إلزامية الكمامة حتى تشرين الثاني المقبل

راما الجراح

اعتبرت الكمامة منذ بداية انتشار كورونا السلاح الأول لتفادي هذا الفيروس قدر المستطاع، وأصرّت مراكز الصحة في العالم على ضرورة الالتزام بها لأنها تفيد في إبطاء انتشار الفيروس عند استخدامها مع التدابير الوقائية الأخرى، مثل غسل اليدين المتكرر والتباعد الجسدي، أما اليوم ومع انتشار لقاحات متعددة الأنواع في العالم أجمع لمحاربة كورونا، هل يمكننا التخلص من وضع الكمامة بعد الحصول على لقاح كورونا؟

تضاربت الآراء واختلفت المواقف، حيث أعلن رئيس الوزراء الفرنسي عن عدم إلزامية وضع الكمامات في فرنسا بعد اليوم إلا في ظروف معينة كالأماكن المزدحمة أو الملاعب الرياضية، والسلطات الصحية في الولايات المتحدة الأميركية الشهر الماضي صرّحت أن الأميركيين الذين تم تطعيمهم ضد كورونا لم يعودوا في حاجة إلى وضع الكمامة أو احترام التباعد الاجتماعي، أما خبير الأمراض المعدية في كلية لندن جراهام ميدلي، فأكد لصحيفة “dailymail” البريطانية أن ارتداء الكمامة سيتسمر لمدة ٥ سنوات حتى يصل العالم إلى مناعة مجتمعية.

بشكل عام ما تزال الإرشادات الجديدة تدعو إلى ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة المزدحمة، والأمر الوحيد الذي ما يزال الخبراء يتفقون عليه حتى اليوم أنه إذا لم تتلقح حتى اليوم أو تلحقت من الجرعة الأولى فقط، فستحتاج إلى التمسك بهذه الكمامة لفترة أطول، لأن الأشخاص الملقحون يتمتعون بحصانة من الفيروس، ولكن أولئك الذين يعانون من نقص المناعة فينبغي عليهم مراجعة الطبيب أولاً.

إلزامية ارتداء الكمامة

وفي حديث لموقع “لبنان الكبير”، يقول رئيس لجنة الصحة العامة الدكتور عاصم عراجي: “من أكبر الأخطاء التي يقع بها اللبناني اليوم هو تخلي فئة كبيرة من الناس عن وضع الكمامة بعد أول جرعة من اللقاح، فيجب علينا جميعاً أن نكون أكثر وعياً لموضوع الفيروس وإدراك أننا لم نصل بعد إلى بر الأمان، كورونا لن تنتهي ولن تموت، حتى بعد الجرعة الثانية يجب الالتزام في وضع الكمامة والإجراءات الوقائية حتى يصل لبنان إلى مرحلة المناعة المجتمعية، وحتى تلك الفترة يبقى هناك نسبة خطر من تزايد أعداد الإصابات مره أخرى”.

ويستشهد عراجي بالوضع في بريطانيا إذ يعتبر أنه “نموذج حيّ أمامنا، فبعدما تم تلقيح عدد كبير من الناس الذين استغنوا عن الكمامة بشكل مباشر وعادوا للحياة الطبيعة فتكت بهم السلالة الجديدة من حيث لا يدرون، وكل هذا لأنهم استخفوا بخطورة الوضع قبل أن يصلوا للمناعة المجتمعية، وممنوع إعادة السيناريو نفسه في لبنان بعدما وصلنا إلى مراحل متقدمة من احتواء هذا الفيروس”.

تنظم ماراثون اللقاحات

يؤكد عراجي أن “ماراتون فايزر من كل أسبوع كان خطوة مهمة للسيطرة على كورونا وتشجيع المواطنين والمقيمين على الأراضي اللبنانية على تلقي اللقاح، والملفت في هذه الخطوة التنظيم، حيت وزعنا في كل مناطق لبنان مراكز للماراتون تسهل على المواطنين مسافة الطريق، بالإضافة إلى أنه ليس لقاح للماراتون مشروط فقط بالذين سجلوا سابقاً على المنصة، فعند وصول أي شخص إلى مركز معين تؤخذ منه جميع المعلومات والبيانات الخاصة به وتوضع على المنصة بكل مراكز التلقيح، وهناك تواصل مباشر بين هذه المراكز والمنصة الاساسية لإدراج اسم الشخص بشكل مباشر على أنه تلقى الجرعة الأولى، ليتم التواصل معه على رقمه من خلال رسالة نصية لتحديد تاريخ الجرعة الثانية”.

المناعة المجتمعية

ويحذر عراجي من أن “اللقاح لا يمنع كورونا من الدخول إلى أجسامنا، ولكن حدة العوارض تكون خفيفة على الشخص، لذلك علينا الالتزام بحماية أنفسنا والإجراءات الوقائية حتى نصل إلى المناعة المجتمعية بين شهر تشرين الأول وتشرين الثاني من هذا العام اذا استمرينا في العمل بهذه الوتيرة وهذا الشكل الجميل باحتواء الفيروس والإقبال على اللقاح، بالإضافة إلى اكتشافنا لمعلومات جديدة كل يوم تقريبا عن هذا الفيروس مما سيسهل علينا العمل أكثر”.

ويشير إلى أن “ماراتون فايزر مستمر، وهناك عدد كبير من اللقاحات سيصل إلى لبنان في الفترة القريبة وسنقوم بماراتون على مستوى لبنان بمواعيد تحددها وزارة الصحة بالتنسيق مع اللجنة الصحية بشكل أوسع ومنظم يسهل بانتشار اللقاح ووصوله لأكبر عدد من الناس على اختلاف جنسياتهم”.

البلد على” كف عفريت” من مختلف نواحيه ومجالاته الحياتية، وحتى يتمكن الشعب اللبناني من الصمود مدة أطول، لا بد من استمرار الإقبال على اللقاح، فعوارضه بحسب أغلب خبراء العالم أفضل بكثير من تأثير عوارض فيروس كورونا على الجسم، الفرصة متاحة اليوم، فليتم استغلالها من أجل الحفاظ على صحتنا الشخصية وصحة مجتمعنا.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً