بعد تحرك سفراء اللجنة الخماسية الدولية مجدداً على خط الاستحقاق الرئاسي، طارحين خريطة طريق تبدأ بمشاورات بين الكتل تفضي إلى جلسة بدورات مفتوحة، وفي حال تعذر الانتخاب بعد بضع مرات تعود المشاورات ومن بعدها استكمال الدورات حتى انتخاب الرئيس، وعلى الرغم من اشاعة أجواء إيجابية عن تجاوب القوى السياسية مع هذه المبادرة، يبدو أنها لن يكتب لها النجاح، على الأقل ليس قبل نهاية شهر أيار كما كان يجري الحديث في الأروقة السياسية، بل حتى، لا يبدو أن كل أركان “الخماسية” متحمسون لحل الاستحقاق الرئاسي في لبنان، لا سيما أميركا، التي دخلت في أجواء انتخاباتها الرئاسية ولعل هذا نفسه سيكون في صلب العقدة الرئاسية اللبنانية.
واعتبرت مصادر مطلعة على الأجواء الرئاسية في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن الرئاسة اللبنانية تنتظر الرئاسة الأميركية، ليبنى على الشيء مقتضاه، لافتة إلى أن “القوى السياسية ولا سيما الثنائي الشيعي قد لا ترغب في انتخاب رئيس قبل حسم السباق الرئاسي الأميركي، ففي حال فوز الرئيس السابق دونالد ترامب بالرئاسة قد لا يناسب حزب الله رئيس حيادي أو وسطي، بل يجب أن يكون شخصية لا تتأثر بالضغط الأميركي عليه أو على البلد، لا سيما مع صاحب مبادرة صفقة القرن. أما في حال استمر حكم جو بايدن فربما يكون الحزب أكثر ليونة في التعامل مع الملف الرئاسي، حتى لو كان يفضل سليمان فرنجية، فقد يصل في النهاية الى ترك الأمر للعملية الديموقراطية وليفز من يفوز”.
وأشارت المصادر إلى أن الرئاسة في لبنان لطالما تأثرت بأمواج المحيط الاقليمي، فلم يكن بالامكان “الاتيان برئيس معادٍ لجمال عبد الناصر في الخمسينيات، ولا رئيس معادٍ لسوريا في السبعينيات والثمانينيات، وعندما توجه لبنان عكس الاقليم علقت وليس بالضرورة بالحرب، بل بشل البلد وتعرضه لأزمات، واليوم يبدو أن الرئاسة ستنتظر المشهد الاقليمي والدولي، إلا إذا تنازلت القوى السياسية ووضعت مصلحة البلد فوق مصالحها الضيقة، وهذا مستبعد”.
واستبعدت مصادر قريبة من الثنائي الشيعي أن يكون الملف الرئاسي مرتبطاً بالانتخابات الأميركية، مؤكدة أن “الرئاسة في لبنان مرتبطة بالحرب في غزة هذا محسوم، أما بالنسبة الى الرئاسة الأميركية، فلن يهم من سيفوز إن كان ترامب أو بايدن، مرشح الثنائي الشيعي معروف وواضح، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ولن تفك عقدة الملف الرئاسي إلا بالحوار، علماً أن لا مؤشرات على قرب حل هذه العقدة، على الرغم من تحرك الخماسية، التي يبدو أنها بحاجة إلى من يجري حواراً في ما بينها”.
ورأت المصادر أن الملف الرئاسي في الثلاجة، وكل التحركات هي “في الوقت الضائع”، موضحة أن الاستحقاق لن يسلك طريق الحل إلا في حالتين: “بعد حرب غزة، أو بالحوار، وهذا يتطلب توقف العناد من المعارضة، التي يبدو أنها تراهن على تغير ما في الاقليم يميل الكفة لصالحها، وهذا ما لن يحصل، بل يمكن القول ان قراءتها لمسار المنطقة خاطئة”.