نجم الأنصار حسن معتوق لـ”لبنان الكبير”: أهدي اللقب الى بدر والشرقي والشهيد عطوي والجمهور

محمد فواز
محمد فواز

أهدى نجم وهداف نادي الأنصار حسن معتوق، في حديث مطول لـ”لبنان الكبير”، اللقب الـ14 القياسي في الدوري العام اللبناني لكرة القدم إلى رئيس النادي نبيل بدر والمدرب التاريخي للنادي عدنان الشرقي ولاعب الانصار الشهيد محمد عطوي والجمهور الواسع على مساحة الوطن الكبير.

وانتظر الانصار 14 سنة ليحرز لقبه الـ 14 في الدوري ويعزز رقمه القياسي، بفوزه على غريمه التقليدي النجمة 2 – 1 (الشوط الاول 1 – 1)، السبت، في مجمع فؤاد شهاب الرياضي في جونية، في ختام الدوري العام. وثأر الانصار بالتالي من النجمة الذي أسقطه بالنتيجة عينها على الملعب عينه ذهابا، وألحق به خسارة أولى في المسابقة، وأنهاها بفارق 5 نقاط عن النبيذي، ليعود “الزعيم الأخضر” الى منصة التتويج في الدوري للمرة الأولى في عهد رئيسه نبيل بدر، وتحت قيادة مديره الفني الالماني روبرت جاسبرت، الذي خسر اللقب في 2016 مع العهد في المباراة الأخيرة أمام الصفاء الذي توج باللقب. وبذلك اسدلت الستارة على الدوري العام، الذي جاء ضمن موسم استثنائي، غاب عنه اللاعبون الأجانب جراء الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد، بعد إلغاء الموسم الماضي بسبب تداعيات احتجاجات 17 تشرين الأول 2019 غير المسبوقة، وتفشي فيروس كورونا.

وأكد معتوق الذي أحرز لقب هداف الدوري أيضا بـ14 هدفا، في حديثه، “أننا ما زلنا بعيدين جدا عن الاحتراف لأن مقومات الكرة الحديثة تساعدك على تطوير أدائك وترفع من مستواك، مشددا على أنه لم يكتشف الكرة الحقيقية إلا عندما احترف في الامارات لأنني تفرغت للتمارين وخوض المباريات بجدية وكرست يومياتي لكرة القدم”.

وبعد هبوط سعر صرف الليرة مقابل الدولار، لفت معتوق إلى أن “الجميع قدم التضحيات لضمان استمرار اللعبة وأن اللاعب خسر تقريبا ثلاثة أرباع عقده، آملاً أن يستفيد أولاده إذا قرروا خوض غمار كرة القدم من تجربته الشخصية”.

محترفاً، قاد معتوق نادي الفجيرة الإماراتي من دوري الهواة إلى دوري المحترفين، حيث سجل 23 هدفاً في موسمٍ واحدٍ، وأصبح لاحقاً الهداف التاريخي للنادي بـ 56 هدفاً.

كما ظهر معتوق لأول مرة مع المنتخب الوطني عام 2006 ضد السعودية؛ وجاء هدفه الأول عام 2011 ضد بنغلادش. بخمسة أهداف في ست مباريات في الجولة الثالثة المؤهلة لكأس آسيا 2019، ساعد معتوق لبنان الذي لم يهزم على التأهل لكأس آسيا لأول مرة عبر التصفيات. في عام 2019، أصبح معتوق أفضل هداف لمنتخب بلاده على الإطلاق، متفوقًا على رضا عنتر، الذي تبعه كقائد عام 2016. في عام 2020، أصبح اللاعب الأكثر مشاركة في لبنان، متجاوزًا عباس احمد عطوي. وهنا نص الحوار:

* من هو حسن معتوق؟

– شخص أعطاه الله موهبة لعب كرة القدم.. بدأت مسيرتي في نادي العهد حيث تدرجت لسبعة مواسم من فرق الفئات العمرية حتى الفريق الاول. أحرزت 11 لقباً مع العهد، منها ثلاثة في الدوري وثلاثة في الكأس. حتى جاءت اللحظة الاهم في مسيرتي حين عُرض عليّ الاحتراف في الامارات، فالمستوى والموهبة لا يمكن أن يُقاسا إلا من خلال الاحتراف وتجربة الكرة الحقيقية. فذهبت إلى الإمارات مركزاً بشكل كامل على خطواتي وملتزماً بحذافير شروط الاحتراف خصوصا في الموسم الاول حيث عملت على تطوير قدراتي فكانت كل مباراة تحديا لي لإثبات أن اللاعب اللبناني هو موهوب وقادر على الوصول إلى أعلى المراتب. انتقلت عام 2011 على سبيل الإعارة إلى عجمان، قبل التوقيع مع الشعب بعد سنة واحدة. في عام 2013، انتقلت إلى الفجيرة، حيث بقيت لأربعة مواسم وسجلت 56 هدفًا للفريق وأصبحت أفضل هداف في النادي على الإطلاق. وقضيت ست مواسم في الدولة الخليجية حتى قررت العودة إلى لبنان وبرأيي كانت خطوتي ناقصة بعض الشيء لأنه كان بإمكاني الاستمرار هناك لكن لأسباب خاصة اضطررت للعودة إلى بيروت فقضيت موسمين مع نادي النجمة وهذا موسمي الاول مع نادي الأنصار. فلعبت مع أبرز 3 أندية في لبنان وهي العهد والنجمة والأنصار. في موسمي الأول مع النجمة فزنا بكأس النخبة وحللت ثانيا في ترتيب الهدافين في الدوري. في موسمي الثاني، فزنا بكأس النخبة أيضا. في كلا العامين، فزت بالكرة الذهبية اللبنانية.

* كيف كانت طفولتك؟

– نحن كعائلة كنّا في ألمانيا لمدة 11 سنة حيث تدربت على استثمار موهبتي في كرة القدم بشكل صحيح حتى قررنا العودة إلى لبنان حيث كانت انطلاقتي الفعلية في الفرق العمرية في نادي العهد.

* هل كان والداك رياضييْن؟

– كانت عائلة والدتي تضم رياضيين ولاعبي كرة قدم إلا أنهم لم يخوضوا تجربة الاحتراف أو الانضمام إلى أندية لتطوير مواهبهم.

* ماذا عن تجربتك في المدرسة؟

– بسبب نشأتي خارج لبنان لفترة 11 سنة، وبعدما قررت عائلتي العودة إلى لبنان لم يكن أحد منا أنا وإخوتي يتكلم اللغة العربية وكانت لدينا صعوبة كبيرة في الكتابة والقراءة، مما أدى إلى تأخيرنا 4 صفوف عن الاطفال في سنّي. ووصلت في تعليمي حتى البريفيه حين كانت لدي فرصة للعب مع نادي العهد ضمن المسابقة القارية كأس الاتحاد الآسيوي أو الحصول على الشهادة الرسمية فقررت حينها الذهاب مع العهد والمشاركة في المسابقة القارية. حبي للرياضة ورغبتي وشغفي بتطوير موهبتي تمكنا مني وذهبت مع العهد حتى لا أخوض تجربة الامتحانات.

 

* لماذا اخترت الرقم 7، وهل كان ذلك لتعلقك بكريستيانو رونالدو؟

– من صغري يلفتني هذا الرقم وتعلقت به واعتمدته على فانيلتي مع فريقي الذي كنت ألعب معه في المانيا. هو رقم مميز ولم ألعب به في البداية هنا في بيروت وانتظرت حتى اعتزل زميلي نبيل بعلبكي في المنتخب حتى أحصل عليه. ولم يكن تعلقي بهذا الرقم بسبب حبي للبرتغالي كريستيانو فأنا أحب الأرجنتيني المميز ليونيل ميسي و”الظاهرة” البرازيلية أي رونالدو الحقيقي.

* ماذا يوحي لك هذا الرقم من صفات؟

– في السابق كان الاعتقاد سائدا أن الرقم أو الفانيلة أو الشورت لا تؤثر في الأداء، لكن في الحقيقة هذه الايام عندما تلعب بالرقم الذي تحبه فذاك يعتبر إضافة وينعكس إيجابا على الأداء. هذا الرقم هو إضافة معنوية وإيجابية للاعب.

* كيف تقيم تجربتك في الهواية وفي الاحتراف؟

– بصراحة، ما زلنا بعيدين جدا عن كرة القدم الحقيقية. صحيح أن بداية مسيرتي الفعلية كانت في لبنان لكن لا يمكن قياس مدى التطور الذي حققته وفق المعايير اللبنانية. فمقومات كرة القدم الحديثة تساعدك على تطوير أدائك. اللاعب في لبنان يعمل قبل الظهر ويتدرب مرة واحدة بعد الظهر، وليس لديه ملعبا بمواصفات ليخوض التمارين أو المباريات عليه ويتمكن بالتالي من إظهار موهبته، فضلا عن غياب العقد الاحترافي والبدل المادي المناسب، كل ذلك ينعكس على أداء اللاعب سلبا. أما في حال تفرغ اللاعب للتمارين واللعب على أرضية ملعب مميزة ووفق عقد احترافي جيد، فكل ذلك يرفع مستوى اللاعب ويطور أداءه. بالنسبة لي، لم أكتشف الكرة الحقيقية إلا عندما احترفت في الامارات لأن تركيزي انصب على التمارين وخوض المباريات بجدية وكيفية تطوير أدائي بالإضافة إلى مستوى زملائي اللاعبين المحترفين والذي يرفع من أدائك أيضا ومن تفكيرك حتى. بين لبنان والإمارات الفارق شاسع من حيث التنظيم والمنشآت والاحتراف والإمكانات على مختلف أنواعها. حتى عندما عدت إلى لبنان أنا تعاقدت مع النجمة والأنصار بموجب عقد احترافي كامل. التعاطي بجدية مع النادي، الالتزام الكامل بالتمارين، النوم بشكل صحيح ومناسب، الأكل وفق معايير محددة، كل ذلك لم يتغير لدي عندما عدت إلى لبنان وذلك بهدف الحفاظ على مستوايَ. بالنسبة للموضوع المادي، أنا اعتبرت أنني أستأهل هذا المبلغ الذي كسبته بموجب عقدي اللبناني، علماً أنني كنت أتقاضى في الخارج مبالغ أكبر. وبما أنني أعلم أن إمكانات الاندية اللبنانية محدودة فقد خفضت من قيمة البدل المادي (مقارنة بما كنت أتقاضاه في الامارات) لكنني حافظت على مستوى معين بعد الاطّلاع على مستوى الرواتب في الاندية المحلية.

* هل توصلتم إلى صيغة معينة بعد هبوط سعر الليرة مقابل الدولار؟

– أنا كنت مع تضحية الجميع لضمان استمرار هذه اللعبة من الاتحاد إلى الاندية فاللاعبين، كنا بحاجة لتضحية الجميع في هذه المرحلة، لذلك توصلنا إلى اتفاقية معينة كلاعبين مع الاندية، علما أن رئيس نادي الانصار نبيل بدر تحمل مسؤولياته تجاه اللاعبين ولم يتخلّ عنهم، والاتحاد انطلق بالمباريات للحفاظ على استمرارية اللعبة. من دون أن ننسى أن الامور كلها تغيرت مع تراجع سعر صرف الليرة وخسر اللاعب تقريبا ثلاثة أرباع عقده.

* لعبت مع أبرز الاندية المحلية وخصوصا العهد والنجمة والانصار، أين وجدت نفسك أكثر؟

– أنا تربيت في نادي العهد وتدرجت في الفئات العمرية نحو الفريق الاول في سبعة مواسم، لذلك أنا اعتبر أن مرحلة العهد هي مرحلة تأسيسية ومختلفة عن فترة النجمة والانصار. مع النجمة ثم الانصار، أتيت بعقلية احترافية كاملة للعب بإخلاص وجدية لمصلحة النادي الذي ألعب له. خضت موسمين جيدين مع النجمة وأنا حاليا في موسمي الاول مع الانصار محافظا على ثبات المستوى وجودة الاداء. لذلك بهذه العقلية المحترفة ستجد نفسك أينما حللت.

* ما هو الحب بنظرك وهل صحيح أن زوجتك هي أول حب لك؟

– زوجتي هي أول حب لي، والاهم في هذه العلاقة التي تبنيها هو الاخلاص والوفاء والمودة بين طرفيها. الحمد لله بيتنا قائم على التفاهم المتبادل وكل منا يؤدي دوره بشكل كامل. وأنا أشكر الله على هذه العائلة المؤلفة من 6 أشخاص (زوجتي سحر وأولادي فاطمة وعلي والتوأم محمد وحسين وأنا). النعمة ليست فقط بالاموال بل هي أيضا بالزوجة الصالحة والتفاهم السائد بيننا.

* هل لدى أحد من أولادك موهبة الكرة؟

– التوأم (4 سنوات) يحب الكرة، واحد يلعب بالقدم اليسرى والثاني بالقدم اليمنى. يحبان الكرة ويتبادلانها بأسلوب لا بأس به. المهم أن يحتفظا بهذا الشغف حتى يتمكنا من الاستمرار. شخصيا أحب وأتمنى أن يمارس أولادي كرة القدم وعلى أعلى مستوى في المستقبل مستفيدين من تجربتي.

* ما هو لونك المفضل؟

– الابيض.

* ممّ تخاف؟

– أنا مؤمن ومتّكل على الله وبالتالي كل شيء مكتوب.

* ما هي الصفات التي تحبها؟..

– الصدق والوفاء والإخلاص.

* .. والصفات التي لا تحبها؟

– الأذية والكذب.

* ما هي أفضل لحظة في حياتك؟

– أولاً ولادة بنتي وأبنائي، وثانياً احترافي.

* ما هي أسوأ لحظة في حياتك؟

– عندما تعرضت لحادث سير وكاد يودي بمستقبلي الكروي والحمد لله تخطيته.

* ماذا يعني لك لبنان؟

– لبنان بالنسبة لي كل شيء، على الرغم من الظروف الصعبة التي نمر بها، لكننا لن نيأس وسنبقى ونستمر في هذا البلد وسيعود إلى سابق تألقه.

* ماذا يعني لك أولادك؟

– الأولاد هم مسؤولية كبيرة حتى يتمكنوا من شق طريقهم في المجتمع بطريقة صحيحة وأن ينجحوا ويحققوا ما يطمحون إليه.

* زوجتك سحر في كلمة؟

– زوجتي “نعمة”، ومن أفضل النعم التي أعطاني الله إياها.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً