مبادرات شبابية رمضانية تسد غياب مؤسسات الدولة

فاطمة البسام

في شهر رمضان بالتحديد تنشط المبادرات الاجتماعية، خصوصاً الشبابية منها التي بدأت تتزايد في السنوات الأخيرة، معتمدةً على تمويلها الذاتي ومساعدات أصحاب الأيادي البيض بعيداً من التغطيات الحزبية والسياسية التي تنشط أيضاً، لكن ضمن نطاق جماعتها.

عشرات المطابخ الرمضانية، تنتشر في مختلف المناطق اللبنانية، هدفها توزيع الافطارات والحلويات على العوائل المتعففة، التي أضيفت إليها مؤخراً الأسر التي نزحت قسراً من قرى الحدود.

تهتم هذه المبادرات بتوضيب الطعام وتوزيعه بمساعدة الوجهاء في كل منطقة، أو لوائح البلديات التي تحصي عدد النازحين في الفترة الأخيرة، من أجل تخفيف الأعباء الاجتماعية التي زادت بفعل الحرب.

وبحسب ما يقول متطوّع في “تجمع شباب الحوش” لموقع “لبنان الكبير”، فإن عدد العوائل المحتاجة هذا العام ارتفع بنسبة ملحوظة، وفق الاحصاءات التي يقومون بها بداية شهر رمضان.

فعلى نطاق المنطقة التي يوزعون فيها وجبات الطعام ضمن مبادرة “من خير الله وخيرك”، هناك 30 عائلة نازحة محتاجة موزعة في أحياء الحوش.

ويشير المصدر إلى أن هذه المبادرات زاد عددها مع بداية الأزمة الاقتصادية قبل سنوات، وتزايدت أكثر مع تردي الأوضاع.

أما مراكز الإيواء الموجودة في منطقة صور وعددها خمسة، فهي تحوي 970 عائلة نازحة من القرى الحدودية، بحسب مصدر من هيئة إدارة الكوارث، الذي يشير لـ “لبنان الكبير” إلى أن هذه الأسر أوضاعها سيئة، فهم يؤمنون لها وجبات الافطار بصورة يومية، من خلال التبرعات التي تصل من عدّة جمعيات غير حكومية ومطابخ رمضانية، بالاضافة إلى الحصص الغذائية التي تحتوي على معلبات في حال أراد أحد إعداد وجبته الخاصة.

ويؤكد المصدر أن لا وجود لأي مبادرة من أي جهة رسمية بغرض المساعدة، ما عدا الحصص التي يوزعها مجلس الجنوب.

وفضلاً عن المبادرات التي توزع الطعام، يتكفل بعض المبادرات بتوزيع ثمن وجبات الإفطار بحسب عدد الأشخاص في كل أسرة.

“على حب فاطمة”، واحدة من هذه الفعاليات، التي توزع مبلغ 5 دولارات لكل فرد في الأسرة بهدف مساعدتهم في كلفة تحضير وجبات الإفطار.

ويوضح أحد المتطوعين في الجمعية أن نطاق عملهم يشمل عدّة مناطق، من منطقة صور، مروراً ببيروت وصولاً إلى الهرمل.

على هامش هذه المبادرات التي تكشف نسب العوائل المحتاجة في الشهر الفضيل، إلاّ أن الأمر هو نفسه بعد إنقضاء هذا الشهر، فلا شيء سيتغير إلاّ أن هذه الأسر ستظل محتاجة في ظل غياب أي برنامج إجتماعي يدعمها وسط الأزمات التي أضيفت إليها أعباء الحرب والنزوح.

شارك المقال