“سموم” في منتجات الأغذية الى الدول النامية… والثمن صحة الأطفال

عمر عبدالباقي

رعاية الأطفال والرضع في ما يتعلق بالصحة مسألة حساسة، وتتطلب توفير رقابة صارمة من الجهات المعنية على المنتجات الغذائية التي يتناولونها لضمان تلبية المتطلبات الصحية، وعدم التهاون في تنفيذ القوانين. وفي هذا السياق، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن العديد من منتجات طعام الأطفال التي تحمل علامات تجارية عالمية وتُستورد إلى الدول النامية لا تتوافق مع المعايير الصحية المطلوبة، وتختلف عن المنتجات التي تُباع تحت العلامة التجارية نفسها في الدول الغنية، ما يعني أن جودة هذه المنتجات تتفاوت حسب البلد الذي يتم تصديرها إليه.

وأظهرت دراسة المنظمة أن بعض المنتجات يحوي في كل مئة غرام ٨٠٪؜ من الدهون المشبعة التي تحتوي بدورها على زيوت مهدرجة وصلت نسبتها إلى ٤٥٪؜ في بعض المنتجات. وهذه الزيوت تسبب البدانة التي تؤدي إلى أمراض عدة مستقبلاً، ما يشكل خطراً على صحة الأولاد وكلفة مرتفعة للفاتورة الصحية.

وبينّت الدراسة أيضاً وجود دهون متحولة بنسبة متفاوتة تتجاوز النسب المسموح بها عالمياً، ويؤدي تراكمها عبر التعرض المتكرر لها، إلى أضرار صحية مزمنة على الاطفال، فضلاً عن وجود نسب من السكر المضاف في بعض المنتجات، والذي تخطى معدل ٣٥٪؜ في المنتجات مثل البسكويت والكورن فليكس، والمفاجئ كان وجود السكر المضاف الذي تخطى ٥٪؜ في حليب الأطفال ما بين سنة و٣ سنوات.

التحقق من توافق المنتجات مع المواصفات

رئيسة لجنة المرأة والطفل النيابية النائبة عناية عز الدين، شددت على ضرورة إجراء دراسة شاملة تشمل جميع منتجات الأطعمة المستوردة للأطفال والرضّع الموجودة في الأسواق اللبنانية حالياً، بهدف التحقق من توافقها مع المواصفات.

وأكدت أهمية التزام الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة الصحة العامة، بتنفيذ هذه المواصفات الصارمة من خلال مراسيم قانونية، وتأمين الرقابة الكافية والتحقق المنتظم من صحة الاختبارات التي يتم إجراؤها في المختبرات ذات الصلة. وطالبت كذلك وزارة الصحة بتزويدها خريطة شاملة لمسار استيراد منتجات الأطعمة للأطفال والرضّع إلى البلاد، بهدف تحديد المسؤوليات وتصحيح أي عيوب في الآليات المعتمدة، والقضاء على مشكلة عدم توافق المنتجات المستوردة مع المواصفات المطلوبة.

“الصحة” تتابع اجراءات الفحص

مصدر من الوقاية الصحية في وزارة الصحة أوضح لموقع “لبنان الكبير” أن “المنتجات الحليبية المخصصة للأطفال والتي تُسوّق في الدول العربية والدول النامية مختلفة تماماً عن نوعية تلك الموجودة في أوروبا، بما في ذلك منتجات شركة نستلة على سبيل المثال. وتناقشنا في الاجتماع الذي عقد بحضور النائبة عناية عز الدين في آلية تسجيل هذه المنتجات وإجراءات الفحص في وزارة الصحة لكي نتأكد من المواد الغذائية إن كانت مناسبة للأطفال”.

وقال المصدر: “في وزارة الصحة، نعتبر الحليب المنتج الأول والأهم المخصص للأطفال كمنتج يشمل عدة فئات. هناك منتجات مخصصة للأطفال من الولادة إلى ثلاثة أشهر، ومجموعة أخرى من ستة أشهر إلى سنة واحدة، ومن سنة إلى ثلاث سنوات، وأيضاً للذين تزيد أعمارهم عن ثلاث سنوات. وتشمل هذه الفئات جميع منتجات الحليب المخصصة للأطفال، والتي تخضع للتنظيم والمسؤولية التي تتولاها وزارة الصحة. وبالطبع، هناك أنواع أخرى منتشرة في الأسواق اللبنانية، ولكنها ليست تحت رعاية وزارة الصحة، بل تُعرف باسم حليب ناشف وتخضع لتراخيص وزارة الزراعة، وليس الصحة”.

أضاف: “بالنسبة الى الحليب الذي يكون تحت رعاية وزارة الصحة توضح الدراسات التي أجريت أن هناك بعض أنواع الحليب يحتوي على نسب مضافة من السكر. وخلال اجتماع لجنة المرأة والطفل، قدم ممثل وزارة الصحة طلباً للحصول على معلومات حول هذه المنتجات، بحيث هناك فعلاً مواصفات لبنانية تمنع إضافة السكر في الحليب لضمان ملاءمتها للأطفال. طلبنا أرقاماً مفصلة لمتابعة هذا الموضوع ولفحص كيفية توافر هذه المواد وفقاً للدراسة التي نتبعها في الوزارة، وذلك لحماية جميع الأطفال والأمور سارية لتوقيفها”.

شارك المقال