في يومها العالمي 8 أيار… أشهر “الحمير” عبر التاريخ

زياد سامي عيتاني

اليوم العالمي للحمير، ربما مستغربة فكرة هذا اليوم أو تستكثر على الحمار تخصيص يوم له، لأنه حيوان صبور لا ينهق بحقه، على الرغم من أنه قد يكون نهق كثيراً ولم يسمعه أحد، المهم أنه بعدما بُحّ صوته في النهيق تحركت الجمعيات والمنظمات الصديقة له، فأعلنت رسمياً في 2018 أن يوم الثامن من أيار هو اليوم العالمي للحمار.

إذاً، يحتفل العالم في هذا التاريخ من كل عام، باليوم العالمي للحمار، وخصوصاً المنظمات والجمعيات المهتمة بحماية حقوق الحيوان والرفق به. ويحتفل بعض الدول به، بإقامة مسابقات حول أجمل حمار، ويجمع جميع حمير القرى للمشاركة في مسابقة اختيار الحمار الأجمل الذي يفوز بجائزة، ومن أشهر الدول التي تقيم هذه المسابقة المكسيك.

من جهة أخرى، يحاول المهتمون بحقوق الحيوان في هذا اليوم، إقامة حملات توعوية حول هذا الحيوان الأليف، ومحاولة تغيير النظرة الدونية للإنسان تجاه الحمار والتي غالباً ما يتم توظيف اسمه في سب الناس وانتقادهم، معتقدين أن هذا الحيوان مرادف لكل الصفات السلبية. في حين تعرف الحمير عبر التاريخ، بأنها حيوانات تخدم الإنسان وتعمل بصورة مفرطة من دون أن تبدي استياءً أو تذمراً، ويقول الخبراء: “إن الحمار يعتبر من أذكى الحيوانات، إذ يكفي أن يمشي على الطريق مرة واحدة ليحفظها طول حياته”. كما يصفه البعض بـ “العنيد”، بحيث إذا وضع الفلاح على ظهر حماره حملاً أكثر من اللازم، لا يتحرك به مهما أشبعه صاحبه ضرباً، وهو ما يؤكد أن الحمار “صاحب تقدير جيد”.

ويعد الحمار محوراً في اقتصاد بعض الدول، ففي كينيا مثلاً يبلغ عدد الحمير أكثر من 1.8 مليون (إحصائيات 2020)، وتؤدي دوراً في النقل والزّراعة وتسهم بالتالي في اقتصاديات البلاد، لهذا فإن الشعب الكيني يولي عناية خاصة بالحمير ويحتفل بهذا اليوم العالمي على مدار ما يصل الى أسبوعين من شهر أيار. ولحليب الحمير فوائد كثيرة بحيث يستخدم كدواء لبعض الأمراض مثل التنفسية في بعض المجتمعات الرعوية، وفي أغلى أنواع الجبن في العالم، التي يصل سعر الكيلو الواحد منها الى مئات الدولارات، وهي قليلة الإنتاج عموماً.

ومرّت عبر التّاريخ قصص لأشهر الحمير، نذكر منها:

-حمار سيدنا عيسى عليه السلام: جاء في كتب التاريخ المسيحي، أن نبي الله عيسى عليه السلام لم يشأ لتواضعه أن يركب جواداً على عادة الملوك إذ كانوا يركبون الجياد، بل يركب أتاناً (أنثى الحمار) في تنقلاته.

-حمار عُزير: يقول تعالى في كتابه الكريم: “فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للنّاس” الآية 259 من سورة البقرة، في طريقه مرّ عبد الله الصالح عزير على قرية يقال انها القدس بعد ما خربها ملك العراق بختنصر، فوجدها خاوية على عروشها (خالية من البشر)، فأبدى اندهاشه من وضعها بعدما كان يعيش فيها الناس، فأحب الله أن يجعله عبرة وأن يعلمه عظمته وقدرته فقبض روحه، وأعاده الى الحياة بعد مائة عام، ولما أفاق من موته قال له الملك: انظر الى طعامك وشرابك لم يتغير ولم يفسد. ثم قال له: أنظر إلى حمارك، فنظر عزير إلى حماره وإذا بعظامه قد بليت، فنادى الله عظام الحمار وأحياه، وبعدها عاد عزير إلى قومه كاشفاً معجزة ربه وأن الله على كل شيء قدير.

-الحمار المصري القديم: يعتبر الحمار في تاريخ مصر القديمة رمزاً للإله “ست”، الذي كان يمثل روح الشّر خلال العصر المتأخر، وكانت التضحية تتم خلال بعض المراسم الدينية بواسطة الخنزير والحمار.

-حمار الحاكم بأمر الله الخليفة الفاطمي: جاء في كتب التاريخ أن الخليفة الفاطمي كان يركب على حمار رمادي ويطوف في شوارع القاهرة وأسواقها متنكراً بين العامة يستمع الى شكاوى الناس ويراقب المكاييل.

-حمار جحا: اشتهرت شخصية حجا الرجل “الأحمق” المضحك، وحماره الذي كان شريكاً له في جميع حكاياته، ومن بينها: “كان جحا راكباً حماره حينما مر ببعض القوم وأراد أحدهم أن يمزح معه فقال له: يا جحا لقد عرفت حمارك ولم أعرفك. فقال جحا: هذا طبيعي لأن الحمير تعرف بعضها.

-مروان الحمار: أطلق لقب الحمار على الخليفة الأموي مروان بن محمد، وهو آخر خلفاء بنى أمية في دمشق، وضرب فيه المثل فيقال “أصبر في الحرب من حمار”، وقيل إن الخليفة كان معجباً بالحمار وبصبره وذكائه وبقدرته على التحمل والتجلد، فاتخذه شعاراً وانتسب إليه بالاسم.

-الحمار الديموقراطي: اختار أندرو جاكسون المرشح الديموقراطي سنة 1828 في الولايات المتحدة الأميركية، رمزاً لحملته الانتخابية حماراً رمادي اللّون جميل المظهر وألصق على ظهره شعار حملته الانتخابية وقاده وسط القرى والمدن المجاورة لمسكنه من أجل الدعاية لبرنامجه الانتخابي “الشعبوي” ضد منافسه الذى كان يظهر على أنه نخبوي وليس قريباً من هموم الناس. وبعد ذلك تحول الحمار إلى رمز سياسي للحزب الديموقراطي بصورة واسعة النطاق، لكنه لم يستخدم كشعار رسمي للحزب سوى سنة 1870.

-حمار الحكيم: هي رواية شهيرة ألفها الكاتب والأديب المصري توفيق الحكيم سنة 1940، وهي من أشهر رواياته. ولد سنة 1898 وتوفى سنة 1987.

شارك المقال