ميلان الإيطالي… من التتويج إلى الاستسلام وغياب الثقة

لبنان الكبير

قبل 8 أشهر، توّج ميلان بلقب الدوري الإيطالي لكرة القدم، وقدم الفريق نموذجاً حقيقياً في الإصرار والرغبة في التتويج أمام المنافسة الشرسة من جاره إنتر.

وحسم ميلان، المنافسة القوية على اللقب في الجولة الأخيرة من الموسم بالفوز على مضيفه ساسوولو 3-0، ليحافظ على فارق النقطتين أمام إنتر، الذي فاز بالنتيجة عينها على ضيفه سامبدوريا.

لكن 8 أشهر فقط كانت كافية ليتحول ميلان إلى النقيض، حيث أظهرت مباراة الفريق الأخيرة في الدوري الإيطالي، حالة من الاستسلام وغياب الثقة والرغبة في رد الفعل.

وتحولت نقاط القوة التي توج من خلالها الفريق الموسم الماضي إلى نقاط ضعف واضحة ومؤثرة، في رحلة الدفاع عن اللقب، حتى ابتعد منطقياً عن دائرة المنافسة.

وتلقى ميلان صفعة قوية الأحد الماضي، بهزيمته على ملعبه أمام ساسوولو 2-5، ليتجمد رصيد الفريق عند 38 نقطة ويتراجع للمركز الخامس بفارق 15 نقطة عن المتصدر نابولي، الذي بات بحاجة للوقت ليتوج بطلاً للمسابقة للمرة الأولى منذ 1990، في ظل ضعف المنافسة من باقي الفرق الكبيرة في البطولة.

ورفعت خماسية ساسوولو، رصيد الأهداف في شباك ميلان هذا الموسم إلى 29 هدفا في 20 مباراة، ليصبح الفريق صاحب أسوأ خط دفاع من بين الفرق التي تحتل المراكز الثمانية الأولى بجدول المسابقة.

وبعدما كان الدفاع من أهم العوامل التي مهد بها ميلان، طريقه لمنصة التتويج في الموسم الماضي، حيث كان هو الأفضل دفاعيا في المسابقة، أصبح هذا الخط نقطة ضعف حقيقية في أداء الفريق.

ومنذ استئناف فعاليات الموسم بإيطاليا مطلع كانون الثاني/يناير الحالي، اهتزت شباك ميلان 18 مرة في 7 مباريات خاضها بمختلف البطولات، وكان منها الثلاثية التي أحرزها إنتر خلال مباراة الفريقين بالكأس السوبر الإيطالية، وتوج خلالها إنتر باللقب.

ومن بين المباريات الأخيرة في الدوري والكأس، فاز ميلان بمباراة واحدة كانت على ساليرنيتانا، فيما خسر أمام تورينو في الكأس ليودع المسابقة، وأمام لاتسيو وساسوولو في آخر مباراتين خاضهما بالدوري، كما تعادل مع روما وليتشي في الدوري.

وفيما شهدت مباراته أمام ساسوولو، على ملعب الأخير، في ختام الموسم الماضي صعوده إلى منصة التتويج بالدوري، كانت مباراته أمام الفريق عينه في ميلانو أول من أمس مسمارًا في نعش ميلان حامل اللقب، لكونها المرة الأولى في تاريخ الروسونيري تهتز شباك الفريق في مباراتين متواليتين بأربعة أهداف على الأقل بكل مباراة، وذلك بعد هزيمته أمام لاتسيو برباعية نظيفة.

وكانت الهزيمة أمام ساسوولو هي الثالثة على التوالي لميلان في مختلف البطولات، حيث خسر أمام إنتر في السوبر، ثم لاتسيو وساسوولو بالدوري، واهتزت شباك الفريق 12 مرة في هذه المباريات الثلاث.

وربما عانى ميلان كثيرًا في الموسم الحالي بسبب غياب حارسه مايك ماينان للإصابة، بعدما لعب هذا الحارس دورًا مؤثرًا في فوز الفريق بلقب الدوري الموسم الماضي، لكن المباريات الأخيرة للفريق أكدت أن مشكلة ميلان تتجاوز غياب ماينان، وأن الفريق يفتقد للروح القتالية.

وعكست تصريحات ستيفانو بيولي المدير الفني للفريق، بعد الهزيمة أمام ساسوولو، حالة الاستسلام التي يمر بها الفريق، حيث اعترف المدرب بأن فريقه لم يعد قادرًا على الدفاع عن لقبه في الدوري الإيطالي، وأن عليه التركيز في مسيرته بدوري أبطال أوروبا.

كما أقر بيولي بأن الأساليب الخططية التي ساهمت في نجاح ميلان بالموسمين الماضيين وقادته للفوز بلقب الدوري الإيطالي في الموسم الماضي لم تعد مجدية الآن، وعليه أن يلجأ لتغييرها.

وقال بيولي: “أشعر بخيبة أمل، عندما نتلقى صفعة، لا يمكننا الرد عليها، المباراة المقبلة هي لقاء الديربي ضد إنتر، علينا الاستعداد لها بأفضل شكل ممكن”.

ويواجه ميلان جاره العنيد إنتر في ديربي جديد الأحد المقبل، لكن ميلان يحتاج إلى الظهور بشكل أفضل كثيرًا في هذه المباراة عما كان في لقاء السوبر قبل أيام، إذا أراد الفوز على جاره.

شارك المقال