“طوابير البن” في الصباحات الفيروزية

تالا الحريري

أضحى الوضع مرّاً كمرارة أسعار القهوة. فبعد رفع الدعم المتتالي عن الأساسيات يأتي الدور على كماليات لم نفكر يوماً أنّها ستؤثر على معيشتنا. وفي الوقت القريب من الممكن أن يحسب ألف حساب لتقديم القهوة في الزيارات.

تقديم القهوة تقليد من تقاليدنا التي اعتمدناها في مناسباتنا السعيدة والحزينة ورمز لكرمنا، القهوة التي اعتبرناها بداية لصباح جميل بجانب أغاني فيروز ورائحتها المعتّقة، أصبحت الآن تستولي على قسم لا بد منه من راتب موظف متواضع.

قهوة المائة ألف ليرة أصبحت عبئاً على متناوليها!

مخزون المدعوم طار

توالى رفع الدعم عن المواد حتى طال البن، فأصبح سعر البن مواكباً لسعر صرف الدولار. وعندما نزلنا إلى محلات البن المصفوفة بجانب بعضها في سوق البريبر، والتي يتوافد إليها الجزء الأكبر من الناس، أفاد صاحب محل بن طافش لـــ “لبنان الكبير” أن مخزون البن المدعوم انتهى منذ فترة طويلة وأصبح كيلو القهوة لديه

بـ90 ألف ليرة مع هال و80 ألف ليرة من دون هال.

وقال:” الدعم مرفوع من زمان، لكن البعض ضخّم الأسعار، هناك بن أرخص بكثير لكن يختلف حسب نوعيته”. واعتمد بن عدنان الملاصق لبن طافش الأسعار نفسها في البيع.

يومية عمل بسعر أوقية قهوة

وبعد التوجّه إلى منطقة الملعب البلدي، لاحظنا فعلاً تواجد أسعار أرخص. محل بن الداعوق الذي يقف عنده طوابير من الناس كطوابير السيارات على محطات البنزين، افتتح اليوم سعر كيلو القهوة بـ 75 ألف ليرة مع هال والأوقية بــ 15 ألف ليرة.

وبالحديث عن أوقية القهوة، أفادتنا أم محمد، امرأةً تقوم بالصبحية مع جيرانها الثلاث على شرفة بيتها الأرضي، أنّها تستهلك وقية القهوة كل ثلاثة أيّام باعتبار أنّها تشرب القهوة كل صباح ومساء. وقالت: “إذا كل كم يوم جبت أوقية قهوة بدل الكيلو مش يعني أوفر، بس يومية ابني قدها قد سعر كيلو القهوة”.

والواضح أن محلات البن في المناطق الشعبية مثل طريق الجديدة ما زالت أسعارها معقولة، فمحل بن الزعيم ما زالت تتراوح لديه أسعار البن بين 65 ألف ليرة للكيلو الواحد مع هال و60 ألف ليرة من دون هال.

المقهى للتسلية فقط

ولم يخلُ الأمر من سؤال المحلات الصغيرة المتواجدة على الطرقات (الإكسبرس) بحيث سعر فنجان القهوة 2000 -3000 ليرة حتى الآن مقارنةً بما قبل الأزمة، حيث كان 750 أو ألف ليرة. ولا يتوقف الأمر على القهوة فقط بل على المشروبات الأخرى كالنسكافيه وغيره نتيجة رفع الدعم والغلاء الفادح.

مصدر آخر كان صاحب احدى المقاهي الشبابية الذي عبّر عن رأيه بخصوص هذا الموضوع بسخرية وقال: “كل واحد يجيب قهوته معو ويقعد أهلاً وسهلاً، فالمقهى في الأساس للشباب الذين يريدون الجلوس للتسلية مع بعضهم دون تكلفة تتعدى الـ5000 ليرة لبنانية”.

وبهذا الخصوص عبّر هؤلاء الشبان عن استيائهم، المعيشة أصبحت غالية في كل موادها وأنّ الوضع لا يقتصر على القهوة فقط.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً