أجهزة البقاع “تأهب”!

راما الجراح

شباب وشابات جهاز “الطوارئ والإغاثة” في البقاع، يواكبون المرحلة الصعبة التي ألقت بثِقلِها على العالم بأسره نتيجة انتشار وباء كورونا، “نصّبوا أنفسهم فداءً لسلامة الأهالي، على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم، بدافع إنساني محض ودون تفرقة، تطوعوا في سبيل الخير ولمساعدة الناس ومساندة أجهزة الصليب الأحمر، المتواجدة في راشيا وجب جنين وزحلة وبعلبك.

يقول رئيس جهاز “الطوارئ والإغاثة” في البقاع علاء الأحمد لـــ”لبنان الكبير”، “انطلق الجهاز عام 2014 بعد أن تداعت مجموعة شبابية من أبناء المنطقة ونظراً للحاجة الناتجة عن ازدياد عدد السكان، وإثر النزوح السوري إلى المنطقة اتخذ الجهاز بر الياس مركزاً له، ما يتيح الوصول لطالبي المساعدة سواء المرضى أو غيرهم بشكل أسرع”.

ويوضح انه “في العام 2015 تم افتتاح قسم المسعفات إيماناً منّا أن دور الفتيات لا يقل أهمية عن دور الشباب”، مشيراً إلى أن “جهاز الطوارئ والإغاثة يتطلع الى الانتشار في قرى ومناطق البقاعين الأوسط والغربي ليغطي خدمة الإسعاف لأكبر عدد ممكن من الأهالي ويكون قادراً على إنقاذ حياة العديد من الناس”، ومؤكداً ضرورة العمل “لاستحداث قسم للإطفاء وآخر للإنقاذ الجبلي في السنوات المقبلة”.

يبلغ عدد جهاز الطوارئ والاغاثة ٦٠ مسعفاً ومسعفة، ويكشف الأحمد عن تنظيم دورة إسعافية جديدة لحوالي ١٠٠ متطوع”، لافتاً إلى أن “الجهاز يقوم بدورات تدريبية لرفع الكفاءات الإسعافية لدى المتطوعين، وقد تم شراء سيارة إسعاف جديدة وسيارة دفع رباعي ليرتفع عدد السيارات العاملة إلى ست”.

وبحسب الأحمد، فإن “الجهاز يعتمد في تمويله على تبرعات الناس ضمن حملة سنوية بعنوان “أسعف أخاك”، ويعمل على نقل مرضى حوادث السير بمعدل ٤ مهام في اليوم ولا يقتصر العمل على نقل الحالات، بل يقوم الجهاز بتغطية مباريات الدوري اللبناني لكرة القدم المقامة في المنطقة، الدورات الرمضانية، الأنشطة الرياضية (الكشفية، ماراتون، سباق دراجات، سباق خيل) بالإضافة الى تنظيم محاضرات للتوعية الاسعافية التي كانت تحت عنوان “مسعف في كل بيت”.

وعن جائحة كورونا، يقول: “منذ الأسابيع الأولى للجائحة، ومن منطلق المسؤولية التي تقع على عاتقنا تم تجهيز سيارة معزولة لنقل أي إصابة، ولكن بسبب عدم وجود كادر لتغسيل ودفن الوفيات الناتجة عن هذا الوباء، تم تجهيز متطوعين لديهم الخبرة بالتغسيل والدفن لشهداء هذا الفيروس، وعندما تستدعي الحاجة فان فرق الجهاز المدربة والجاهزة للنقل تتحرك على الفور”.

وذكر الأحمد في الختام أن “الجهاز طيلة الفترة السابقة يؤمن عبوات الأوكسيجين، والأجهزة اللازمة لإعطاء الأوكسجين للمصابين بالفايروس بشكل منظم ليستفيد أكبر عدد ممكن”.

أول فريق متخصص في كورونا في البقاع الأوسط انطلق من “جمعية الشفاء”، التي تأسست عام ٢٠٠٨، ويقول مسؤول فرع الإسعاف الأولي في الجمعية أحمد فاعور: “لدينا فرع في سعدنايل وعدد المتطوعين فيه ٢٠ مسعفاً، وآخر في بعلبك مخيم الجليل وعدد متطوعيه ٢٥، بالإضافة إلى فريق خاص بـ”كورونا” يبلغ عدد المتطوعين فيه ٢٤ من ضمنهم فريق الغسيل والتكفين”.

ويضيف: “قمنا بغسل ودفن أكثر من ٤٠ حالة كورونا ونقل أكثر من ٥٠ حالة مرضية بكورونا بين البقاع الأوسط وبعلبك”، مشيراً إلى أنهم تمكنوا أيضاً من تأمين الأوكسجين ومتابعة حالات عديدة في المنازل يفوق عددها ١٥٠ حالة بين بعلبك والبقاع الأوسط بالإضافة إلى تعقيم حوالي ٢٠٠ منزل”.

وأوضح أن “خطة تطوير الجمعية في المرحلة المقبلة، إنشاء فريق متخصص في إدارة الكوارث والأزمات والحروب ويتم تدريب فريق مؤلف من 15 مسعفاً في منطقة البقاع، بالإضافة إلى تأسيس فريق دفاع مدني وآخر لمكافحة الحريق”.

ليس غريباً على أبناء البقاع هذه الهمم العالية، فإذا استطعنا الحديث مع جهازي إغاثة إلى جانب الصليب الأحمر، لا يعني أننا نسينا فضل البلديات البقاعية المجهزة بسيارات إسعاف للحالات الطارئة، بالإضافة إلى جمعيات أخرى مثل “لبلدتي” و” رابطة شباب سعدنايل” وغيرهم من الذين يقفون في حالة تأهب عند أول طلب مساعدة لأي حالة كورونا اليوم.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً