العلاج بالموسيقى.. مستقبل واعد

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

جميعنا نلجأ للموسيقى عندما تعاكسنا الحياة. منّا من يحبّ أن يستمع إليها ليهدأ، ومنّا من يتّقن عزفها فتأخذه الى عالمٍ آخر. ولكن ماذا عن العلاج بالموسيقى؟ كيف للموسيقى أن تكون علاجاً طبياً بديلاً؟

وفي حديث لشباب “لبنان الكبير” تشرح المعالجة بالموسيقى ميا بطيش عن هذا النوع من العلاج لتفسر لنا طريقة العمل وفوائده.

ما هو العلاج بالموسيقى؟

تقول بطيش إن العلاج بالموسيقى هو علاج قديم كان يستخدمه المماليك عند شعورهم بالقلق والعصبية، فكانوا يطلبون موسيقي القصر ليلعب الموسيقى ويشعرهم بالراحة. ومع مرور الزمن تقدّم هذا العلاج وأثبت علمياً فعاليته. فأصبح يُستخدم كنوع من أساليب المعالجة النفسية مستخدماً الأصوات كأدوات للعلاج.

ما هي الفئة العمرية والحالة النفسية المستهدفة بهذا العلاج؟

” لا عمر محدّداً. يمكننا استخدام هذا النوع من العلاج على الطفل من بدء تكوّنه في أحشاء الأم إلى أن يصبح عجوزاً مهما كانت حالته النفسية. فلا داعي لأن يكون الشخص مصاباً بمرضٍ نفسي أو جسديٍ معيّن ليستفيد منه والعكس صحيح”. وتضيف ميا أن العلاج بالموسيقى يستهدف أيضاً الأشخاص ذوي الغعاقة الجسدية والفكرية.

ما هي آلية عمل العلاج بالموسيقى؟

تشرح بطيش أنّ العلاج ينقسم الى طريقتين. الطريقة المستقبلة والطريقة النشطة.

فبعد مقابلة الشخص يقرر المعالج كيفية السير بالعلاج.

الطريقة المستقبلة ترتكز على الاستماع إلى الموسيقى. فيلجأ المعالج إلى وضع نوع محدّد من الموسيقى وبعد استماعه يقوم الشخص بشرح ما استمع إليه وما شعر به وهنا دور المعالج في ترجمة ما شعر به المستمع على صعيد الشقّ النفسي.

أمّا بالنسبة للطريقة الثانية وهي الطريقة النشطة فهي تعتمد على استخدام آلات موسيقية معيّنة من قبل الشخص ولا تتطلّب معرفة مسبقة عن الآلة أو النوتات ومن خلال هذا الوقت بين الشخص والمعالج يتمكّن هذا الأخير من دراسة السلوك وإتمام العلاج بالطريقة المناسبة.

ما تأثير العلاج بالموسيقى علمياً على الدماغ والجسد؟

تقول بطيش إن للموسيقى تأثيراً كبيراً على وظيفة الدماغ، فهي تستطيع أن تغير نوعية عمله، وتدفعه لإفراز الدوبامين والمواد الأفوينية والسيروتونين والأكسيتوسن التّي تساعد على الحد من القلق وتعزيز نظام المناعة والتحفيز على السعادة ويمكنها المساعدة في علاج اضطرابات الأكل والنوم.

هل يمكن أن يكون العلاج بالموسيقى علاجاً معتمداً في الطبّ؟

بدأ العلاج بالموسيقى يُستخدم في المستشفيات في فرنسا فقبل توجّه المريض الى غرفة العمليات يقوم بالاستماع إلى نوع موسيقى محدّد تحت إشراف معالجين بالموسيقى للحدّ من القلق وقد برزت فعاليتها في هذا المجال بدل استخدام الدواء.

هل من إقبال كثيف على العلاج بالموسيقى في لبنان؟

نسبياً الاقبال جيد. تقول بطيش. ولكن لا وعي كافياً عن هذا النوع من العلاج وهذا ما نحاول تغييره. والمحزن أن أي شخص يقوم بحضور ندوة عن العلاج بالموسيقى يعطي نفسه لقب معالج نفسي وهذا خطأ.

ما أصداء هذا العلاج على الأشخاص الذين قاموا بتجريبه؟

تختم ميا بطيش وتقول إن الأصداء إيجابية جداً عند الأشخاص الّذين استخدموا العلاج بالموسيقى وغير لهم حياتهم بشكل إيجابي.

إذاً لا بد لنا أن نبحث دائماً عن طرق لتخفيف ضغوطات الحياة الكثيرة خصوصاً في لبنان ومع هذه الأزمات الّتي نمرّ بها أصبحت الصحة النفسية أهمّ من الصحّة الجسدّية لنستمر نوعاً ما.. على قيد الحياة.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً