رمضان الجنوب: يُتم اقتصادي ولا بشائر خير

لبنان الكبير

تسعة أيام مرت من رمضان هذا العام، والوضع لم يتغير، فلا الأسعار انخفضت لينعم الصائمون بما تعودوا عليه سابقاً، ولا الآمال ازدادت بأن يأتي العيد حاملاً معه الفرح والبهجة، فقادم الأيام لا يحمل بشائر الخير، لكأن الشهر الفضيل صار يتيماً والجنوبيون أيضاً أيتاماً لعدم قدرتهم على مجاراة جنون ارتفاع اللحوم والمواد الغذائية والحلويات، ولانعدام القدرة على العيش الكريم، بينما تقوم بعض القوى الحزبية باختراعات لـتأمين الدعم لمحازبيها وتنسى البقية الباقية.

والواضح أن الوضع الحالي في رمضان الذي يعيشه الجنوبيون يعود إلى تأثير عاملين أيضاً لا يمكن تجاهلهما الأول: تدني القدرة الشرائية مع انخفاض سعر العملة الوطنية بالنسبة للدولار الأميركي، وانتشار فيروس كورونا وما واكبه من إجراءات وتدابير رسمية وذاتية.

وفي هذا الاطار، يقول عضو لجنة تجار صور غزوان حلواني لــ”موقع لبنان الكبير”، “للدلالة على انخفاض القدرة الشرائية لدى المواطنين وعدم قدرتهم على شراء حاجيات الشهر الكريم، “يكفي النظر إلى ارتفاع أسعار الحلويات، حيث وصل سعر كيلوغرام حلاوة الجبن إلى عتبة المئة ألف ليرة، أي ما يقارب سبع الحد الأدنى للأجور، وإلى ارتفاع أسعار الفواكه والخيار. فسعر كيلو الموز ستة آلاف ليرة والخيار اثنا عشر ألفاً مثلا”.

وكان للإجراءات المتعلقة بتأمين الحماية من فيروس كورونا تأثير واضح. فقد انطفأت أنوار الفرح والبهجة في مدن الجنوب الرئيسية، لا زينة ولا تطبيق للعادات المتبعة سابقاً، لا سيما في مدينتي صيدا وصور اللتين كانتا تضجان بالحياة ليلاً ونهاراً، سواء على الكورنيشين البحريين أو داخل أسواقهما القديمة، إذ انطفات أضواؤهما، مع أن هناك بضعة محلات فتحت أبوابها على استحياء لبيع القهوة والفول والترمس لعشاق السير على كورنيش البحر.

أما في النبطية التي كانت تحيي ليلها كما نهارها، فباتت تبكر في نومها وعلى غير عادة أهلها.

إحياء ليالي رمضان في االمساجد لم يكن بأفضل حال مع اقتصار ممارسة طقوس العبادة على أذان صلاة العشاء وصلاة التراويح “الموجزة”.

ويصف حلواني الأوضاع بالقول: “نحن في حالة صوم اقتصادي، لا دورة اقتصادية ولا متسوقون، نجتهد لبعث الحياة في الأسواق، وبعضنا يفكر باتخاذ قرار بفتحها ليلاً، في محاولة لاستقطاب المستهلكين، مع أني أشكّ في هذا”، خاتماً بعبارة: “رمضان يتيم ونحن يتامى”.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً