” تيك توك” يقتل أطفالنا

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

ساهمت جائحة كورونا بابتعاد الأطفال عن الحياة الاجتماعية الواقعية وزادت تعلّقهم بالأجهزة الإلكترونية. فلتمضية الوقت في المنزل أصبحوا يلجؤون الى تطبيقات وبرامج مختلفة.

” تيك توك” تطبيق إلكتروني يتيح لمستخدميه إنشاء مقاطع فيديو ونشرها للعالم أسره. قد تكون تقليداً لمشاهد تمثيليّة أو موسيقيّة أو أفكاراً جديدة.

استطاع هذا التطبيق ومنذ إنشائه عام 2016 بالاستحواذ على عقول الأطفال والمراهقين حتّى وصل تأثيره للكبار أيضاً.

ولكن تأثير هذا التّطبيق تخطّى الحدود وأصبح يشكّل خطراً على الأطفال. كيف؟

أصبح الأطفال عرضةً للتنمّر والتّعليقات السلبية الجارحة والّتي بدأت تؤثّر فيهم على الصعيد النّفسي، غير أنّ التّطبيق يعرض محتويات مختلفة قد تكون غير مناسبة لأعمار الأطفال، والأهل غائبون.

ما هي التأثيرات السّلبية لهذا التطبيق لدى الأطفال؟ وكيف نعالج هذه المشاكل وما دور الأهل؟ أسئلة ستجيبنا عنها المعالجة النّفسية المتخصّصة بشؤون الأطفال روكسان سنو.

 

تبدأ سنّو بالشرّح أنّ تطبيق تيك توك ساهم بزيادة نسبة التنّمر والفئة الأكثر استهدافاً هي الأطفال بفعل طرحهم فيديوات بريئة من دون التفكير أنّ العالم الخارجيّ سوف ينهال عليهم بتعليقاتٍ ساخرة. التّنمر على مواقع التواصل الاجتماعي بدأ قبل هذا التّطبيق، ولكن وإن صح القول، تيك توك أعطى المستخدمين بطاقات إضافية لاستخدامها للتّنمر، فمقاطع الفيديو تنتشر بشكل سريع جداً ما يزيد نسبة التعليقات المسيئة، غير أنّه يمتلك بعض الخاصيات كحفظ الفيديو وإرساله للجميع. تتابع سنوّ أنّ السخرية تطال شكلهم الخارجيّ، طريقة كلامهم، جنسيتهم، صوتهم والكثير بعد.. إذاً التّنمر لا حدود له على هذا التطبيق.

 

ما التأثيرات السّلبية الّتي يتركها التّنمر لدى الأطفال؟

 

تقول روكسان إنّ الحالات تختلف من طفل الى آخر ومن فئة عمرية إلى أخرى. ولكن التأثيرات هي بالطّبع سلبية. سوف يفقدون ثقتهم بنفسهم، ويعتبرون أنّ التعليقات الساخرة هي حقيقيةّ ويقتنعون بها. بعض الأطفال يميلون إلى العدائية لإخراج الغضب الذّي بداخلهم من جراء التعليقات السلبية ما يؤثّر على علاقتهم بأهلهم وزملائهم في المدرسة. التأثير السلبي أيضاً يطال مستواهم الأكاديميّ فيصبحون غير مهتمّين بدراستهم والمدرسة. بعض الأطفال يفقدون الشّهية على الطّعام وعدم القدرة على الّنوم من جرّاء التّوتّر والقلق.

 

هل التّنمر المشكلة الوحيدة على تطبيق تيك توك؟

 

لا. بل يوجد مشكلة أيضاً كبيرة تقول سنّو. وهي أن الأطفال يصبحون عرضةً لمواد لا تناسب عمرهم. ويصعب عليهم فهمها. مثلاً صادفت أطفالاً صغاراً شاهدوا على تيك توك مقاطع فيديو لأشخاص مثليين فزادت حشريّتهم لفهم الموضوع، فاكتفيتُ بشرح بسيط من دون الدّخول بأعماق الحديث لأنّهم غير مؤهّلين فكرياً ولا اجتماعياً ولا ثقافياً للغوص بهذا النّقاش.

 

ما الحل لهذه المشكلة وكيف للأهل أن يراقبوا أطفالهم على تيك توك؟

 

التّوعية هي المفتاح الأساسيّ للحلّ تقول سنّو. على الأهل أن يخبروا أطفالهم بأنّ عالم الانترنت مليء بالمخاطر والتّنمر موجود بكثرة وهو مجرّد أراء أشخاص غير مهمّين ويجب عليهم أيضا توعيتهم لنوع المادة الّتي يريدون نشرها. وبهذه الطّريقة يخلق الأهل مع أطفالهم شبكة تواصل متينة مبنيّة على الثّقة. والأهم أن يُشعر الأهل الأطفال بأنّهم دائماً موجودون للاستماع الى مشاكلهم أو مشاركتهم ما شاهدوا.

وعلى الأهل أيضاً أن يقوموا بمراقبة مقاطع الفيديو من قبل أطفالهم قبل نشرها ومراقبة التّعليقات بشكل دائم لتفادي الوقوع بفخ التعليقات الجارحة.

 

وكانت قد حذّرت هيئة مراقبة الخصوصية في أميركا من أن تيك توك ينتهك قوانين خصوصيّة الأطفال فقامت عدّة مجموعات أميركيةّ تعنى بحقوق الطّفل بتقديم شكوى بهذا الموضوع وذكرت الشّكوى بحسب وكالة أسوشيتيد برس أنّ تطبيق تيك توك جمع من أطفال دون سن الـ 13 عاماً معلومات شخصيّة من دون موافقة أهلهم.

 

كلمات البحث
شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً