fbpx

لبنان بين الرئاستين الأميركية والايرانية

د. زياد علوش
تابعنا على الواتساب

وقد تجاوز اللبنانيون عقدة السؤال من ينتخب رئيس جمهوريتهم النواب أم السفراء لصالح القفازات الديبلوماسية.

وحيث تمرد الواقع السياسي اللبناني على الأنماط والقواعد المعهودة للاسقاط والقياس والاستنتاج عما يطبقه التحليل المنطقي الرصين لتلمس ملامح الرئيس العتيد وباتت المؤشرات، لحل الشيفرة الرئاسية كما سبقتها الحكومية تكليفاً وتأليفاً تقتصر على طلاسم وتعاويذ المنجمين ميشال حايك وليلى عبد اللطيف، فالديباجة اياها تتطلب تحليلاً ساخراً لاكتشاف جزيرة الكنز في محيط التعطيل والحزن والاحباط.

لم يعد يذكر كثير من اللبنانيين كم مضى من الوقت على فراغ قصر بعبدا من شاغليه، بحيث كان آخرهم جريصاتي ورفاقه.

ما يهم أن الخماسية الديبلوماسية تلعب في الوقت الضائع لملء الشغور، بجلسات سمر سرنا بكلام فسررناه بكلام.

وحيث واشنطن وطهران تمسكان بعنق الرئيس اللبناني المنتظر، بمواصفات طيعة، فالافراج عنه يبدو مؤجلاً لما بعد انتخاب كل من خلفي ابراهيم رئيسي وجو بايدن.

المفارقة أن لغة الحسم بإنجاز الاستحقاقين الديموقراطيين الرئاسيين في كل من طهران وواشنطن واضحة وجلية كصناعة وطنية داخلية بإمتياز، لا تؤثر فيها سقوط طائرة رئاسية بمن فيها ولا عنتريات (دونالد) ترامب.

العكس تماماً يحدث في لبنان، حيث لا بد من الدوران في المجلس النيابي المتفرغ عهد “الاستيذ” لخلق الإبل، حول شكل الرئيس، لاكتشاف مضمون كلمة السر الرئاسية وفق مزاج الخارج الاقليمي والدولي الأكثر تأثيراً، هذا المزاج الذي احتكره حافظ الأسد طويلاً، قبل أن يفرط به الوريث الشاب، وقد كانت دمشق مربط الفرس ومحجة زوار البشرى الرئاسية، والتي يأتي بها “بابا نويل” ببراءة الأطفال على عربته الثلجية فيما يشبه مواسم الأعياد، بما تستدعي من احتفالات وتطبيل وتزمير، كدلالة لا بد منها عن الرضى والقبول بمشيئة الأمر الواقع.

لم تتغير اللعبة انما فقط تم استبدال بعض اللاعبين، على أن اللبنانيين أدركوا بالفطرة فضيلة التعيين من الخارج على رزيلة الانتخاب الداخلي، وتسري تلك الفضيلة كما الرزيلة على كل الاستحقاقات الدستورية اللبنانية، حيث بعض معايير التعيين تتفوق على سادية تمكين أكثرية من المغفلين من تحديد مصير أقلية لا زالت تفكر وتعمل عقلها.

المهزلة التي تفوق السردية الآنف ذكرها هو أن بعض اللبنانيين تجاوز النقاش بكيفية تحول العمالة الى وجهة نظر الى تبنيها كمصطلح يرمز الى العلاقات العامة التي لا بد منها بما تقتضيه الواقعية السياسية والمصالح الفئوية وموازين القوى والقوة، بحيث باتت أكثرية اللبنانيين وقد استحكم العجز الداخلي الشاغر بالمناكفات، ما عدا حصة الثنائي المهابة الجانب، التي استنسخت استقواءها من زمن المارونية والسنية السياسية تارة بالمسيحي على السني وأخرى بالسني على الماروني، تطالب بضرورة توكيل الادارة اللبنانية العامة لقوة استعمارية خارجية “متطورة ومتمدنة”، لأن تجربة الأشقاء على الرغم من فاعليتها كانت مؤلمة.

فهل يسخى الرئيسان الجديدان القادمان في كل من واشنطن وطهران بكرمهما على اللبنانيين بـ “كادو” رئاسي جديد أم يبقيانه بفعل الأولويات قيد الانتظار؟

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال