غيث المصري … شهيد “البنزين”

راما الجراح

قتلوا إبن الأربع والعشرين ربيعاً والسبب رفضه المُضي في سمسارات بيع البنزين في السوق السوداء، نصبوا له كميناً لأن طالب الحقوق في الجامعة اللبنانية غيث المصري رفض أن يُباع البنزين والمازوت في السوق السوداء بضعف الأسعار أو تهريبه إلى سوريا، قتلوه لأنه رافض للفساد والدولة مسؤولة بشكل مباشر عن الجريمة بالطبع، بسبب إنقطاع البنزين واستيلاء تجار السوق السوداء وشركائهم من مسؤولين وأمنيين على كميات هائلة من هذه المادة للتهريب الى سوريا، والسؤال كم من جريمة ينتظر حصولها حتى يقوم اولي الامر بمعالجة المشكلات ولماذا لا يستقيلون لحفظ ماء الوجه على الأقل واقرارهم بفشلهم في إدارة أمور البلاد. فماذا حصل في ببنين وما هي الحكاية؟.

تروي أحدى أقرباء الشهيد المغدور لــ “لبنان الكبير” تفاصيل الحادثة قائلةً: “غيث شاب يصفه من يعرفه بأنه صاحب نخوه، يساعد والده بإدارة محطة الوقود خاصتهم التي تعتبر من المحطات النادرة في المنطقة التي لا زالت تزود الناس بالوقود في ظل الأزمة التي نمر بها في لبنان وذل الطبقة الحاكمة لنا في أبسط حقوقنا حتى بتنا نقف “طوابير” أمام المحطات، منذ حوالي الأسبوع تقريباً جاء أحد المواطنين من أهل المنطقة الملقبون بـ (الحزوري) وطلب تعبئة خزان سيارته ب ٧٥ ألف ليرة وهذا ما حصل، ثم طلب باللحظة نفسها من غيث أن يملأ له صهريج فارغ بمئات الليترات لكي يقوم بتعبئة غالونات ١٠ ليتر بهدف بيعها بالسوق السوداء، فرفض غيث طلبه، معتبراً أن هذا التصرف يضر بمصلحة محطتهم ولكن (الحزوري) لم يتقبل الرفض وحصل الإشكال بينهما ومن بعدها اجتمعت العائلتين بمعيّة كبار الضيعة وتمت الصلحة بينهما “.

وتتابع: “لم نعد نكترث للموضوع بعد الصلحة، ولكن الغدر عندما يتعشعش في نفوس أهله يقتل والاشقاء الثلاث من آل (الحزوري) تبين أنهم أهل للغدر، ومع سابق إصرار وتخطيط نصبوا كمين لغيث الذي كان يقود سيارته مع صديقه من آل موسى وعندما وصلوا مقابل محلات الحزوري وسط بلدة ببنين، قطع علي وشقيقيه نجم وشفيق الحزوري الطريق عليه، وعاتباه بالنبرة العالية والشتائم بسبب رفضه تعبئة صهريج البنزين لهم منذ أيام، وخلال لحظات معدودة وبين المسلك والأخرى صوّب علي مسدسه نحو غيث وأطلق ثلاث رصاصات مباشرة نحوه أصابت احداها قلبه وأردته قتيلا على الفور، وفر الأشقاء الثلاث إلى جهة مجهولة”،

وتؤكد أن “المجرمين لديهم سوابق عدة ولا من محاسب لهم، يملكون غطاء لا أحد يعرف مصدره، يستطيعون الخروج من أي مصيبة يرتكبونها، بوساطة ورشوى مما سهل لهم طريق الإجرام وقتلوا غيث بكل برودة دم من مجرد تلاسن حصل بينهم”.

السلاح المتفلت أصبح ظاهرة شائعة جداً لا ينتج عنها سوى أولاد يتامى وأمهات مفجوعة وحسرات تبقى مدى العمر على شباب لا ناقة لهم ولا جمل سوى أنهم يحرصون على تطبيق القانون ويموتون في سبيله بينما غيرهم يُفصلونه على مقاسهم دون حسيب أو رقيب.

يُذكر أن آل المصري لم ولن يفتحوا عزاء لولدهم الشهيد قبل أن يثأروا له!

له الرحمه و لأهله الصبر والسلوان..

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً