هل من انفراج بالأدوية بعد مداهمات حسن؟

آية المصري
آية المصري

أزمة إنقطاع الدواء والمستلزمات الطبية ليست وليدة اليوم، ففي ظل الأوضاع المهيمنة على لبنان نشهد كل يوم أزمة جديدة داخل قطاع معيّن، فالمعروف أن الدواء يُهرب إلى الخارج بحسب العديد من المصادر. وبعد الكثير من التساؤلات وبعد إطلالة السيد نصرالله الأخيرة الذي دعا فيها المعنيين للتحرك وأشار إلى أن المواد الطبية المطلوبة موجودة داخل العديد من المستودعات رأينا تحركات عديدة وسريعة لوزارة الصحة، فكل يوم تقريباً يقوم وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن إلى جانب فريقه وقوى الأمن والاعلام بالكشف عن الكميات التي تُضبط داخل المستودعات. فكيف تصل وزارة الصحة لهذه المستودعات وما هي الآلية المُتبعة؟ وماذا عن واقع الدواء اليوم وأزمة المسلتزمات الطبية؟ وما هي الخطوات المتبعة بعد عمليات الضبط والإجراءات المُتخذة بحق أصحاب تلك المستودعات؟

وأكدت مصادر تابعة لوزارة الصحة لـ”لبنان الكبير” أن المداهمات تحصل عندما تُقدم شكاوى من المواطنين والمستشفيات، كما أصبح هناك ملفات تُقدم عبر وزارة الصحة ويتم التأكد من المعلومات الواردة قبل التحرك والمداهمة. هناك بضاعة ومواد ومستلزمات موجودة بكثرة في المستودعات والموضوع لم يعد إنقطاع الدواء وعدم توافره إنما وجوده واحتكاره من قبل أصحاب المستودعات.

وأشارت هذه المصادر إلى أن يتوجب على حاكم مصرف لبنان رياض سلامه مساعدة وزارة الصحة لمعرفة ما إذا كانت هذه البضاعة الموجودة مدعومة أو غير مدعومة فإذا كانت مدعومة ستُجبر الوزارة الشركات لتسليم بضاعتها للجهات المختصة. وعن الإجراءات المتخذة بحق أصحاب المستودعات فهذا من اختصاص القضاء اللبناني.

الصيداليات شبه خالية

وقال الصيدلي ربيع شاهين: “الوضع مزرٍ جداً، فالصيدليات خالية تقريباً من حليب الأطفال ما دون السنة وما فوق السنة أصبح باهظ الثمن خصوصاً بعد رفع الدعم عنه. ولم يعد بمتناول أغلب الأهالي شراؤه ومن المفترض كان ترشيد الدعم وليس رفعه، ناهيك عن أدوية القلب، السكري والأمراض الأخرى فجميعها غير متوافرة. يعني الصيدلية التي تحتاج مثلا 60 علبة من دواء الضغط تحصل على 6 علب كحد أقصى في الشهر الواحد. أما بالنسبة إلى الانفراج وتخطي هذه الأزمة فأصبحت من الصعب جداً لأن أغلب الشركات التي ما زالت تُسلم نسباً ضئيلة في هذا الوقت يسلمون كميات لا يُعتد بها”.

أضاف شاهين: “المطلوب اليوم تحرير قطاع الدواء من قبضة رجال الأعمال المهتمين فقط بزيادة ثرواتهم، والمسيطرين على قطاع الدواء اللبناني وعلى الدولة ووزارة الصحة أخذ قرار جريء في ترشيد الدعم عن الدواء. وعلى سبيل المثال الدواء المخصص لأمراض معينة وخطيرة يجب بقاؤه على سعره وتحمل هذا العبء الصيادلة ورجال الأعمال. أما الأدوية التي تسمى otc أي التي تُعطى من دون وصفة طبية يرتفع سعرها لأنها في الأساس رخيصة الثمن فعلبة البنادول سعرها 3000 ل.ل. أي 2$ على سعر 1500 وليس خطأ اذا ارتفع سعرها وأصبح 9000 ل.ل على سعر 3900 عندما يُرشد الدعم، فالمواطن قادر على شرائها والصيدلي بإمكانه مواكبة الوضع الاقتصادي الحالي وصاحب الشركة يُخفف من خسارته ومصرف لبنان يُوفر الأموال. أما إبقاء الوضع كما هو وانقطاع الدواء هذا أمر غير منطقي فأنا أفضل توافر الدواء وارتفاع سعره عن انقطاعه”.

وتابع: “المشكلة أن مافيات الدواء أكبر من أن يتم ضبطها عبر وزير الصحة وهناك مافيات مُحكمة لهذا الموضوع واذا لم يتحرك الشعب لمساعدة الوزير لن نتوصل لشيء والذي قام به يُشكر عليه”.

عاصي “نحن في خطر”

وأوضحت رئيسة نقابة مستوردي المستلزمات الطبية سلمى عاصي لـ”لبنان الكبير” أنه ” تبلغنا أن مصرف لبنان بدأ تحويل أموال للشركات من أجل استيراد المستلزمات الطبية من بعد 6 أشهر انتظار والمشكلة التي نعاني منها ليست بالتسليم إنما بالتسعير”.

وقالت عاصي: ” نحن منذ سنة ونصف تقريباً نُقدم اقتراحات، نحن من طالبنا بتسعير المواد لتُضبط الأسعار، فكانت الأسعار غير مقبولة نحن من قدم قانون تجريم أو محاسبة الأرباح غير المشروعة حتى أن نحن من قدمنا لوائح لترشيد الدعم منذ آذار 2020. فالترشيد ومكافحة الفساد ضمن مطالبنا الأساسية نحن منذ وقت طويل نتواصل مع وزارة الصحة ونشارك في اجتماعات متتالية للتوصل إلى حل. وفي نهاية الأمر لا يجب تحميلنا مسؤولية ما يحدث فاذا هم لم يتمكنوا من إستكمال هذه المشاريع لأسباب مجهولة لا يحق لهم إتهامنا”.

وأضافت “نحن لم نقل إننا لا نريد التسليم، من اليوم الأول قلنا البضائع مقسومة إلى قسمين المدفوعة وغير المدفوعة، هذه البضاعة موجودة لدينا وفواتيرها موجودة في مصرف لبنان منذ 6 أشهر. وبعد كلام حاكم مصرف لبنان انه غير قادر على الدعم الا بعد إمضاء الحكومة كيف الدولة تريد منا بيعها؟ هل على سعر 1875 وماذا يصبح اذا لم تُندفع من مصرف لبنان؟ نحتفظ بها أو نبيعها على سعر 15000 ؟ هناك فرق بالأسعار وليس الانقطاع”.

اذاً يبقى اللبناني ضائعاً بين المشكلات فمن الواضح أن كل جهة ترمي الكرة في ملعب الأخرى، الوضع من سيئ إلى أسوأ ولا بريق أمل يُمّكن الشاب اللبناني من بناء مستقبل في وطنه، اليوم الدواء والمستلزمات لا نعلم الغد ماذا يحمل في طياته من أزمات.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً