راي باسيل لـ”لبنان الكبير”: الأمل بميدالية أولمبية في طوكيو

محمد فواز
محمد فواز

من مقر معسكرها التدريبي في مدينة “أومبريافيردي تودي” قرب العاصمة الإيطالية روما، أكدت الرياضية اللبنانية الوحيدة المتأهلة للأولمبياد الرامية راي باسيل لـ”لبنان الكبير”، أن “تركيزها ينصب الآن على الاستعداد الجدي لألعاب طوكيو 2021 الصيف المقبل، آملة أن تحقق حلمها وحلم والدها بإحراز ميدالية أولمبية على الرغم من الظروف الصعبة والإمكانات المتواضعة”.

وأضافت: “لا شيء يمنعنا من إحراز ميدالية أولمبية، وعدت لبنان واللبنانيين سابقاً بإحراز ميدالية أولمبية، والآن أجدد الوعد على أمل أن تساعدني كل الظروف لتحقيق هذا الحلم فأنا جاهزة لتحقيق هذا الهدف”.

وفي ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان، تحاول راي بشغفها بالرماية أن تسعد اللبنانيين بإحراز ميدالية في أولمبياد طوكيو 2020. وهي بدأت التحضيرات منذ عام 2019، وهي الوحيدة التي لا تزال تحقق الإنجاز تلو الآخر للبنان في المحافل العربية والدولية، لأن الرماية لراي هي موهبة بدأت قصتها من خلال فكرة تبناها والدها وأدت إلى اكتشاف موهبتها في الرماية لتصبح امرأة خبيرة ورائدة في مجال رماية “التراب”.

وعلى الرغم من أنها تخرجت من جامعة سيدة اللويزة ونالت شهادة إدارة الفنادق والسياحة إلا أنها لم تستطع أن تخفي انجذابها للرياضة، وما الانجازات التي حققتها سوى انعكاس لإصرارها وعزيمتها وهي التي كرست ساعات وأياماً طوالاً حتى تتقن رياضتها وتصبح بطلة معروفة على منصات التتويج المحلية والعربية والقارية والعالمية.

وكانت باسيل واجهت صعوبات خلال فترة التحضير، بسبب عدم السماح لها بالتدرب خلال فترة الإغلاق التي فُرضت في لبنان للحد من تفشي جائحة كورونا، فلم تجد سوى مرآب السيارات في منزلها، لتواصل استعدادها لما ينتظرها من استحقاقات. وحولت باسيل المرآب البالغة مساحته نحو 500 متر مربع، إلى حقل رماية افتراضي من دون أن تطلق خرطوشها الاعتيادي. كما أصبح صندوق سيارتها مقر تجهيزات تفكك فيه بندقيتها “بيراتسي هاي تيك” بنية اللون، وتقوم بتجميعها قبل تمارين خاصة بالتركيز واللياقة البدنية، باحثة عن ميدالية أولمبية.

وكما كل القطاع الرياضي اللبناني، تأثرت باسيل بإقفال البلاد تنفيذاً للتعبئة العامة، بعد أن أوصدت أندية الرماية أبوابها، علما أنها عانت من الإصابة بالفيروس وتخطته بصعوبة على مدى ثلاثة أسابيع.

ويعقد اللبنانيون الآمال على باسيل (32 عاماً) في إعادة لبنان إلى المنصات الأولمبية، إذ أن آخر بطل أولمبي كان حسن بشارة الذي أحرز برونزية المصارعة اليونانية – الرومانية في أولمبياد موسكو 1980، وهي تأهلت من التصفيات إلى أولمبياد طوكيو المؤجل إلى الصيف المقبل، إذ توجت بطلة لآسيا في رماية الأطباق (تراب) لعام 2019 في الدوحة.

وكانت باسيل تزوجت من المحامي جورج داوود، في حفل عشاء جمع الأقارب والأصدقاء. وقالت راي إنه “من المهم أن يكون لك شخص يساندك على كل الصعد، ويؤمن بوصولك إلى مراحل متقدمة، وبالطبع لن أوقف مسيرتي الرياضية وسأبقى أمثل لبنان في المحافل الدولية”. من جهته، قال جورج: “أنا فخور جداً لارتباطي براي باسيل، وسأبقى إلى جانبها وأساندها من أجل تحقيق المزيد من الانتصارات ورفع اسم لبنان”.

يذكر أن راي أحرزت خلال مشوارها أكثر من 27 ميدالية ملونة في بطولات عربية ودولية، بينها بطولات العالم. وهنا نص الحوار:

* من هي راي باسيل؟

– منذ طفولتي في المدرسة أحببت كل أنواع الرياضة وبرعت في بعضها ككرة الطاولة والسباحة وشاركت في البطولات المدرسية وتألقت. بدأت الرماية في سن الـ15 سنة والسبب أن والدي كان يمارس هذه الرياضة وهو كان من رماة منتخب لبنان فشرح لي مفاصل هذه اللعبة وكان يصحبني إلى أندية الرماية ويوجهني، وكان بالتالي مدربي المباشر، ولأنه لم يتمكن من المشاركة في أي من مراحل بطولات العالم، فقد استثمر في ابنته وقرر أن يحقق حلمه من خلالي. التنافس كان وسيبقى شغفي الدائم وهذا ما جعلني أول امرأة عربية تنافس في الألعاب الأولمبية في لندن عام 2012 وحتى في ألعاب ريو دي جانيرو عام 2016، وقريباً في أولمبياد طوكيو 2021. أنا المرأة الوحيدة التي فازت بثلاث ميداليات في 3 مسابقات متواليات لكأس العالم، إذ حققت ميدالية ذهبية وفضيتين عام 2016. وأسعى باستمرار لأن أكون الأولى بين السيدات العرب والآسيويات وأتمنى إحراز لقب بطلة العالم وميدالية أولمبية.

* كيف كانت طفولتك؟

– طفولتي كانت هادئة وبدأت من مقاعد الدراسة أحب الرياضة وأمارس كرة الطاولة والسباحة وكنت أشارك في بطولات المدارس حتى وصولي إلى الجامعة.

* هل كان والداك رياضيين؟

– أنا نشأت وترعرعت في عائلة رياضية لان والدي ووالدتي كانا يمارسان لعبة الكرة الطائرة، ثم انتقل والدي بعدها إلى ممارسة الرماية.

* ماذا عن تجربتك في المدرسة؟

– كنت من أبرز الرياضيين في المدرسة وكنت متفوقة بشكل عام وكنت أمثل مدرستي (القلب الأقدس) في البطولات المدرسية وأحقق نتائج جيدة. وحين بدأت الرماية جرى التعامل معي بطريقة احترافية ولائقة من قبل إدارة المدرسة وذلك بسبب سفري المتواصل ومشاركاتي الخارجية.

* كيف تقيمين مستوى الرماية في لبنان؟

– مستوى لبنان في الرماية جيد، فنحن من أكثر الاتحادات التي حققت ميداليات للبنان في المسابقات العربية والقارية والعالمية. وبرزنا بشكل خاص في المنتخب المختلط (أنا وألان موسى) وأحرزنا العديد من الميداليات العربية والقارية وآخرها في الألعاب الآسيوية في جاكرتا الاندونيسية حيث أحرزنا ميدالية ذهبية.

* كيف تقيمين أداءك في الرماية؟

– تطور أدائي بشكل لافت مع ازدياد مشاركاتي الخارجية والمعسكرات التدريبية. وأنا حاليا في معسكر في إيطاليا حيث أستعد لأولمبياد طوكيو مع مدربي وفريق العمل الخاص بي، واعتبر نفسي جاهزة للألعاب الاولمبية وأتمنى أن أحقق نتائج إيجابية. تركيزي الأساسي حالياً على طوكيو في تموز.

* كيف تقيمين أداء الاتحاد؟

– أداء الاتحاد بشكل عام جيد وهو يعمل على قدر الإمكانات التي يمتلكها في ظل الظروف الصعبة الراهنة في لبنان. ويحاول الاتحاد مساعدتي ضمن إمكاناته وعلى قاعدة “بالموجود جود”.

* هل تأثرت بتراجع سعر صرف الليرة مقابل الدولار وكيف تواجهين هذه المشكلة؟

– أكيد تأثرت بهذا التراجع الكبير في سعر صرف الليرة مقابل الدولار وصارت كلفة الاستعداد أكبر بكثير ولا سيما أن الرماية هي بالاساس رياضة مكلفة. الحمد لله، اللجنة الاولمبية تساعد جزئياً والاتحاد بجزء ثان والرعاة (سبونسورز) بجزء ثالث لنغطي تكاليفنا مع عجز غير قليل.

* ما هو أكثر شيء تحتاجينه في حياتك؟

– الاستقرار ثم الاستقرار ثم الاستقرار.

* ما هو الشيء الذي يجعلك تحسين بقيمتك؟

– طموحاتي وإنجازاتي.

* ممّ تخافين؟

– أنا مؤمنة وأخاف الله.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً