جودت شاكر لـ”لبنان الكبير”: إنجازات الرياضي الأبرز “هِبَة” رفيق الحريري

محمد فواز
محمد فواز

أكد نائب رئيس الاتحاد العربي لكرة السلة مدير الأنشطة في النادي الرياضي بيروت جودت شاكر، في حديث مسهب لـ”لبنان الكبير”، أن إنجازات الأصفر الأبرز في تاريخه هي “هِبَة” رفيق الحريري، وأن الشخصية التي طبعت حياته وأثرت في مسيرته هي الرئيس الشهيد.

ويُعتبر شاكر من الوجوه الأساسية للنادي الرياضي فهو موجود في “القلعة الصفراء” منذ عقودٍ طويلة، عرف أتراحها وأفراحها، لذلك يبقى الشخص الأكثر خبرة في معرفة الشاردة والواردة عن الفريق الأصفر. ولا يمل شاكر (75 عاماً) من حمل مشاكل النادي وتحضيراته، من ضمن مسيرة عائلية بدأها والده، ويتابعها مع أشقائه وأولاده.

وشدّد شاكر على أن الرئيس الحريري هو من أصر على تسمية قاعة النادي الرياضي باسم الرئيس صائب بك سلام عربون وفاء له، مشيراً إلى أن علاقة آل شاكر بالنادي الرياضي هي علاقة عضوية بدأت مع والده مصطفى شاكر “أبو سمير” وتستمر مع أبو حسن.

وإذ لفت إلى أن أبو سمير هو مؤسس لعبة كرة السلة في النادي وأحد أعمدته على مدى نصف قرن، أشار إلى أن العائلة لا تهمها المناصب والمراكز لأن جل اهتمامها منصب على الفريق والمدربين واللاعبين والجمهور.

ووصف شاكر زوجته بـ”الصابرة” لأنه كان يغيب لفترات طويلة عن المنزل، شاكراً الله لأنه رزقه 3 أولاد “أوادم” هم حسن ومي وأحمد. وهنا نص الحوار:

* كيف تكوّنت العلاقة التاريخية لآل شاكر بالنادي الرياضي؟

– النادي الرياضي أسس عام 1934 برئاسة حسين سجعان وكان يمارس الألعاب الفردية (ملاكمة ومصارعة ورفع أثقال وغيرها) وكان مقر النادي في الروشة مكان “كازينو فريد الأطرش”. سنة 1939 برز فريق سلّوي في جمعية المقاصد يدربه المرحوم عارف الحبّال وفاز ببطولة لبنان. 7 شبان أحرزوا اللقب وأرادوا الاستمرار ومواصلة اللعب فالتقوا حسين سجعان وهو من وجهاء عين المريسة والذي وافق على إضافة لعبة كرة السلة إلى الألعاب التي يزاولها النادي وهكذا كان. واشترط سجعان استمرار الفريق بكامله مع مدربه تحت اسم الرياضي. مصطفى شاكر (أبو سمير) كان واحداً من أعضاء هذا الفريق فكان يلعب ضمن التشكيلة ويشرف على أموره الإدارية أيضا وتم استئجار ملعب الـBDD في عين المريسة (لأن النادي لم يكن يملك ملعباً لكرة السلة) وباتوا يتدربون 3 مرات أسبوعياً على هذا الملعب. وبما أن منزلنا كان قرب الملعب في عين المريسة صار غرفة الملابس فكان اللاعبون يستبدلون ثيابهم عندنا ولدى عودتهم من التمارين يغتسلون في المنزل إلى أن جاءت سنة 1944 حين احتضن القاضي رفيق البراج من عين المريسة هذا الفريق وصار رئيساً للنادي لمدة سنتين. آنذاك لم يكن هناك اتحاد للعبة بل كانت تقام بطولات على مستوى المدارس والجامعات. عام 1946، انتخب وفيق النصولي التاجر الكبير وعضو غرفة التجارة والصناعة رئيساً وكان يملك علاقات وثيقة بالرئيس صائب بك سلام الذي اختير بدوره رئيساً فخرياً للنادي. وهنا كان التطور الأبرز إذ بات الرياضي مسيطراً على الساحة السلوية حتى إنه سافر عام 1949 إلى تركيا حيث شارك في دورات وحقق انتصارات. عام 1951، أُسس اتحاد لكرة السلة فصارت الأندية مجبرة أن تمتلك ملعباً لكرة السلة، وانضم الـBDD إلى الاتحاد ولم يعد بإمكان الفريق أن يتدرب على ملعبه. ومن خلال علاقة النصولي الوثيقة بالرئيس سلام تم الاتفاق مع الرئيس كميل شمعون آنذاك على إصدار مرسوم وقعه شمعون إلى جانب وزير المالية الشيخ بيار الجميل ووزير الداخلية حينها كمال بك جنبلاط لانتقال النادي الرياضي إلى المنارة. وصار الفريق يتدرب في الصنايع مقابل منزل العميد ريمون إده على ملعب ترابي بانتظار اكتمال بناء ملعب النادي في المنارة. في هذه الفترة، أبو سمير اعتزل اللعب وصار مدرباً للفريق وأميناً عاماً للنادي. وانطلق الفريق بشكل أكبر وساد الساحة السلوية، ودعمه صائب بك بأسفاره إلى الخارج. ومنذ تأسيس الاتحاد ونحن أبطال لبنان لكرة السلة من دون انقطاع باستثناء عام 1956 حين خسرنا لقبنا ثم استعدناه فيما بعد وبقينا الأبطال حتى بداية الحرب عام 1975. وبسبب سيطرة الرياضي وكره الاتحاد والأندية آنذاك له لم يتم “أرشفة” بطولات “الأصفر” إذ يعتبر الاتحاد أن بطولاته انطلقت عام 1992 حين بدأ بزوغ نجم نادي الحكمة برئاسة أنطوان الشويري، وتناسوا سيطرة الربع قرن للنادي الرياضي (1951-1975)، علما أنه أثناء الحرب لم تقم أي بطولة رسمية بل دورات ودية. عام 1991، كان الملعب ما زال “باطونا” فيما طورت الأندية المنافسة منشآتها، فـأنجزنا خرائط قاعة جديدة للنادي وعرضناها على الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أصر على أن تسمى القاعة باسم الرئيس صائب بك سلام (الذي كان ما زال رئيساً فخرياً للنادي منذ 1946) عربون وفاء له. وتم إنشاء القاعة بدعم من الرئيسين سلام والحريري وتمام بك. لذلك، ومنذ انطلاق اللعبة في النادي الرياضي كان أبو سمير أحد مؤسسيها وأعمدتها وكان مشرفاً رياضياً في الوقت عينه على جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية. وكنت أنا مساعده ثم نائبه وعندما أحيل إلى التقاعد تسلمت الراية منه في المقاصد. كما كنت أساعده في النادي الرياضي لان الروابط كانت قوية جداً بين المقاصد والرياضي حتى إن الأنشطة كانت مشتركة وكانت المقاصد حينها تستخدم ملاعبنا في النادي. وفي تلك الفترة تم التوافق على اسم هشام الجارودي لرئاسة النادي خلفاً لوفيق النصولي. ونسجنا على المنوال عينه مع هشام الجارودي إذ لم يكن همّنا المناصب والمراكز بل كان جل اهتمامنا منصباً على الفريق والمدربين واللاعبين والجمهور الذين ما تركناهم قط. الرئيس الشهيد لم يقصّر معنا يوماً لمواكبة طموحاتنا فحققنا البطولات والألقاب القارية والعربية والمحلية الأبرز في تاريخنا. وعندما بدأنا نتعاقد مع اللاعبين الأجانب صار للاعبين اللبنانيين رواتب عالية أيضاً وكان الدعم يأتينا دائماً من الرئيس الشهيد. فمن شدة حبه للرياضة كان يطلب منا دائماً التركيز على إحراز البطولات وترك الشؤون المالية له، فكنا أوفياء له وكان الفريق يقدم له كل كأس يحرزها. وبات هدفنا ليس الفوز باللقب أو البطولة عند مشاركتنا فيها بل كنا نهدف ونفكر باللحظة التي سنقدم فيها الكأس للرئيس الحريري. أبو سمير كان يأتي الساعة الثامنة صباحاً ويبقى فيه حتى الساعة العاشرة ليلاً وسرت أنا على خطاه وبالطريقة عينها. آل شاكر يتنفسون أوكسيجين الرياضي ويعيشون في ظلاله. كما طورنا النادي وأضفنا بعض الألعاب مثل كرة الطاولة واحتفظنا بلقب بطولة لبنان لفترة 40 سنة متواصلة. كما شاركنا في بعض الألعاب وخرجنا ومنها ألعاب القوى والمصارعة والتايكواندو والتنس والبريدج والميني فوتبول. نجحنا في بعض الألعاب ولم ننجح في بعضها الآخر، لكن الأساس صار بالنسبة لنا هو لعبة كرة السلة وكانت فترة نجاح منذ التسعينيات أيضاً حتى اليوم ولم نبتعد يوماً عن هذا الصرح.

* كم تأثر النادي الرياضي برحيل أبو سمير؟

– تأثر النادي كثيراً برحيل أبو سمير (أمين السر ومسؤول الرياضة في النادي) الذي كنت مواكباً له طوال فترة إدارته لكنني حملت الراية من بعده وسرت على خطاه، وكذلك فعل سهيل صيداني الذي خلف والده أبو سمير صيداني في مركز أمانة الصندوق، علماً أن مسيرة أبو سمير شاكر وأبو سمير صيداني ناهزت الخمسين عاماً. عمر النادي 87 سنة مما يعني أن هناك أجيالاً تناوبت على إدارته إلى جانب أجيال من اللاعبين توالت على حمل الراية. في هذه الأيام باتت إدارة النادي صعبة جداً لأنها تتطلب عملاً دؤوباً ومالاً كثيراً، ولا يمكن أن تسلم راية النادي إلى أي كان حتى لو كان يملك مالاً، إذ أن المطلوب هو أن يكون عاشقاً للنادي قبل أن يصبح إدارياً فيه. العمل الرياضي هو فعل “تضحية” خصوصاً في هذه الأيام. في الخارج، العمل الرياضي هو عمل تجاري والدليل الاحتراف المدروس في أوروبا وأميركا حتى إن رئيس النادي يتقاضى راتباً إلى جانب أعضاء النادي واللاعبين. بينما في لبنان والمنطقة العربية من الصعب أن تنشئ أندية على غرار أوروبا وأميركا حيث الأندية مؤسسات تجارية كاملة. في لبنان، تلجأ إلى التبرعات (أو الشحادة) لتنشئ فريقاً يستطيع أن يحقق النجاح، لكن الحمد لله أن محبي النادي كُثر وجمهور النادي كبير وعريض وهم على استعداد للتضحية في سبيل رفع راية النادي. فالأجيال التي تخرجت من النادي ما زالت تحب الصرح وتلجأ إلى دعمه في الفترات الصعبة. أيام رفيق الحريري، لم نكن نفكر بمن سيدعم النادي أو يوفر لنا المال كنا مستندين إلى الرفيق ونكتفي بالتفكير بتحقيق الألقاب والبطولات (كان دائماً يقول لنا، إذهبوا وحققوا الألقاب واحرزوا الكؤوس واتركوا الموضوع المالي علينا)، فكانت إنجازات النادي الرياضي المميزة “هبة” رفيق الحريري إذا أردنا أن ننصف الرجل.

* من هو أبو حسن؟

– بدأت في النادي الرياضي بسن الـ12 سنة وكنت أرافق أبو سمير في المباريات والتمارين وأجلس دائماً إلى جانبه.. لكن عند انتقال النادي إلى المنارة عام 1955 بدأت علاقتي تتوثق بالنادي الرياضي وصرت من مدمنيه. كما زاولت رياضة السباحة في نادي الجزيرة وتألقت فيها. بدأت لعب كرة السلة في المنارة وانتقلت للعب مع فريق النادي في الدرجة الثانية إذ لم يكن هناك فئات عمرية.. ثم صعدت إلى الفريق الأول وتعلقت بكرة السلة حتى إنني شاركت في بعض مباريات ورحلات المنتخب إلى الكويت وليبيا وتونس “بدعم” من أبو سمير الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الاتحاد أي نائب طوني خوري الذي كان يحب أبو سمير كثيراً ومن بعده تعلق بأبو حسن. في المقاصد، انتسبت وهشام جارودي إلى دائرة الهندسة بحكم عملنا لفترة 5 سنوات ثم انتقلت في عهد سليم دياب الذي تولى الإشراف على الرياضة لمساعدة أبو سمير فصرت في الرياضة في المقاصد وفي الرياضة في الرياضي. تدريجياً تنقلت من لاعب إلى مدرب فمدير فريق كرة الطاولة ومدير فريق الكرة الطائرة للسيدات حيث أحرزنا لقب بطولة لبنان، فتفرغت بشكل كامل للرياضة وواكبت الثنائي أبو سمير شاكر وأبو سمير صيداني واكتسبت منهما الخبرات الإدارية الكبيرة. أثناء الحرب، انتقلنا للتمارين على ملاعب المقاصد (خديجة الكبرى والحسين بن علي) لأن منطقة المنارة لم تكن آمنة وكرست وقتي للفريق لسنوات طويلة، بغياب أي مواكبة إدارية، وتوطّدت علاقتي باللاعبين والمدربين. كما كنا نخوض مباريات ودية مرات تحت القصف وكنا نعبر إلى عين سعادة وبكفيا لخوض المباريات الودية وكان بعض اللاعبين يساعدوننا على العبور إلى “الشرقية” ويواكبوننا حتى نخوض المباريات ثم لدى عودتنا الى “الغربية”. وكنت أستغل منصبي كمدير للمنتخب الوطني للتواصل مع اللاعبين في المنطقتين، وكنا نستفيد من علاقاتي للعبور عبر منطقة سباق الخيل ذهاباً وإياباً. ولدى انتهاء الحرب أعدنا تنظيم شؤون النادي وتولى هشام الجارودي رئاسة النادي ومنحني صلاحيات كاملة لإدارة الشأن الرياضي فيما تولى هو الأمور التمويلية والإعلانية، فكانت فترة ناجحة وأحرزنا الألقاب والبطولات وكان الثابت الوحيد والدائم في النهائي هو الفريق الأصفر فيما كان يتغير منافسه (BDD، أبناء نبتون، التعاضد، النهضة، الحكمة، الكهرباء، الشانفيل). وجرى تفعيل اللجنة الإدارية للنادي لأن المسؤوليات كبرت وتعاظمت فكان لزاماً علينا توزيع المهام في ما بيننا. كذلك، الهواية التي كنا فيها في السابق لم تعد موجودة، وبتنا في “الاحتراف الناقص” إذ زادت المصاريف وتقلصت المداخيل بعكس الأمور في أوروبا وأميركا حيث هناك شبه توازن بين المصاريف والمداخيل.

* كيف تمكنتم من إعادة إطلاق الفريق بعد سنتين من الكورونا والأوضاع الاقتصادية السيئة؟

– في هذه الأيام، ماذا يمكننا أن نقول ونفعل فيما الناس تعاني وأموالها محتجزة في البنوك فكيف السبيل للحصول على دعم لمتابعة المسيرة؟ الحمد لله أن هناك الكثيرين من الأوفياء الذين يضحون معنا ويدعموننا على الرغم من الأوضاع المالية السيئة. هناك بعض المعلنين وقفوا إلى جانبنا وساعدونا على تخطي هذه المرحلة، علما أن ميزانيتنا السنوية كانت تتجاوز الثلاثة ملايين دولار خصوصاً أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري والفترة التي تلت مع الرئيس سعد الحريري حتى 2011. حالياً هؤلاء المعلنون تمكنوا من دعمنا بما بين 300 و400 ألف دولار لمواصلة المسيرة ووضع الفريق على السكة. نحن نهدف هذا الموسم للمحافظة على اسمنا وتاريخنا وموقعنا وألقابنا والحمد لله النجاح حليفنا. الأهم أنه ليس هناك خلافات في النادي، ربما بعض وجهات النظر المتعارضة إنما في الخارج الكل يُجمع على القرار المتخذ. كنا النادي الوحيد ربما في العالم الذي يجري انتخابات هيئة إدارية كل 15 سنة (وهي غير قانونية) وذلك لتفادي أي خلافات أو نزاعات فينصرف الجميع إلى العمل، بالإضافة إلى منع اللاعبين من الترشح إلى المناصب الادارية، إلى أن فرضت وزارة الشباب والرياضة علينا تغيير نظامنا وإجراء انتخابات كل 4 سنوات. في النهاية، تسود أجواء جيدة داخل جدران النادي وهناك دائماً تفاهم بين الأعضاء أو المرشحين أو الأوفياء لضمان استمرار واستقرار النادي.

 

* كيف كانت انطلاقتك؟

– تخرجت بشهادة رسم هندسي وطوبوغراف إلا أنني لم أعمل بشهادتي سوى 4-5 سنوات في المقاصد ثم تفرغت وانصرفت إلى العمل الرياضي على الرغم من عدم امتلاكي أي شهادة رياضية لكن الخبرة التي اكتسبتها على مدى سنوات طفولتي وشبابي من أبو سمير وعلاقاته هي التي عبّدت لي الطريق لأكون من الناجحين في عملي الرياضي، فعلّمت الرياضة ودربت فرقا وكل ذلك من فائض الخبرة لدي. عشقت الرياضة وترعرعت تحت لواء “العملاق” ابو سمير لذلك نجحت فيها، وانطلقت بفضل كل هذا وتوليت مناصب أضافت أيضاً خبرة جديدة كنائب رئيس اتحاد كرة السلة ومدير المنتخب ثم نائب رئيس الاتحاد العربي لكرة السلة ورئيس منطقة المشرق العربي لكرة السلة. كما نسجت على منوال أبو سمير في إقامة العلاقات مع كبار الرياضة المحلية والعربية حتى أصبحت الشخص الذي لا يمكن تجاوزه على الساحة السلوية المحلية والعربية وحتى القارية. ولن أنسى أنه أيام رئاسة جان همام لاتحاد كرة السلة كنت على مدى سنوات طويلة رئيس أي بعثة إلى الخارج وذلك بسبب الثقة بي وكسبت من ذلك العلاقات والخبرة. وأنا ما زلت نائباً لرئيس الاتحاد العربي لكرة السلة منذ 14 عاماً، ومنذ 4 سنوات ترشحت ومندوب سوريا على هذا المنصب لكن مندوب سوريا عاد وسحب ترشيحه وتنازل لأبو حسن. أنا استثمرت علاقات أبو سمير شاكر وأبو سمير صيداني وطوني خوري وجان همام وجورج بركات لاكتساب هذه الخبرة الإدارية الواسعة والاستفادة منها في النادي الرياضي. تصوّر أنه أيام جورج بركات في رئاسة الاتحاد، أنا ترأست البعثة إلى بطولة العالم في تركيا على الرغم من تواجد بركات ضمن الوفد.

* ما هو رقمك المفضل؟

– لم يكن لدي رقم خاص لكن أحب الرقم 1934 تاريخ تأسيس النادي وقد وضعته على سيارتي.

* من هو الشخص صاحب الفضل على أبو حسن؟

– رفيق الحريري من دون منازع وقبله صائب بك سلام. أيام الرئيس الحريري حوربت كثيراً إلا أنني كنت مستنداً إلى هامة وجبل، وأن يدعمك شخص مثل رفيق الحريري يدفع الخصوم إلى إعادة حساباتهم وقراءة الأوضاع بدقة لأنك حُكماً أنت الذي ستنتصر.

* كيف تقرأ كرة السلة اليوم بعد التوقف القسري الطويل؟

– كرة السلة لعبة محبوبة في لبنان، ومن المفروض أن تستعيد رونقها ومستواها تدريجياً. علاقتي سيئة بالاتحاد بسبب وفائي لجورج بركات ودعم لائحته بمواجهة لائحة أكرم الحلبي في الانتخابات الأخيرة، إلا أنني لست قابلاً للشطب وهم يعرفون ذلك. أطالب الاتحاد بعدم الانتقام والوقوف على مسافة واحدة من الجميع، فلا ينشغل بمحاربة أبو حسن أو غسان سركيس وغيرهما، بل دعوة الجميع للعمل على النهوض باللعبة. المستوى ضعيف وأتمنى أن نتمكن بعد هذه الأزمة المالية وجائحة كورونا أن نعود وننهض باللعبة.

* كيف عالجتم تراجع سعر صرف الليرة مقابل الدولار وانعكاساته؟

– كتلة الرواتب في النادي الرياضي هي من الأعلى إلى جانب الحكمة والشانفيل وبيروت، لكن اليوم الأمور تغيرت مع تراجع سعر صرف الليرة، وباتت ميزانيات الأندية المذكورة أقوى من ميزانية النادي الرياضي. بالنسبة للاعبين اللبنانيين، كان اللاعبون يتقاضون رواتب على مدار السنة أما اليوم فهم يتقاضون رواتب طوال فترة الموسم أي 3 إلى 4 أشهر. التضحية صارت متبادلة من الأندية والمدربين واللاعبين، الكل ضحى حتى تستمر اللعبة فتقلصت الرواتب بنسب متفاوتة بين الأندية، وصار هناك هجرة للاعبين المميزين إلى الخارج. الدفع يتم إما بالليرة اللبنانية أو بشك دولار لأن الإعلانات الداعمة تصرف بشيكات لحسابنا فنحن مضطرون إلى محاسبة اللاعبين بالشيكات أيضاً أو بالعملة الوطنية. للأسف هناك مصارف تسرق المودعين وتدفع لهم ربع قيمة الدولار الفعلية وصرنا في غابة.. أنا متشائم جداً وأتمنى أن يلطف الله بعباده.

* كيف انعكس انفجار مرفأ بيروت على مقر الرياضي؟

– تأثرنا كثيراً، في البداية اعتقدنا في البداية أن المسألة اقتصرت على الزجاج فقط، إلا أننا فيما بعد اكتشفنا أضراراً كثيرة وخصوصاً النش في القاعة الكبيرة أثناء الشتاء فاضطررنا إلى معالجة الخلل باللحم الحي. المحبون كثر لكن نتمنى أن تهدأ الأمور في البلد حتى نتمكن من استعادة توازننا ومسيرتنا. كما تأثر منزلي ومنزلا ولدي حسن وأحمد كثيراً بالانفجار ولم تقتصر الأمور على الزجاج بل امتدت إلى الألومينيوم والأبواب الخشبية، حتى مكتب حسن قرب بناية النهار دُمّر بالكامل. كما تأثرت سياراتنا.. الحمد لله لم يصب أحد من عائلتي بخدش.

* مم يخاف أبو حسن؟

– أخاف من الوضع الحالي، فقد عملت عشرات السنين لضمان عيش كريم وشيخوخة مناسبة ومقبولة، فأتى أحدهم ووضع يده على مالي ومستقبلي وأملاكي. الله يستر..

* كيف تعرفت على زوجتك؟

– زوجتي كانت تلعب في فريق كرة السلة في النادي ووالدها كان عضواً في النادي، وتزوجنا من خلال العلاقات بين العائلتين شاكر وعمقية.

* ما هي الصفات التي يحبها “أبو حسن” والصفات التي يكرهها؟

– أنا أحب الصدق والوفاء كثيراً.. لا أحب “قليلي الأصل” وأنا ألغيتهم نهائياً من قاموسي.. أنا إنسان صريح فمن أحبه أقول له أحبك.. ومن لا أحبه أقول له صراحة أكرهك.. وأتمنى أن يبادلني الآخرون الصراحة عينها.. الحمد لله في مسيرتي الطويلة لم أصادف كثيرين من قليلي الوفاء والمنافقين ربما بسبب اختياري “الصحيح” لأصحابي وأصدقائي.. الحمد لله كل الذين عملت معهم طيبين وأوفياء ويقدرون العمل الذي أقوم به مثلما أقدر عملهم وجهودهم.

* ما هي أفضل لحظة في حياتك؟

– أنا أعيش بشكل تفصيلي المباريات التي نخوضها كافة وخصوصاً المباريات التي نفوز بها.. وفي النهاية لم تعد تعني لي الكؤوس والألقاب التي نفوز بها ولم أعد أفكر بها.. ما كنت أفكر به مباشرة هي لحظة “تقديم الكأس إلى الرئيس رفيق الحريري”.. هذه اللحظات والمواقف التي لا تُنسى هي الأفضل في حياتي.

* ما هي أسوأ لحظة في حياتك؟

– أسوأ لحظة هي عندما سمعنا انفجار عين المريسة وتبلغنا استشهاد رفيق الحريري.. لقد بقيت أبكي لفترة طويلة كلما تذكرت رحيل رفيق الحريري.. علاقتي بالرئيس الشهيد وثيقة لدرجة أنني كنت أعتبر نفسي “مستنداً” إلى “جبل” وعندما استشهد أحسست بضعف كبير وما زلنا نعاني تداعيات استشهاده.

* ما هو لونك المفضل؟

– الأصفر لون الرياضي.

* ماذا يعني لك لبنان؟

– لبنان هو الوطن الذي ولدت فيه فقط.. لكن تبين في النهاية أن لبنان “كذبة كبيرة جداً”.. لقد عشنا نتغنى بلبنان ومن له مرقد عنزة فيه، لكن أين نحن اليوم من مرقد العنزة.. صار حلمنا هو امتلاك جواز سفر للرحيل عن هذا البلد.. للأسف وصلنا إلى هذا الدرك.. للأسف أيضاً لم نعد قادرين على مغادرة لبنان في هذه المرحلة التي نعيشها، بل جل ما نطالب به هو رحيل المنظومة السلطوية الحاكمة حتى نتمكن من العيش بسلام في هذا البلد.

* ماذا يعني لك أولادك؟

– الحمد لله.. رُزقت بثلاثة أولاد “أوادم” صبيان حسن وأحمد وبنت مي.. من نِعم الله أن حسن وأحمد يسكنان إلى جانبي في عين المريسة وأراهم يوميا في النادي والمنزل.. في المقابل، انزعجت كثيرا عندما غادرت بنتي مع زوجها إلى كندا منذ نحو 10 سنوات إلا أنني اليوم سعيد لأنها في الخارج وتعيش بهدوء وكرامة واطمئنان أي كل ما نفتقده اليوم في لبنان..

* ماذا تعني لك زوجتك بكلمة؟

– صابرة ومسالمة.. فأنا كنت أغيب عن البيت من الثامنة صباحاً حتى آخر الليل، كما كنت أسافر أكثر من 8 مرات سنوياً لمعسكرات ومشاركات في بطولات ودورات.. فعلياً أنا لم أداوم في المنزل كثيراً حتى أولادي كنت أراهم في النادي أكثر من المنزل.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً