تصدير المدربين… شهادة جديدة لكرة السلة اللبنانية

رياض عيتاني

تعيش كرة السلة اللبنانية حقبة مشرقة على مختلف الصعد الفنية والإدارية والجماهيرية. ويؤكد ذلك وصول منتخب لبنان إلى نهائيات كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه، فضلاً عن العروض القوية التي تشهدها بطولة لبنان للعبة، في ظل مواكبة جماهيرية وإعلامية لافتة.

ويُعد تألق المدربين اللبنانيين جزءاً مهماً في هذه الفترة ولا سيما أن الفرق الأربعة التي بلغت المربع الذهبي “الفاينال فور” قادها مدربون لبنانيون هم أحمد فران (الرياضي) وجاد الحاج (دينامو لبنان) وأحمد يموت (بيروت فيرست كلوب) وجو غطاس (الحكمة).

ودفع تألق المدربين اللبنانيين أندية عربية عديدة لاستقدامهم إلى بطولاتها المحلية، وخصوصاً في سوريا وليبيا حيث يعمل حاليا خمسة مدربين لبنانيين هم جو غطاس (النصر الليبي) وفؤاد أبو شقرا (الاتحاد الليبي) ومروان خليل (الوحدة السوري) وغسان سركيس (الأهلي حلب السوري) وزياد الناطور (الجلاء السوري).

ويشكل تولي جاد الحاج قيادة منتخب لبنان نموذجاً عن نجاح المدرب الوطني ولا سيما أنه استحق الثقة التي أولاه إياها الاتحاد المحلي. وقاد الحاج المنتخب إلى نتائج مميزة توجت في بطولة آسيا العام الماضي حين حل لبنان وصيفاً للعملاق الاسترالي بعد مباراة نهائية مجنونة.

هجمة عربية

يعتبر التوجه نحو المدرب اللبناني بمثابة شهادة نجاح خارجي آخر، يرتبط بتحولها من خزانٍ للاعبين الموهوبين إلى رافدٍ أساسي في بلدان العالم العربي للمدربين الناجحين الذين قدموا أنفسهم بقوة هذه السنة بقيادتهم فرقاً مختلفة إلى ألقاب بطولات بلادها. إنجازات تعكس تفوقاً واضحاً للمدرب اللبناني، مستفيداً من ظروفٍ عدة امتزجت مع مشواره التدريبي فكانت النتائج المثالية.

وضجت وسائل الإعلام الرياضية العربية أسبوعاً بعد آخر بإنجازات فرقٍ لبنانية عدة في كرة السلة (دورات دبي ووصل وغيرها)، لكن اللافت أن العقول المنفذة لهذه الانتصارات تحمل الصبغة اللبنانية، فكانت الدلالة الواضحة على تطور مستوى المدربين اللبنانيين وتقدمهم على غيرهم، إضافةً إلى إدراك إدارات الأندية العربية أن مدربي لبنان يملكون المطلوب للوصول إلى الأهداف المنشودة.

وهذه أمور بحثت عنها الفرق اللبنانية في الماضي البعيد، حين وصل المدربون المصريون أو الجزائريون مثلاً إلى مراحل سبقت تطور المدرب اللبناني، فرأينا أسماء بارزة مثل المصري شريف عزمي والأردني مراد بركات على رأس الأجهزة الفنية لفرقٍ لبنانية. لكن الصورة اختلفت الآن بعدما أصبح أي مدرب قادمٍ من لبنان هو الأفضل في نظر الكثير من الأندية العربية.

هؤلاء المدربين الذين باتوا يجدون في هذا التحول نحو العرب ملاذاً لإكمال مسيراتهم بعدما بات الوضع المالي صعباً في لبنان حيث حصلوا سابقاً على مبالغ أكبر مما يتقاضونه حالياً في الخارج، لكن السعي وراء “الفريش” غيّر كل شيء، مما يسرع اليوم من عمليات الانتقال التي يرجح أن تنقل معها المزيد من مدربي النخبة إلى بلدانٍ عربية أخرى في الأشهر المقبلة.

التجربة الليبية

مدرب شاب آخر عرف نجاحاً لافتاً مؤخراً هو جو غطاس، الذي نجح مع الحكمة في تكوين تشكيلة متماسكة وقادرة مجدداً على المنافسة على الألقاب بعد غياب لسنوات عن الصدارة، وذلك بأداء ظهرت فيه لمسات المدرب غطاس، الذي تلقى بعد يومين فقط على المباراة الثالثة مع الرياضي في نصف النهائي، عرضاً للإشراف على فريق النصر الليبي، بدلاً من المدرب المصري محمد عصام عبد الحميد. ورافق غطاس إلى ليبيا اللاعبان الأميركيان في صفوف الحكمة كيروين روش وكليف الكسندر.

في سوريا أيضاَ

يشرف “المخضرم” غسان سركيس على نادي الأهلي حلب، بعد تعيينه بدلاً من المدرب الأرجنتيني فوكاندو بتراتشي. ولا يعتبر التعاقد مع سركيس مفاجئاً لأنه سبق ان أشرف على أكثر من فريق ليبي وسعودي وسوري، في السنوات الأخيرة، محققاً نتائج باهرة.

ويتولى زياد الناطور تدريب فريق الجلاء السوري، بعد أن قاد فريق هوبس إلى البقاء في دوري الأضواء في الموسم الحالي. ويأمل الناطور قيادة الجلاء إلى مراكز متقدمة في ترتيب الدوري السوري بعد أن حل سادساً هذا الموسم.

ويشرف مدرب الهومنتمن السابق مروان خليل على الوحدة السوري بعد أن قاد فريقه السابق إلى “الفاينال 8”. وقاد خليل العديد من الأندية اللبنانية أبرزها الشانفيل والمتحد وبيروت واللويزة، كما درب المنامة البحريني واليرموك السوري.

شارك المقال