قطاع المسابح يعاني …. ولا صيف للفقراء

آية المصري
آية المصري

فيما اللبناني يحترق بالأزمة الاقتصادية ويغرق في يوميات كورونا، قطاع المسابح ينهار والأسعار إلى ارتفاع، وخطر إقفال المسابح بات وارداً جداً اليوم، نظراً للواقع الاقتصادي المرير الذي يمر به لبنان. فصيف 2021 كما يبدو لن يكون كالسابق.

عراجي: لعدم الاستهتار

وأوضح رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي لــ”لبنان الكبير”، أن “الموسم لم يبدأ بعد والإجراءات الوقائية ستعطى في وقتها المناسب، هناك تغيرات كثيرة هذا العام، اذ أصبحنا نملك العديد من التفاصيل والمعلومات الدقيقة المرتبطة بجائحة كورونا، وهذا يسهّل اتخاذ الوقاية اللازمة”، مشيراً إلى أنه “على صاحب المسبح الالتزام بكل الإجراءات المطلوبة كي لا يعرض حياته وحياة الآخرين للخطر، وستكون الرقابة مشددة من قبل الوزارات المعنية. وعلى المواطن الذي تلقى الجرعة الأولى من اللقاح عدم الاستهتار فهو غير محمي إلا بعد إكمال الجرعات وبعد فترة زمنية معينة”.

بيروتي: لا قدرة على تأمين المصاريف

من جهته، وصف أمين عام اتحاد النقابات السياحية جان بيروتي لنا التغيرات التي طرأت على هذا القطاع، موضحاً: “الدولار لم يعد 1500 ولا أربعة آلاف ولا عشرة آلاف انما أصبح أكثر من ذلك بكثير، وهذا يؤثر بشكل مباشر وسلبي والأسعار إلى مزيد من الارتفاع وهذا أمر طبيعي، وهذا سيؤثر على عمل المسابح، وهناك العديد منها لن تفتح أبوابها هذا العام، لأنها غير قادرة على تأمين المصاريف المتوجبة عليها”.

وأعرب عن أسفه “للحالة التي وصلنا إليها، فاللبناني بانتظار معجزة ليعود لبنان كما كان”.

وفي ما يتعلق بعدد الموظفين والعمال، قال: “نحاول دائماً التواصل مع عمال وموظفين لبنانيين، ولكن النتيجة سلبية. فالجزء الأكبر من المواطنين غادروا البلد باحثين عن حياة جديدة تؤمن لهم العيش والاستقرار وبناء المستقبل لهم ولأولادهم، والجزء الآخر لا يريدون العمل في ظل هذه الأوضاع، وهنا الصدمة الكبيرة. فكيف لا يريدون العمل ولا يوجد مصدر للعيش، ماذا ينتظرون بعد؟”.

وعن الخوف من التقاط فيروس كورونا في المسابح، أكد بيروتي انهم يتابعون هذا الملف مع لجنة كورونا وأن “الإجراءات الوقائية ستطبق، ومنها أن نسبة الدخول إلى المسبح ستكون 50% مع مراعاة المسافة البعيدة الآمنة، كما أن الموظفين والعمال سيضعون الكمامات طيلة وقت العمل وسيخضعون لفحوصات الـ pcr كل فترة، هذا إلى جانب أن نسبة الكلور ستكون 3% بدلاً من 1%”.

وأوضح أنهم هذا العام “لا ينتظرون رواد الخارج، فالظروف العامة لا تسمح بذلك، والاعتماد سيكون فقط على السياحة الداخلية وعلى المواطنين”.

الدخول بــ70 ألفاً

وفي اتصال مع إدارة أحد المسابح، أكدوا لنا أن “الأسعار سترتفع على الشاليهات بدءًا من 10 أيار، وأن كلفة الدخول إلى المسبح لن تتخطى الـ 70 ألف ليرة على الشخص الواحد في عطلة نهاية الأسبوع”.

وأثناء تجول “لبنان الكبير” على كورنيش الروشة وعين المريسة، بدا واضحاً أن أجواء الصيف ستغيب لدى شريحة كبيرة من الناس، اذ قال لنا محمد: “لم يعد باستطاعتي جلب المأكل والمشرب لعائلتي، فالراتب الشهري ينتهي بعد 5 أيام فكيف سيمكننا أن نتنزه وأن نرتاد المسابح في ظل هذه الظروف”.

وعلق شاب آخر: “أنا سأضع خزان المياه وأمارس السباحة داخله، فليس باستطاعتي دفع 70 ألف ليرة كي أسبح ساعتين، ناهيك عن المأكل والمشرب أيضاً”.

وعبّرت إحدى السيدات عن استيائها من هذا الواقع، فهي لن ترتاد المسابح ولا الشواطئ الشعبية التي تكثر فيها الاكتظاظات وقلة النظافة، “فلا رقابة من قبل الجهات المعنية والمسؤولية معدومة من قبل الدولة والمواطنين”.

الواضح أنه ليس لدى الناس الرغبة لقصد المسابح ولا أي شيء آخر، فالوضع المادي والنفسي يدمرهم يوماً بعد يوم، ولا بريق أمل لتحسن الأوضاع. أهلاً وسهلاً صيف 2021، صيف ليس للفقراء.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً