ان منظر هذه الشجرة المتشبثة بارادة الحياة والمتشبثة من خلال بعض جذورها ي جزء صغير من صخرة متهاوية وفي وضع خطير جدا… هذا المنظر أوحى لي بمسألة مهمة للغاية يعاني منها الشباب اللبناني والعربي وفي مناطق اخرى من العالم…
ان الاوضاع الاقتصادية المتردية في لبنان والعالم العربي، وتزايد البطالة وفقدان الوظيفة والعمل، وتزايد الازمات المالية والاقتصادية، وتكاثر الفساد وسرقة المال العام… كل ذلك أوجد مساحة كبرى من اليأس والقلق وفوبيا الفقر وحالات من الانتحار وارتفاع معدلات الجريمة والهجرة الى الخارج.
وبدون ادنى شك فان لبنان بشكل خاص هو الدولة الوحيدة التي تعاني بكثرة من تلك الآفات الاجتماعية والاقتصادية والمالية والسياسية، ما دعا الشباب اللبناني الى ذلك اليأس والوضع الميؤوس منه لذلك نجد شبابنا يعيشون حالة من الضياع والخوف والقهر والقرف مما وصلت الامور إليه.
أقول معتذرا من الشباب اللبناني انني معكم، أعيش معاناتكم وأشعر بمشاعركم وألمس هواجسكم وأعاني يأسكم وقلقكم وخوفكم واحتياجاتكم.
وبالرغم من جميع هذا الوضع المأسوي الذي نعيش فيه مع شبابنا اللبناني، فعلينا ان لا نيأس، وان لا ننتحر، وان لا نلجأ للجريمة، وان نبتعد عن المخدرات، وان نبتعد عن ما حرمه الله عز وجل، وما منعته القوانين اللبنانية، وان نتمسك بأصالتنا وعراقتنا وجذورنا المستندة الى القيم والمثل العليا والى مبادئنا العائلية والوطنية والدينية والاخلاقية القائمة على الابتعاد عن الحرام والعيب.
إن الصمود وإرادة الحياة والصبر، بالاضافة الى الضوابط التي أشرنا اليها، هي المقدمة الاساسية للنجاح والتفوق والانتصار ولو بعد حين.
إن إشتداد الازمات لا يعني الموت المحتم.
وإن سقوط الامطار لا يعني سقوطا.
وإن كبوة الحصان لا يعني نهايته.
وإن عدم حصولك على وظيفة لا يعني نهاية الحياة.
وإن عدم نجاحك في المدرسة او الجامعة لا يعني نهايتك.
وإن مرضك لا يعني موتك.
وإن عدم تسجيلك للدكتوراه لا يعني نهاية حياتك.
إن كل التجارب التي يمر بها الشباب اللبناني والعربي سيبقى حافزا قويا من أجل فجر جديد ولو طال بزوغ هذا الفجر.
لنعمل معا متحدين من اجل القضاء على الفساد في جميع ميادين الحياة.
والقضاء على الفساد هو المقدمة الاساسية لبناء لبنان وتطوره وتطور العالم العربي.
* الدكتور حسان حلاق – استاذ جامعي