كيف فاز النجمة ولماذا لا يستحق الأنصار الخسارة؟

محمد فواز
محمد فواز

إذا كان لقب الدوري اللبناني لكرة القدم انحصر بين العهد المتصدر ووصيفه الأنصار، فإن النجمة الثالث ضمن في حال الفوز على الشباب الغازية في المرحلة الاخيرة، المركز الثاني المؤهل لكأس الاتحاد الآسيوي.

فالعهد بعد فوزه على شباب الساحل 2-0، وخسارة الانصار أمام النجمة 2-3، تصدر المشهد لأول مرة بـ33 نقطة، أمام وصيفه الانصار بـ32 نقطة، يليهما النجمة ثالثاً بـ31 نقطة. وحسم اللقب سيتم الأسبوع المقبل في المرحلة الأخيرة حين يتواجه فريقا العهد والانصار.

لكن لماذا يغيب النجمة عن المنافسة على اللقب ولا سيما ان الفرق الثلاثة العهد والانصار والنجمة مؤهلة لذلك، خصوصاً أنه في حال فوز النجمة على الغازية وتعادُل العهد مع الأنصار يصبح رصيد النجمة 34 نقطة والعهد 34 نقطة والأنصار 33؟

الجواب في أن العهد هو الفريق الوحيد الذي لم يستفد من نظام نصف النقطة بعكس النجمة والأنصار، حسب النظام الفني المعتمد هذا الموسم على صعيد احتساب النقاط. فمع انتهاء مرحلة الذهاب تمّ تقسيم أرصدة الأندية من النقاط على اثنين قبل انطلاق السداسية. والفريق الذي كان رصيده مفرداً تم احتساب نصف النقطة كنقطة كاملة. لكن في حال تساوى فريقان في نهاية الموسم بالنقاط تكون الأفضلية للفريق الذي لم يستفد من احتساب نصف النقطة. وهذا ينطبق على العهد فقط مقارنة بالنجمة والأنصار.

إلا أن النجمة لم يخرج من “الموسم بلا حمص” إذ يواصل المنافسة على المركز الثاني الذي يسمح لصاحبه بالمشاركة في كأس الاتحاد الآسيوي.

بداية، من يستحق التهنئة وبجدارة هو جمهورا ناديي النجمة والانصار اللذان أخرجا قمة الكرة اللبنانية “الديربي” التقليدي بشكل راقٍ ومضبوط فكان كل شيء فيها تحت السيطرة.

“النبيذي” استحق الفوز، و”الأخضر” لم يستحق الخسارة، وشهدت المباراة تطورات دراماتيكية فرضتها توجيهات المدربين الأنصاري جمال طه والنجماوي البرتغالي باولو مينيزيس خصوصا في الشوط الثاني الذي يعتبر عادة شوط المدربين والذي انتهى “نبيذياً” 3-2.

لاعبو النجمة خاضوا المباراة بعيدا عن أي ضغوط وهم الذين لم يعد يعنيهم من الموسم سوى المركز الثاني المؤهل للمسابقة القارية، فكان أداؤهم أريحياً ومنسقاً وأكثر حيوية وترابطاً. كذلك، لعبت توجيهات وتغييرات مينيزيس دوراً في إبقائهم في أجواء اللقاء فنجحوا في كل مرة في تحقيق التعادل ثم الفوز.

في المقابل، خاض الانصاريون المباراة بصفوف ناقصة وتحت ضغوط نفسية كبيرة لانهم محكومون بالفوز على النجمة حتى يبقوا حظوظهم كبيرة في إحراز اللقب، قبل مقابلة العهد في المرحلة الأخيرة. كذلك، سُجل بعض التراخي في دفاع وحارس الأنصار في كل مرة كان “الأخضر” يتقدم بفضل مهاجمه الفذ الحاج مالك تال. كما جاد طه بالموجود من اللاعبين في خط الاحتياط فيما كان من الاجدى ربما إشراك الحارس نزيه أسعد الذي يملك خبرة أكثر في هكذا مباريات، من دون أن ننسى ضربة الجزاء التي تغاضى عن احتسابها الحكم القبرصي في نهاية الوقت مع أنها واضحة 100% لكل من شاهدها.

النجمة استحق الفوز بالعرض الكبير الذي قدّمه والأنصار لم يستحق الخسارة لكونه تقدّم مرتين واستحق ضربة جزاء في نهاية الوقت لم يحتسبها الحكم القبرصي الذي قاد اللقاء، إلى جانب كرة يوسف الحاج التي كان من الممكن أن تنتهي في الشباك.

في المحصلة، قدم الفريقان عرضاً رائعاً تبادلا فيه التقدم والهجمات، وسُجلت خمسة أهداف خلال 18 دقيقة ثلاثة للنجمة سجّلها خليل بدر، جيفينيو، وماتيوس في الدقائق 65 و72 و77، وهدفان للأنصار سجلهما الحاج مالك في الدقيقتين 59 و67.

يبقى أن المباراة الحاسمة على اللقب بين الأنصار والعهد، سيخوضها الاخير بخيار الفوز ولا شيء سواه، فيما يكفي العهد التعادل لضمان اللقب.

أما في الصراع على الهروب من الهبوط فالأمور غير محسومة وبطاقتَا الهبوط محصورة بين أربعة فرق ستتواجه في ما بينها في المرحلة الاخيرة إذ سيستضيف الصفاء (14 نقطة) السلام زغرتا (أيضاً 14 نقطة)، في حين يستضيف الحكمة (15 نقطة) الإخاء الأهلي عاليه (13 نقطة) في جونية.

شارك المقال