حتى النحل لم يسلم من العدوان الاسرائيلي!

فاطمة البسام

الحرب جنوباً في شهرها الثالث ولا نزال نحصي ونكتشف الأضرار التي فجّرها العدوان الاسرائيلي في القطاعات كافة، وكانت أبرزها الصرخة التي أطلقها مربو النحل، في بيان عن “كارثة بيئية في منطقة صور طاولت أكثر من 500 قفير نحل وتعرضها للتلف بسبب القصف المعادي ورش المبيدات السامة على المزروعات”.

“جمعية مزارعي ونحالي لبنان المتجدد” قالت في بيان: “لما كنا كمربي النحل قد مررنا بأزمة الحرب وما خلفته من خسائر علينا إن لجهة احتراق عدد كبير من قفران النحل وهجر أعداد أخرى نتيجة القصف المعادي المستمر وعدم قدرة النحال على الاهتمام بالنحل، كلها أمور أدت إلى خسائر، زاد الأزمة أكثر خسارة ما يحدث اليوم في المناطق الساحلية من الناقورة مروراً بصور والضواحي حتى صيدا من رش للمبيدات الزراعية على الأعشاب البرية والخضار التي أحدثت مجازر لا توصف بحق قطاع النحل، وما زالت حتى اليوم ولا يستطيع النحال أن يفعل شيئاً”.

ورأت أن “من المفروض أن تتحرك الوزارات المعنية لايقاف هذه المجزرة البيئية قبل تفاقم الوضع وخروج النحالين إلى الشارع لأن هذا العمل يهدد عائلات بأكملها في رزقهم ولقمة عيشهم”.

كيف ينعكس نفوق النحل على البيئة؟

تجيب المهندسة الزراعية صوفي منصور موقع “لبنان الكبير” عن هذا التساؤل بالقول: “مما لا شك فيه أن الحرب أثرت خصوصاً على المزارعين الموجودين في أماكن القصف، سواء كان قصفاً عادياً أو فسفورياً. فمن جهة الحرب منعت المزارعين من الوصول إلى محاصيلهم للاهتمام بها، ومن جهة أخرى قضت على جزء كبير منها”.

وتشير منصور إلى أن “النحالين مع قدوم فصل الشتاء، ينقلون قفرانهن من الأماكن العالية إلى أماكن أقل انخفاضاً بسبب تغيّر المناخ، وهذا ما لا يستطيعون القيام به بسبب الحرب، لعدم قدرتهم على الوصول إلى القفران وتقديم العناية اللازمة للنحل”، لافتة الى “تضرر أكثر من 500 قفير للنحل، ما يجعل النتائج سلبية على البيئة، وإنتاج العسل، وعملية التلقيح من جهة، وعلى المردود الاقتصادي للنحالين من جهة أخرى”.

“الانسان سيعيش فقط أربع سنوات بعد اختفاء النحل من سطح الكوكب”، مقولة نسبت الى ألبرت أينشتاين للدلالة على أهمية النحل بالنسبة الى الأمن الغذائي للانسان واستقرار النظام البيئي. من هنا ينطلق أستاذ تربية النحل الدكتور رامي عليق بالقول: “إن النحل هو صلة وصل بين الإنسان والبيئة والضابط لهذا التوازن”.

ويلفت عليق إلى المشكلات التي نعاني منها في لبنان مثل نقص الخطط الاستباقية للأزمات، موضحاً “أننا نبحث عن الحل عند وقوع المصيبة، فمشكلة قفير النحل ليست مرضاً يمكن القضاء عليه بشوية علاجات، بل بحاجة إلى خطط مستدامة، وتنسيق مع القطاع الزراعي، بالاضافة إلى الرقابة والاشراف”.

ولا يخفي عليق أن النّحال متروك لقدره، فهو يبتكر ويجرب في حين يفتقد الخبرة العلمية.

أما على الصعيد النقابي، فيشير نقيب النحالين مهدي ترحيني الى خطوات النقابة التي تتلخص في جولات ميدانية على بعض الأراضي الزراعية لأخذ عينات وتحليلها، ثم إنشاء شراكة وتعاون مع وزارة الزراعة، “لأن المسؤولية تقع على عاتق المزارع والنّحال، فيجب توعية المزارعين حول المبيدات التي يستخدمونها ومخاطرها، وتوعية النحالين على الأماكن التي لا يجب أن يضعوا القفير فيها”.

شارك المقال