كأننا انتصرنا على كورونا؟

آية المصري
آية المصري

العالم ما زال في خضم الحرب مع كورونا وفق ما صرّح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وما أكدته منظمة الصحة العالمية، في حين نتطلع حولنا في لبنان، فنرى أرقاما متدنية جدا للوفيات والإصابات، والإجراءات الاحترازية غائبة عن تفاصيل كتيرة من حياتنا اليومية… وكأن الفيروس أختفى فجأة كما ظهر؟ أو كأننا نحن اللبنانيين انتصرنا عليه؟ فما هو الواقع على حقيقته العلمية والصحية؟

عراجي: أوافق غوتيريش ولا يجب الاستهتار
أوضح رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي لـ”لبنان الكبير” أن “لبنان لم يتخلص بعد من فيروس كورونا، صحيح أن أعداد الإصابات انخفضت ونسبة الدخول إلى وحدة العناية الفائقة تراجعت بشكل كبير لكن ما زال هذا الفيروس موجود بيننا وعندما يصبح معدل الإصابات صفراً نقول أن لبنان تعافى من كورونا”.
وقال عراجي: “طبعاً أوافق الأمين العامل المتحدة غوتيريش في ما يتعلق بأن العالم ما زال في حرب ضد فيروس كورونا فلا يجب الاستهتار، أو الاستخفاف فيه فمن الممكن أن يتحوّر الفيروس في أي وقت وهذا علمياً موجود ومُعترف فيه”.
وأكد عراجي أن “من الممكن أن يُقبل لبنان على صيف مطمئن لكن مع الالتزام بالتدابير الوقائية فالكمامة والتباعد الاجتماعي في غاية الأهمية، لان لبنان لم يتجاوز 10% من نسبة الذين تلقوا اللقاح وبالتالي لا مناعة مجتمعية حتى الساعة. نعم علينا فتح جميع القطاعات وعودة الحياة إلى طبيعتها لكن يتوجب على الجهات المعنية التشدد في الراقبة والتحلي بالحذر فلا يمكننا التخفيف من حدة التدابير الوقائية قبل 2022″.
البزري: لبنان لم يتجاوز مرحلة الخطر
رأى رئيس اللجنة الوطنية لإدارة اللقاح ضد كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري في حديث لـ”لبنان الكبير”: “بدأت تظهر علامات التعافي من وباء كورونا ولكن هذا التعافي لا يعني أن لبنان تجاوز مرحلة الخطر، أوضاعنا تتحسن لكن لا يعني أن العالم ولبنان انتهى من كورونا”.
ولفت البزري إلى أنه “يجب الاعتراف بأن المؤشرات الوبائية في لبنان إلى تحسن مستمر وهذه المؤشرات تدل على إنتقال لبنان من المرحلة الرابعة في التفشي الوبائي إلى المرحلة الثالثة وإذا استمر هذا التحسن يمكن أن ننتقل إلى المرحلة الثانية من التفشي الوبائي خلال أسابيع عدة ولكي نصل للمرحلة الأولى نحتاج أن نبقى متقيدين بالارشادات والتوجيهات الصحية والتعليمات المعطاة من قبل الدولة. واليوم للقضاء على كورونا علينا تحويل هذا المرض من وباء إلى مرض مستوطن، فطموح أن يختفي هذا الفيروس نهائيا بات صعباً والاحتمال الأكثر استعداداً أن يستوطن هذا المرض في معظم دول العالم”.
وعن المناعة المجتمعية قال البزري: “المناعة المجتمعية هي النسبة التي تعرض فيها أفراد المجتمع إلى الفيروس سواء بواسطة اللقاح أو بواسطة الفيروس نفسه فبواسطة اللقاح اصبح لدينا ما يقارب 10 % من الشعب الذي تلقى الجرعة الأولى من اللقاح ولدينا أكثر من 10% من المواطنين الذين تعرضوا للفيروس بشكل رسمي. لكننا نعلم من جميع الدراسات الوبائية التي حصلت في العالم أن عندما يكون لدينا حالة واحدة أو عشر حالات مُكتشفين يعني أن هناك في المقابل حالات غير مُكتشفة لذلك نعتمد أن مستوى المناعة المجتمعية في تزايد مستمر وهذا يساعدنا على تجاوز المحنة ويؤدي إلى انخفاض في عدد الحالات الشديدة وهذا تبين من خلال اقفال العديد من الأقسام المتخصصة في كورونا داخل المستشفيات ولو انها ابقت قدرتها على معالجة كورونا ولكن أعود وأكرر هذا لا يعني أننا أصبحنا خارج دائرة الخطر ويجب الاعتماد على مسؤولية الدولة بشكل أساسي وعدم الاستهتار في مراقبة الناس، كما علينا حماية المطار من الوافدين من بلاد لديها نسبة مرتفعة من الوباء”.

إذاً يتوجب على الجهات المعنية عدم الاستخفاف بهذا الوباء والالتزام بكافة الإجراءات الوقائية لحماية أنفسنا لأن المسؤولية باتت أكبر على المواطنين فالمحافظة على الربح الذي حققناه في المؤشرات الوبائية ضرورة كي نتمكن من الانتقال إلى مستويات أفضل وننتهي من كورونا.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً