من طرابلس هنا القاهرة… حاضرون لكل مساعدة

إسراء ديب
إسراء ديب

تُثبت جمهورية مصر العربية يومًا بعد يوم، رغبتها في تعزيز حضورها الاقتصادي والتجاري في لبنان خطوة بخطوة، وهي التي كانت قد قدّمت مساعدات عديدة داعمة للبنان بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت يوم 4 آب، وما تزال حتّى اللحظة تُحاول تفعيل مكانتها الاقتصادية ليس فقط في العاصمة بيروت، بل وضعت ضمن خريطتها الاقتصادية وجهات جديدة في مناطق لبنانية مختلفة أبرزها طرابلس وتحديدًا من مرفأ المدينة.

وتحقيقًا لهذه الغاية، زار السفير المصري ياسر علوي مرفأ طرابلس وتمّ البحث في مشروع تطوير المرفأ والبنى التحتية في رصيف الحاويات المموّل بقرض من “البنك الإسلامي” والذي رسا على شركة “المقاولون العرب” المصرية، وهي زيارة استهدفت تدشين المرحلة الثانية من التعاون القائم بين الطرفين بهدف تطوير مرفأ طرابلس ولاستكمال مشاريع البنية التحتيّة واللوجستيّة فيه.

في الواقع، يحتاج مرفأ عاصمة الشمال إلى الكثير من الدعم المادي واللوجيستي على الرّغم من موقعه الجغرافي الاستراتيجي الأقرب إلى سوريا، وإلى عناصر عدّة تدفعه ليحتفظ بمكانة هامّة ليس فقط لبنانيًا بل عربيًا أيضًا، وإنّ تدخل مصر ودعمها في هذه المرحلة الحساسة، جاء وفق قرار من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي كان قد أعلن مرّات عديدة دعمه للبنان. 

وهي ليست المرّة الأولى التي تدعم مصر فيها لبنان، ولكن في هذه الظروف القاسية التي تمرّ بها البلاد، أطلقت الدولة المصرية يد العون ووصلت إلى مرفأ طرابلس الذي “سيسير حتمًا بهذا المشروع الذي جاء بصبغة مصرية قادرة على المراقبة والتخطيط الصحيح وفق خطة مدروسة لإنجاح هذا المشروع التطويري، لا سيما في هذه الظروف ما سيجذب المستثمرين بدلًا من اللجوء إلى مرافئ أخرى مجاورة عربيًا من جهة، كما سنستفيد من انتهاء الحرب السورية وأزماتها وبالتالي سنكون في مواجهة فرصة اقتصادية جديدة وهي إعادة إعمار سوريا من جهة ثانية، ما سيدفع هذا المرفق إلى التعاون الاقتصادي والاستثمار بعد تجهيز البنية الاقتصادية بالشكل المطلوب”، وذلك وفق ما يقول مصدر اقتصادي لـ” لبنان الكبير”، مشيرًا إلى ضرورة متابعة أسس هذا المشروع إلى نهايته لمراقبة تطوّراته ونتائجه. 

التنفيذ بعد ثلاثة أشهر 

مصدر من مرفأ طرابلس يُؤكّد لـ”لبنان الكبير” أن المرفأ كان قد قام بتلزيم قرض بقيمة 87 مليون دولار من البنك الإسلامي، وبعد رسوّ هذا المشروع على شركة مصرية وهي المقاولون العرب جاء السفير علوي لإعلان فوزها، موضحًا أن حضور مفتي طرابلس والشمال محمد إمام للاجتماع الذي عقد في المرفأ، كان يهدف إلى دعم هذا القرض الذي جاء من البنك الإسلامي.

ويُشدّد هذا المصدر على أهمّية هذا المشروع الذي يستهدف تطوير المرفأ بدءًا من الرصيف حتّى باحته الخارجية ويشمل البنى التحتية، المستودعات، الأرصفة والمجارير… وغيرها من العناصر الموجودة في المرفأ”، معلنًا أنّه بعد 3 أشهر سوف يبدأ تنفيذ هذا المشروع الذي سينعكس إيجابًا على المرفق الاقتصادي الأهم في مدينة طرابلس.

إقرأ  أيضاً: الدولة تصفع طرابلس مجدداً وتسلبها “السكانر”

وكان السفير المصري قد أكّد من المرفأ أن مصر كانت مع لبنان وما زالت، كما قال: “من طرابلس هنا القاهرة، ونحن حاضرون لكل مساعدة ونقف كتفًا بكتف مع إخوتنا في لبنان حتى تنتهي هذه المرحلة الصعبة”.

بدوره، أشار مدير المرفأ أحمد تامر إلى أن الشركة ستبدأ أعمالها بعد إتمام الإجراءات القانونية بين البنك الإسلامي والشركة التي فازت بالمناقصة، لافتًا إلى أن هذا المشروع يشمل أبنية الإدارة ومناطق تخزين الحاويات واستكمال بناء الطرقات والبنى التحتية، ومن شأن المشروع توسعة مناطق التخزين وتوفير أماكن لوجستية و4 مستودعات جديدة، كما وأنّ الأبنية التي سيتم تشييدها ستكون مجهزة الكترونيًا ومتطوّرة تضم مختلف الإدارات في منطقة واحدة والبوابات ستكون ذكية وبدقة عالية.

شارك المقال