بيروت لبنان الكبير: كالجميلة أصابتها عيون

نديم بيضون
نديم بيضون

منذ ما قبل الاستقلال عام ١٩٤٣ ولغاية ١٩٧٥ بنى اهالي بيروت،  المسلمون والمسيحيون، مدينة نموذجية لا تشبه اي مدينة على امتداد امتداد  الشريط الساحلي في هذا الوطن.

فيها أجمل المسارح والجامعات والمدارس، أهم مراكز العلم والتقوى، أكبر الشركات و المنتجعات السياحية و الفنادق، وأسواق شعبية منظمة في وسطها نذكر منها سوق الطويلة واياس وسوق الذهب.

بيروت، هذة المدينة الصغيرة المطلة على بحر  المتوسط، تميزت شوارعها بالاناقة والتراث من شارع عبد الوهاب الانجليزي وزقاق بلاط، مسقط رأس السيدة فيروز، مرورا بساحة البرج وبركة العنتبلي.

فنعمة بيروت منذ ذاك الوقت كانت وما زالت غيرة أهلها عليها والتزامهم بعاداتها وتقاليدها، بيروت بنظرهم هي يا فتاح يا عليم، وروح اشتري من عند جاري بعد ما استفتح وحمية شباب المنطقة على بعضهم…

بيروت الشتوة الاولى والكزدورة عالكورنيش وزينة العيد ومسيرة الكشاف بشهر رمضان وسلام الاطفال على الطبال من على الشرفات .

بيروت حب المدرسة  والمعاش الاول،  بيروت  الشعر والادب والتراث و الثقافة…

بيروت الطلقة الاولى بصدر المحتل من عز الدين الجمل وخالد عليوان.  بيروت الانتماء لفلسطين و للقدس…

بيروت اللهجة التي لا تستطيع ان تميز صاحبها ان كان مسلما او مسيحيا الا انك يمكنك التأكيد انه “بيروتي”…

بيروت الكنيسة و الستاد دو شايلا و الطبية…

بيروت  صلاة العيد و توزيع العيدية على الناس الطيبة.

لكن على ما يبدو ان جمال هذه المدينة وهويتها تحول الى نقمة

كالجميلة التي اصيبت بالعين، عين سماسرة المال والطائفية حملة السلاح المتفلت وناشري الخوف.

منهم من يرى فيها عقارا رابحا ومنهم من يرى نفوذا وسيطرة على قرار حتى و لو كان ذلك على  جثث أهلها و محبيها .

بيروت تعبت، انهكت، استنفذت، تدمرت ولم تجد لها معينا واحدا فتمثيلها اصبح تمثيلا عليها بظل عهد لا يفهم الا لغة الظلام والظلامية، لغة الحرمان و القهر.

لكنهم نسوا ان بيروت باقية وهم ذاهبون، هي الحقيقة وهم الزائفون، هي القوية وهم الخائفون..

بيروت باقية و امآنة لنحافظ عليها جميعا.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً