الــ “توك توك” يجتاح شوارعنا والأرقام إلى تصاعد!

راما الجراح

مشهد انتشار عربة “التوك توك” لم يكن مألوفاً في لبنان حتى الأمس القريب، إلا أن الظروف الاقتصادية فرضته، مركبة نارية ذات ثلات عجلات، على محرك بنزين ذو سلندر واحد سعة ٤٠٠ سي سي، فيه صندوق تروس بسيط شبيه للموجود بالدراجة النارية، بالإضافة إلى أنه يحتوي على غيار العكسي ليسمح له بالرجوع للخلف، ويستخدم غالباً كوسيلة للانتقال بالأجرة وينتشر بكثرة في البلاد الآسيوية، لا سيما في البلاد العربية وخصوصاً في العراق ومصر والسودان.

“هذه العربة الصغيرة يمكنها أن تتسع لأحمال لا تقوى عليها الدراجة النارية الصغيرة ومصروفها أقل بنسبة ٧٠٪ من مصروف السيارة وصيانتها غير مكلفة”، يخبرنا صاحب شركة البركة لـ”توك توك” وسام عراجي في برالياس ويقول لـــ “لبنان الكبير” إنه “بالرغم من أنني أملك أكثر من ٢٠ عربة وهذه مصلحتي، إلا أنني لا أؤيد أن تستعمل لنقل الركاب والعمل كتاكسي، فهذا ظلم لأصحاب الفانات الذين فنوا ربيع عمرهم لتأمين ثمن اللوحة الحمراء والعمل عليها، ولكن هذا لا يمنع من حدوث خروقات، ولكن بشكل أساسي تستعمل للديليفيري ولنقل مواد لا تقوى عليها الدراجات النارية، مثل قوارير الغاز وأدوات كهربائية وغيرها، كما أنني متعاقد مع عدد من الأفران ومصابغ لاستخدام العربات في عملهم”.

ويضيف أن عمله “محصور في منطقة برالياس ومعظم السائقين العاملين عليه من الجنسية السورية الذين يملكون أوراقاً رسمية وحاصلين على رخصة قيادة دراجة نارية، وأصبح هناك أكثر من ٣٠٠ توك توك بين برالياس والمناطق المحيطة كالمرج وسعدنايل وتعلبايا ومجدل عنجر والأرقام تتصاعد مع بداية كل شهر”.

ويوضح عراجي: “يتم تسجيل التوك توك في مصلحة تسجيل السيارات على أنه دراجة نارية وتستحصل على رخصة ولوحة، ويتم إخضاعها للمعاينة الميكانيكية مع الدراجات النارية وتدفع رسوم ميكانيك حوالي ٦٠٠ ألف ل.ل. إذا كانت جديدة لتنخفض بعدها سنوياً، وتكلفته بين وضع النمره والدفتر والتأمين ضد الغير والإلزامي تصل إلى ٨٥٠ ألف ل.ل، وعملية الشراء عادة تكون من الشركة، حيث إن سوق بيع العربات المستعملة منه محصور جداً وبحسب إحصاءات الشركة ووكلائها في مناطق البقاع أنه ما يفوق نسبة الـــ ٨٠٪ تباع في منطقة البقاع الأوسط والغربي وحوالي نسبة ١٠٪ منها تتوزع بين طرابلس وبيروت ومناطق أخرى لا تزال شبه غائبة عن حركة التوك توك بسبب شوارعها الضيقة وزحمتها”.

ويفيد أن لدى شركته أيضاً “عربات توك توك جديدة موديل كشف للأعراس، بالإضافة إلى عربات على الكهرباء لحماية البيئة من جهة وتماشياً مع أزمة البنزين في حال تفاقمت أكثر في المستقبل ليكون لدينا بديل جاهز”.

وتقول لنا مريم، وهي أم لأربعة أطفال، “وسيلة التنقل في التوك توك أصبحت اليوم طاقة فرج لي ولعائلتي، زوجي يذهب إلى عمله باكراً وكنتُ أستعين بإحدى جاراتي يومياً للجلوس مع أولادي حتى أذهب لشراء حاجات منزلي من السوق وفي بعض الأحيان أضطر لدفع كلفة تاكسي بحدود الــ ٢٠ ألف ل.ل، أما اليوم بـ ٦ آلاف ل.ل. لصاحب التوك توك أستطيع تأمين ما يلزمنا من دون الحاجة لترك منزلي والخوف على أطفالي”.

دفعت الأعباء المادية بالكثيرين للبحث عن بدائل، وبدأ زمن التوك توك بالازدهار بالرغم من اعتبار الكثير من الدول أنه غير مطابق للمواصفات الأمنية بسبب عدم اتزانه وهشاشة هيلكه الخارجي ما يعرض الركاب للخطر، وتحولت معارض السيارات إلى معارض توك توك متنوعة الأشكال والألوان، حتى أصبح للعروس والعريس يوم زفافهما توك توك خاص بهما!

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً