المهاجم الهداف “عملة نادرة” في الملاعب اللبنانية!

رياض عيتاني

كشفت منافسات الموسم الماضي عن أزمة فنية عميقة في الشق الهجومي للفرق المشاركة وخصوصاً في مركز المهاجم الهداف الذي أصبح وجوده نادراً. وأكد ذلك تولي المهاجمين الأجانب مهمة تسجيل الأهداف في صفوف معظم الأندية خصوصاً تلك المنافسة على اللقب.

وتؤكد النتائج والأرقام هذا الكلام، إذ حسم الهدافون الأجانب مباريات عدة لفرق الصدارة. فاللاعب الاسكتلندي لي إروين كان هداف فريق العهد، فيما كان مهاجم الأنصار السنغالي الحاج مالك تال متصدر ترتيب الهدافين، وشكل البرازيلي جيفينيو نقطة ثقل في هجوم فريق النجمة.

ولم تقتصر مهمة تسجيل الأهداف على المهاجمين الأجانب بل أن المدافعين قاموا بهذا الدور أيضاً كما فعل الغاني ريتشارد بافور مع البرج إذ سجل أهدافاً عدة حاسمة. وكان من أفضل اللاعبين الأجانب، مستعيداً إلى الأذهان عدة مدافعين أحضرهم سابقاً نادي البرج وحفروا اسمهم بالذهب في الملاعب اللبنانية مثل السوداني مجدي كسلا والسوري جهاد أشرفي والنيجيري كبيرو محمد.

كما برز بشكل واضح الخلل الذي أصاب هجوم الحكمة الذي صام عن التسجيل في المباريات التي أوقف خلالها هدافه السنغالي بوكونتا سار.

ويعكس تألق اللاعبين الأجانب في الدوري اللبناني عمق المشكلة التي تعاني منها الأندية منذ زمن طويل وبالتالي المنتخب المقبل على استحقاقات مصيرية أبرزها كأس آسيا العام المقبل. وهي تتمثل بالافتقاد إلى المهاجم الهداف، لدرجة بات معها الجمهور يتمنى تجنيس هداف أجنبي للدفاع عن ألوان المنتخب على غرار منتخب كرة السلة. وهذا الأمر ليس غريباً إذ أقدمت عليه منتخبات عربية وأوروبية عدة سابقاً. وهو برسم الاتحاد اللبناني المطالب بفعل شيء للمساهمة في حل هذه المشكلة.

وانتقلت مشكلة المهاجم الهداف إلى منتخب لبنان الذي أخفق في التسجيل خلال مبارياته الودية الأخيرة، لا سيما أمام سلطنة عمان 0 – 2، وأمام الكويت بالنتيجة عينها.

ولم يكن خفياً على كل من تابع مباريات المنتخب الودية السابقة الخلل الهجومي في أدائه، إذ بدا عناصر هذا الخط تائهين وغائبين عن تشكيل الخطورة المطلوبة على مرمى الخصم.

ولم يجد المنتخب رأس حربة قادر على إنهاء المشاكل التهديفية، ولم يقتنع المدربون الذين أشرفوا عليه بإمكانات هلال الحلوة وعمر شعبان، وصولاً إلى المدرب الحالي الصربي ألكسندر إيليتش الذي استبعدهما تماماً من حساباته، ولم يعمد لاستدعائهما منذ تولى مهمته.

وبدا واضحاً افتقاد ملاعبنا لنجوم تألقوا في التسعينيات من طراز فادي علوش (الأنصار) ووارطان غازاريان (الهومنتمن والحكمة) والراحل محمود حمود ووائل نزهة (النجمة) ووليد دحروج (الصفاء) وغيرهم.

هذه المشكلة الهجومية لا يمكن حلها بالجوانب التكتيكية فقط، بل بوجود اللاعبين المتحدثين بلغة الأهداف ولا شيء سواها… فالشباك التي تبدو عصية على المهاجمين اللبنانيين في الفترة الأخيرة، وغابت معها متعة التسجيل والاحتفالات، تفرض إجراء عملية بحث واسعة عن مهاجمين أكفياء من الخارج بأصول لبنانية، خصوصاً أن الهداف اللبناني المقيم بات عملة نادرة.

شارك المقال