نبع الطاسة مستمر بالضخ… و”فائض الشتوي” مَدَد

نور فياض
نور فياض

لم يلحق الدمار جنوباً بالمنازل وحسب، انما تعداه الى البنى التحتية، فكما بات معلوماً أن قطاعي الكهرباء والمياه لحقت بهما خسائر مادية التي تقدّر بالملايين. وبسبب القصف المتواصل لم يستطع المعنيون تصليح كل الأضرار، ويستمر العدو في قصفه العشوائي وتدمير كل ما يراه، وبعدما باتت بلدات عدة خارج نطاق التغطية بسبب الدمار الكامل، استهدف القصف منشأة نبع الطاسة ما أدى الى ظهور روائح كريهة، واستدعى من مصلحة مياه لبنان الجنوبي تحذير المواطنين المستفيدين أو المتلقين لهذه المياه من عدم استعمالها.

مصدر خاص في مصلحة مياه لبنان الجنوبي، قال في حديث لموقع “لبنان الكبير”: “بعد أخذ العينات المناسبة من نبع الطاسة ودراستها، تبيّن كنتائج أولية أنها صالحة للاستعمال، وبانتظار نتائج الدراسات المتبقية للتأكد ما اذا كانت المياه صالحة للشرب.”

وأوضح أن “نبع الطاسة البعيد عن الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، يغذي قرى اقليم التفاح، بعض المناطق شرق صيدا وأخرى في النبطية، والعدو استهدف المنشأة ما أدى الى تضرر في غرف المحولات والكهرباء وغرف المضخات العائدة والخزان وبعض خطوط الضخ”، لافتاً الى أن “المؤسسة تضخ مياهاً صالحة للشرب، من هنا علينا انتظار النتائج المتبقية للعينات للتأكد من توافر شروط السلامة للمياه وبالتالي ان كانت صالحة للشرب.”

وأشار الى أن “المياه لم تتوقف عن الوصول الى المنازل، على الرغم من قصف المنشأة، اذ أننا استفدنا من مشروع فائض الشتوي لنبع الطاسة، وهذا المشروع الذي هوجمنا بسببه آنذاك، بات اليوم شباك الانقاذ اذ انه يعتمد على الضخ بالجاذبية من دون الحاجة الى كهرباء أو طاقة شمسية لتشغيله.”

وأكد أن “مصلحة مياه لبنان كانت قد وضعت خططاً للطوارئ في حال تعرّض احدى المنشآت للضرر، ومن هذه الخطط التي يمكن أن نلجأ اليها ربط المناطق ونشغّل آبار القرى أكثر من المضخات.”

اما في ما يتعلّق بتصليح المنشأة، فلفت المصدر الى “أننا ننتظر الدعم المالي من الشركاء الذين يلبّون المؤسسة دائماً كما فعلوا حين قصف العدو منشأة في الوزاني، أمّنوا المال اللازم وعلى الرغم من أنها منطقة اشتباك، الا أن فرق الصيانة قامت بتصليحها، ونبع الطاسة أيضاً فور وجود الدعم نبدأ بالتصليحات. ونحن في صدد دراسة فنية لتقويم الأضرار وتجهيز الملف لمناقشته مع الشركاء، وخصوصاً أن الدولة لا تدفع للمؤسسة كلفة الأضرار.”

وتمنى من المواطنين عدم الاستعجال، قائلاً: “نحن مسؤولون عن أكثر من ٢٠٠ ألف مواطن، ونسعى جاهدين الى توفير المياه بالجودة والسلامة اللازمة، ومهما كانت النتائج المقبلة وخلال فترة الصيانة ستضع المؤسسة الخطط البديلة لضمان استمرارية التغذية بالمياه.”

يستمر العدو في هجماته على البنى التحتية ليس ضمن مناطق قواعد الاشتباك وحسب، انما أيضاً في المناطق التي تعتبر آمنة، فحال المياه كحال الكهرباء وغيرها من القطاعات التي لم تنجُ من مدفعيته، منها لا قدرة على الوصول اليها بسبب القصف المستمر، ومنها من عادت الى العمل بعد التمويل، فهل سيتوافر المال في المنطقة الآمنة التي يسهل الوصول اليها وتعود المياه الى مجاريها؟

شارك المقال