سيدات الصفاء “ذَهَب” غرب آسيا لكرة القدم

جنى غلاييني

لم تكن كرة القدم النسائية في لبنان شائعة في كل المناطق والمدن، إذ مورست كهواية بشكل محدود فقط في المناطق الغنية من البلاد، على الرغم من أن رياضة كرة القدم هي اللعبة التي تمارس غالبا في المناطق الأكثر فقرا في دول العالم. لكن مع تعاظم دور المرأة في المجتمع وتوسّع دائرة الحقوق التي حصلت عليها الى جانب تطور الرياضة ومفاهيمها، دخل الجنس الناعم المعترك الرياضي بكافة أشكاله من كرة القدم او السلة وغيرهما.

وأسِّس الدوري اللبناني لكرة القدم للسيدات عام 2008، وأحرزت سيدات الصداقة اللقب الأول في تاريخ البطولة اللبنانية النسائية بين 13 فريقا متنافسا.

ومعلوم أن كرة القدم في لبنان هي اللعبة الشعبية الأولى، على الرغم من الانتشار الكبير لكرة السلة، وهي شهدت (كرة القدم) تطورا منذ نشأتها، حتى برزت الكرة النسائية، وها هن سيدات نادي الصفاء يتوجن ببطولة غرب آسيا لكرة القدم بعد التغلب على الأرثوذكسي الأردني 3-1 في المباراة النهائية، هذا الفوز الذي كان بمثابة رسالة واضحة مفادها ان دور السيدات في الكرة اللبنانية لا يقل أهمية عن دور الرجال وأن النجومية الرياضية لم تعد حكرا عليهم!

وبعد هذا الفوز المشرف لسيدات الصفاء، يقول أسعد سبليني رئيس لجنة كرة القدم النسائية في الاتحاد اللبناني للعبة وعضو اللجنة التنفيذية لـ”لبنان الكبير”: “إنه فوز كاسح، وهذا الانجاز ليس الأول لسيدات كرة القدم خارج لبنان، إذ سبق أن فازت الناشئات بالميدالية الذهبية في البطولة العربية، وهذه كانت أول ذهبية للبنان في مجال كرة القدم. واليوم الكرة النسائية تبدع في غرب آسيا، واتحاد كرة القدم دعم الكرة النسائية عبر استضافة بطولة الواعدات لغرب آسيا على ملعب فؤاد شهاب في جونية بمشاركة الأردن وفلسطين”.

ويضيف: “نسعى جاهدين للمشاركة في بطولات أخرى، ونحن كنا قد شاركنا كمنتخب في القاهرة في مسابقة للسيدات وكانت نتائجنا مميزة، بالإضافة الى مشاركتنا في بطولة آسيا في كردستان، وحالياً هناك خطة للذهاب الى الأردن أواخر شهر آب للمشاركة في بطولة غرب آسيا للناشئات، وهناك مشاركة أيضاً للناشئات في البحرين آخر السنة”.

ويشير سبليني الى “إنّ الاتحاد اللبناني يوفّر لكرة القدم النسائية الدعم ويقيم لها المعسكرات، وأريد أن أشكر الحكمات اللبنانيات اللواتي يبيّضن وجه لبنان في المحافل الدولية”.

فريق الصفاء للسيدات لم يحصد بطولة غرب آسيا للأندية فقط، بل هو بطل أيضاً على أرضه، ويوضح سبليني: “حالياً بطل لبنان لأندية السيدات هو نادي الصفاء، وكل موسم هناك بطولة كأس الأندية للسيدات”.

ويعتبر سبليني أنّ فريق كرة القدم النسائي في لبنان لكي يصبح بمستوى فريق الرجال ينقصه الدعم الكامل وأشخاصا بمستوى عال من الكفاءة في موقع المسؤولية لافتاً الى “انّ الأشخاص المسؤولين متوفرين، لكن إذا توفّر الدعم معهم ستصل كرة القدم النسائية الى مستويات عالية، وذلك لوجود لاعبات موهوبات ولدينا ثقة بهن ومعهن ممكن أن نصل لأماكن بعيدة”.

وترى يارا بو رضا لاعبة نادي الصفاء والتي سجلت هدفاً في شباك الأرثوذكسي الأردني في بطولة غرب آسيا “إن الشعور بالفوز كان جميلا جدا خاصة انها المرة الأولى يحصد النادي لقب بطولة خارج لبنان”.

وتشرح: “منذ حوالي السنتين ونحن نتمرن وتعبنا كثيرا خاصة في ظل أوضاع البلاد الصعبة من جائحة كورونا حتى الازمة الاقتصادية والاجتماعية، لقد تحضّرنا كثيرا وبذلنا جهدا كبيرا لهذه البطولة فهدفنا منذ البداية كان تحقيق الانتصار، ونعتبر الفوز بالكأس بمثابة حصاد لكل التعب والتضحيات التي قدمناها خلال الفترة الماضية”.

وتضيف: “أودّ أن أشكر الجميع على ما قدموه، فقد كنا يداً واحدة، والجهاز الفني كان رائعا جدا والشكر أيضا الى عبد العزيز حردان الداعم الأول”.

وعن واقع كرة القدم النسائية في لبنان: “كرة القدم النسائية في لبنان لم تأخذ حقها ونتمنى ان يتم نقل مباريات النساء لمشاهدتها كما باقي البطولات”.

وتقول بو رضا عن بداياتها في كرة القدم: “في بادئ الامر كنت اتعرض لبعض الانتقادات او الملاحظات لممارستي كرة القدم على اعتبار انها للشباب، اما اليوم في ظل تطور اللعبة، السيدات يحققن نتائج مبهرة وتمكنا من كسب احترام الجميع”.

وعن المشاركات المقبلة تختم أبو رضا: “من يفوز بالدوري يحق له المشاركة في البطولات الخارجية، ولم يبقَ امامنا سوى مباراتين لمعرفة الفائز وستقامان يومي الأربعاء والأحد”.

شارك المقال