السرقات تنشط جنوباً مستغلة الوضع الأمني ونزوح الأهالي!

فاطمة البسام

تكرر مشهد تعليق اللصوص على الأعمدة في أكثر من منطقة في لبنان على مرأى من الجميع في الطرق العامة، ليكونوا عبرة لغيرهم، بحسب المعلقين على وسائل التواصل الإجتماعي. ومن دون أي تردد يصوّر الفاعل فعلته، وكأنه مخوّل محاسبة المخلين بالأمن بعيداً عن أجهزة الدولة.

بين مؤيد ومعارض لهذه التصرفات المدانة وفق القانون، والتي يشجع عليها بعض المواطنين من باب جعل اللصوص “عِبرة” لغيرهم، تكرر المشهد نفسه في بلدة مجدل زون الجنوبية الخالية نسبياً من السكان، حيث ألقى شبان القبض على لص استغل نزوح الأهالي، من أجل سرقة موتورات مخصصة لسحب الماء، وعلقوه على عمود كهرباء وسط البلدة وقاموا بتصويره.

وبحسب ما أفاد أحد سكان مجدل زون موقع “لبنان الكبير”، أنها ليست السرقة الأولى التي تتعرض لها البلدة، إلا أن الحالة الأخيرة جرى توثيقها من الشبان الذين ألقوا القبض على السارق وتصرفوا من تلقاء أنفسهم، قبل أن يسلموه إلى الجهات المعنية.

وأشار إلى أن اللصوص ليسوا من أبناء البلدة، بل من قرى أو مناطق مجاورة، يستغلون الوضع الأمني لتنفيذ جرائمهم، وبالاضافة إلى سرقة البيوت وغيرها، يستغل بعض العصابات الوضع لسرقة مقتنيات المنازل التي تعرضت للقصف، مثل قوارير الغاز، أدوات كهربائية، مجوهرات وغيرها.

أمّا الحل، فهو الاتكال على الأمن الذاتي في الوقت الحالي ريثما تنتهي الاشتباكات.

في حين تزايدت الأخبار التي تتحدث عن السرقات في المنطقة الحدودية، من البيوت وحتى المواسم الزراعية التي خلّفها النازحون.

يخبر المزارع محمد حجازي، موقع “لبنان الكبير” عن سرقة محصول الأفوكادو التي تعرّض لها في قضاء صور، من دون معرفة الفاعلين، لكنه اكتفى بتسجيل شكوى منذ بداية الأحداث، إلاّ أن الأمر لم تجرِ متابعته من السلطات المعنية.

أمّا على صعيد البلدات الحدودية، فلفت حجازي الى أن بلدة القليعة تعرّضت أيضاً لسرقة محاصيلها، بسبب الوضع الأمني وغياب المزارعين عن أراضيهم.

وفي بلدة عيتا الشعب التي تعرّضت لاستهداف اسرائيلي مكثّف، أشار رئيس البلدية محمد سرور لموقع “لبنان الكبير”، الى أن عدّة بيوت تعرّضت للسرقة، وأكثرها خلال عمليات التشييع، فيستغل السارق لحظات العزاء، موضحاً أنه تم إلقاء القبض على أحد اللصوص، وهو من أبناء البلدة.

وأكد مصدر أمني لـ “لبنان الكبير”، أن هناك العديد من البلاغات في هذا الشأن، لكن لا أرقام دقيقة حول عدد السرقات، إلاّ أنها موجودة في إستغلال واضح للظرف الأمني الحالي.

وأصدرت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، عدّة بيانات لها علاقة بتوقيف السارقين في المنطقة الحدودية، ونشرت تنبيهات حول كيفية تفادي السرقات.

وفي ظل الوضع الأمني الذي نشهده، لا شيء يمنع أن نكون تحت سقف القانون، ولو تقاعست الأجهزة الأمنية.

شارك المقال