تهديد الذكاء الاصطناعي حقيقي… وغير متوقع

حسناء بو حرفوش

ترافق ظهور ChatGPT وأنظمة الذكاء الاصطناعي المماثلة مع زيادة حادة في القلق بشأن الذكاء الاصطناعي. وحسب مقال في خانة العلوم بموقع inverse الالكتروني، “خلال الأشهر القليلة الماضية، قدم المسؤولون التنفيذيون والباحثون في مجال السلامة في الذكاء الاصطناعي تنبؤات حول احتمالية أن يتسبب الذكاء الاصطناعي بكارثة واسعة النطاق. وهذا ما ترجم مع توقيع عدد من الفاعلين الرئيسيين في هذا المجال مثل قادة OpenAI و Google وAnthropic، الشهر الماضي بالاضافة إلى اثنين ممن يطلق عليهما “عرّابا” الذكاء الاصطناعي: جيفري هينتون ويوشوا بنجيو، بياناً دعا الى وضع مخاطر الذكاء الاصطناعي ضمن أولوية عالمية إلى جانب المخاطر المجتمعية الأخرى، مثل الأوبئة والحرب النووية”.

فهل قد يدمر الذكاء الاصطناعي مثلاً المصانع؟ الذكاء الاصطناعي يتحول ويتطور بسرعة ضوئية وهذا ما يتيح تحقيقاً أكبر للأهداف ولكنه خطير لأنه لن يتماشى بالضرورة مع القيم الأخلاقية لمنشئيه. وفي أكثر الصور تطرفاً، يحذر البعض من أن يستعبد الذكاء الاصطناعي الانسان أو حتى يدمر الجنس البشري. ولا شك في أن نعم قدرة الذكاء الاصطناعي على فبركة مقاطع صوتية ومقاطع فيديو مزيفة مقنعة أمر مرعب، وقد يسيء الأشخاص ذوو النوايا السيئة استخدامها. وهذا ما يحدث بالفعل: من المحتمل أن العملاء الروس حاولوا إحراج ناقد الكرملين بيل براودر من خلال صورة رمزية للرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشينكو. يستخدم مجرمو الانترنت استنساخ الصوت بالذكاء الاصطناعي لمجموعة متنوعة من الجرائم – من سرقة التكنولوجيا الفائقة إلى عمليات الاحتيال العادية.

وتحمل أنظمة اتخاذ القرار بالذكاء الاصطناعي الكثير من المخاطر بحيث تقدم الموافقة على القروض وتوصيات التوظيف خصوصاً لناحية التحيز الخوارزمي لأن بيانات التدريب ونماذج القرار التي تعمل على أساسها تعكس تحيزات اجتماعية طويلة الأمد. وحيث أن هذه القضايا كبيرة وتتطلب اهتمام صانعي السياسة، يجب الإشارة إلى أنها ليست كارثية حتى الساعة.

وليس الذكاء الاصطناعي قريباً من اكتساب القدرة على إحداث ضرر بحجم كورونا أو قنبلة هيروشيما، وتقوم تطبيقاته الحالية بتنفيذ مهام محددة بدلاً من إصدار أحكام عامة. التكنولوجيا أبعد ما تكون عن اتخاذ القرار ثم التخطيط للأهداف والأهداف الثانوية اللازمة. ولا تفتقر التكنولوجيا فقط إلى القدرة المعقدة للحكم لكنها لا تتمتع أيضاً بوصول مستقل إلى أجزاء كافية من بنيتنا التحتية الحيوية لبدء التسبب بهذا النوع من الضرر. يكمن بالفعل خطر وجودي في استخدام الذكاء الاصطناعي، لكن هذا الخطر وجودي بالمعنى الفلسفي بحيث لن يفجر الذكاء الاصطناعي العالم لكنه سيغير بشكله الحالي الطريقة التي يرى بها الناس أنفسهم ويجردهم من القدرة على التفكير النقدي”.

شارك المقال