إيران: تواصل الدعوات لمقاطعة الانتخابات وتزايد جاذبية المعارضة

حسناء بو حرفوش

نشر موقع “أن سي أر أي” (NCRI) الإيراني التابع لأمانة المجلس الوطني للمقاومة المعارضة، مقالاً عن تواصل أنشطة الوحدات المعارضة وأنصار منظمة “مجاهدي خلق”، الداعية لمقاطعة الانتخابات الرئاسية بوصفها “صورية” والتمسك بتغيير النظام وبالتالي التوصل إلى جمهورية منتخبة ديمقراطياً. وبالتوازي، نشرت مواقع إيرانية أخرى عن تزايد جاذبية المعارضة خصوصاً في صفوف الشباب بعدما بات واضحاً أن الانتخابات “مهزلة” محسومة بالفعل.

وبحسب NCRI، “دعا أنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ووحدات المقاومة إلى مقاطعة الانتخابات الوهمية للملالي من خلال نشر لافتات ورسومات وكتابات على الجدران منها “يسقط خامنئي ويسقط رئيسي” و”خامنئي قاتل. وقيادته باطلة”. ووزعت منشورات في جميع أنحاء المدن الإيرانية مثل كرج وأصفهان وشيراز وهمدان وخرم آباد والأهواز وكرمانشاه وسواري كازرون وهشتبر تافالش وياسوج  وأنديمشك وبهشهر ونيشابور وبهبهان وجهروم، بالإضافة إلى مناطق مختلفة من طهران. ووصفت الشعارات التي رفعت مقاطعة الانتخابات “المزورة بالواجب الوطني وبالعهد الذي قطعته الأمة الإيرانية للشهداء”. كما روجت إلى أن “قيادة نظام الملالي باطلة وأن المرشح الأوفر حظاً ورئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي هو مجرم ومسؤول عن مقتل 30 ألف سجين سياسي”. وأكدت المعارضة أن انتفاضة الإيرانيين ستطيح بنظام الملالي الذي اغتصب سيادة الشعب. كما رفعت شعارات أخرى على غرار: لا للانتخابات الصورية ولا لحكم الملالي ونعم للحرية، وربط اسم رئيسي بمذبحة العام 1988، مع الإصرار على التمسك بجمهورية منتخبة ديمقراطياً وبمقاطعة المهزلة الانتخابية.

تزايد جاذبية المعارضة

بدوره، نشر موقع “ميك ايران” (mek-iran) المعارض أن المسؤولين ووسائل الإعلام الحكومية يصدرون كل يوم  تحذيرات بشأن تزايد جاذبية أتباع مجاهدي خلق ووحدات المقاومة، لا سيما لدى جمهور الشباب من المتابعين. ورأى أن الانتخابات في إيران لا ترتبط بالتعبير عن إرادة الشعب بطريقة ديمقراطية وشفافة  وقد استخدمت على مدى الأعوام الماضية كأداة اختيار استخدمها المرشد الأعلى الذي لم يتم انتخابه. حتى إن خامنئي يقوم بتعيين مجلس صيانة الدستور، الذي يوافق على أهلية المرشحين. ويحتاج النظام للحفاظ على توازن القوى الداخلي بين الفصائل لتحديد نتيجة الانتخابات. وسيتوجب على خامنئي مواصلة التفاوض في ما بينها علما بأن لكل فريق مطالبه الخاصة. ومن المهم أن نلاحظ أن الشعب الإيراني ليس أولوية قصوى (…) ومع كل المشاكل الداخلية التي يواجهها الشعب الإيراني، فإن انشغال خامنئي بتوطيد السلطة سيجعل البلاد أكثر عرضة للموجة الشعبية القادمة. وعلى الرغم من الجهود الداخلية المبذولة لسحق أي مقاومة للديكتاتورية، تزايدت الأعداد في صفوف المعارضة وفشلت جميع الجهود القمعية، بما في ذلك الإعدام والاعتقالات والقيود على وسائل التواصل الاجتماعي، بوقف معارضة الإيرانيين المحبطين. وفي الوقت الذي لا يوفر فيه خامنئي جهداً للدفع باتجاه المشاركة في الانتخابات، تكتسب المقاطعة الواسعة لهذا الاستحقاق زخماً أكبر.

الفن وعقوبة حتى 10 سنوات

وفي السياق نفسه، نشر موقع “إيران نيوز واير” تسجيل فيديو لوالدة أحد المعارضين الذين فقدوا حياتهم خلال التظاهرات ضد النظام، وأرفق بشرح باللغة الانكيزية يترجم خطابها بالفارسية وهي تقول: “لن أصوت في انتخابات 18 حزيران الرئاسية احتراماً لابني ولجميع الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن على يد النظام ولجميع الأشخاص الذين قتلوا خلال احتجاجات إيران 2019”.

كما نشر الموقع نفسه على صفحته عبر “تويتر” فيديو قصيراً يركز على سيرة رئيسي ويربطها بعدد كبير من الاغتيالات، بالإضافة إلى منشور آخر يركز على قمع الحريات من خلال مثال محاكمة أحد الفنانين الذي رسم لاعب كرة قدم “يشبه الخميني”. فقدم رئيسي شكوى ضده وحكم عليه بالسجن لمدة عام بالاضافة إلى 50 جلدة ودفع غرامة. لكن رئيسي أصر بصفته المدعي العام على معارضة الحكم حتى حصل الفنان على عقوبة بالسجن لمدة 10 سنوات.

ومن المرتقب أن تنطلق الدورة الأولى للانتخابات الإيرانية في 18 حزيران الجاري، لانتخاب خلف للرئيس المعتدل حسن روحاني. ووسط الدعوات المتزايدة للمقاطعة، حثّ المرشد الأعلى علي خامنئي الإيرانيين على المشاركة تفادياً لتحقيق “إرادة الأعداء.. أعداء إيران وأعداء الإسلام وأعداء الديمقراطية الدينية”.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً