه ضربة مباشرة داخل إيران، يمكن لاسرائيل أيضاً ضرب وكلائها مثل “حزب الله” في لبنان أو الحوثيين في اليمن أو الوكلاء في العراق وسوريا. ومنذ بدء الحرب ضد “حماس” في غزة في أكتوبر/تشرين الأول، تتبادل إسرائيل إطلاق النار مع “حزب الله” وتتصدى لهجمات في البحر الأحمر. ومع ذلك، بقي القتال دون عتبة الحرب الشاملة.

التركيز على غزة

وقد توجه إسرائيل تركيزها على حربها المستمرة منذ ستة أشهر في غزة وتدمير “حماس” بما في ذلك مدينة رفح حيث تدعي الحكومة الاسرائيلية أنها تأوي نحو ثمانية آلاف من مقاتلي الحركة.

العمليات السرية

السيناريو الأخير إلى جانب محاولات العزل الديبلوماسي ينطوي على عمليات سرية. ويُعتقد أن إسرائيل نفذت في السابق عدة عمليات سرية داخل إيران، بما في ذلك اغتيال عدد من كبار علمائها النوويين. وهذا سيناريو مرشح حسب القراءات الغربية للاستمرار داخل إيران وخارجها.

شارك المقال