“التايغر” فادي الخطيب لـ”لبنان الكبير”: تزوجت حبّي الأول ورفضت أن أكون وزيراً

محمد فواز
محمد فواز

رفض نجم كرة السلة اللبنانية فادي الخطيب، في حديث مطوّل لـ”لبنان الكبير”، “تلطيخ سمعته وإنجازاته” بالعمل مع “السلطة الحاكمة الفاسدة” أو التعاون معها من خلال تولي منصب وزير الشباب والرياضة الذي عُرض عليه، مبدياً فخره بالصورة التي عكسها أثناء التظاهرات حين حمل الجريح لمعالجته.

وإذ أكد أن انفجار مرفأ بيروت هو أسوأ شيء مر في حياته وهو جريمة بحق الإنسانية والشعب اللبناني، شدد على أن القيمين على هذا البلد هم بلا إحساس ولا يشعرون بأوجاع الناس ونأمل أن يتركوا سدّة المسؤولية كي يتمكن الجيل الجديد من إعادة الأمل والبناء، لافتاً إلى أن بيروت ستبقى تلك المدينة الشامخة والعملاقة على الرغم من الدمار والمعاناة الذي تسبب بهما الإهمال والفساد وقلة المسؤولية والمهاترات بين المعنيين.

ولفت إلى أن المسؤولين العرب يحبون لبنان أكثر من القيمين علينا، مشيراً إلى أنه اضطر لتحمل مسؤولياته تجاه عائلته بالانتقال إلى دبي للعيش بسلام وأمان وإطلاق مشاريعه هناك.

وأعلن الخطيب أن ما آلمه في انتخابات كرة السلة هو أن الأندية لم تقدر إيجاباً مشاركة فادي الخطيب فيها من خلال التصويت له أو للائحة بركات، معتبراً ذلك مسيئاً ومعيباً.

 

حول حظوظ فريقه الشانفيل في الفوز بلقب هذا الموسم، أكد “التايغر” أن الفريق قادر على انتزاع اللقب متى اكتملت صفوفه، مشيراً إلى أنه يعاني حالياً ورما في ركبته وأنه قد لا يلعب مجدداً مع رفاقه بقية المباريات. وهنا نص الحوار:

* كيفك فادي؟

– انا منيح طالما عائلتي بخير. أنا شخص مرتبط بعائلتي كثيراً وكل ما أقوم به نابع من هذا الارتباط. يعني ما دامت العائلة بخير أنا بخير.

* من هو فادي الخطيب؟

– أنا شخص عادي جداً ومتواضع وطبيعي كثيراً وغير مغرور، وأنا أقول دائماً إننا أناس طبيعيون. صحيح أنني لاعب موهوب في كرة السلة وحققت إنجازات كثيرة على الصعيدين الفردي والجماعي، إلا أن هناك الكثير من الأطباء والمهندسين والإعلاميين المتميزين وأفضل مني. أنا بدأت من العدم وكان عمري 15 سنة عندما قلت لوالدي للمرة الأخيرة أريد منك مالاً. حينها قررت أن أجني مالي الخاص وأتحمل مسؤولية مصاريفي كاملة وبالطبع وقعت في مطبات كثيرة وكبيرة لدرجة أنني كنت في بعض المرات لا أملك مالاً كفاية لأستكمل نهاري. الله لا يتخلى عن أحد وقد يفتح لك طاقة في هذا الجدار المقفل، قد تتحول لاحقاً إلى باب رزق كثير. هناك دائماً فرص عليك أنت استثمارها والعمل عليها، أو السعي لانتزاع فرصة من هنا وهناك. كنت أعمل دائماً على تطوير نفسي في تحدٍ مع الذات وأعتمد دائماً على ذاتي لأكون مثالاً إيجابياً يُحتذى به في المجتمع، ويستفيد من تجربتي 1 أو 2% من المجتمع على الأقل.

* أنا أقول دائماً إنه لا يجوز مقارنة النفس بشخص آخر لأن الأمور غير متكافئة، فهل أنت النسخة الأفضل من نفسك، علماً أنه عندما انطلقتَ لم تكن بالكفاءة التي أنت عليها اليوم؟

– كل واحد منا لديه كيان وطبع في أي مهنة كانت. وكل واحد منا لديه أسلوب ولا يمكن اعتماد أي مقارنة بمعايير غير متكافئة. مثلاً على موقع الاتحاد الدولي لكرة السلة جرت المقارنة بيني وبين الصيني ياو مينغ على لقب أفضل لاعب في آسيا. صحيح أنني سعيد بهذا التحدي إلا أنه يجب أن تكون واقعياً لأن مقاييس ياو مينغ أعلى من معاييري. إلا أن ذلك ليس هدفي فأنا أسعى لصنع قصة كفاح ناجح وأتابعها عبر توجيه الجيل الجديد على الطريق الصحيح لتحقيق النجاح، فاللاعب لا تنتهي قصته عندما يختتم مشواره المهني. على اللاعب أن يكون التجربة الحية لهذا النجاح عبر إرشاد الجيل الجديد نحو الأسلوب الجيد لتحقيق الذات والابتعاد عن الموبقات ومتابعة الحياة الصحية التي تليق بشخصية حققت النجاح الكبير على أرض الملعب.

مايكل جوردان قال منذ فترة: “لا يمكن مقارنتي بماجيك جونسون ولاري بيرد وليبرون جايمس وكوبي براينت. فكل لاعب لعب في زمن مختلف وخاض مباريات بقوانين مختلفة واللعبة تطورت لذلك المقارنة مجحفة في هذا الإطار”.

فأنا لم أكتفِ بمسيرتي الناجحة على أرض الملعب طوال 25 سنة إنما أهدف لإعطاء رسائل إيجابية عني إلى الجيل الجديد وعن كيفية تحقيق النجاح بأسلوب صحي ومثالي خصوصاً في الوطن العربي حيث نحتاج كثيراً إلى هذه الرسائل لوضع الجيل الناشئ على السكة الصحيحة. وليس ضرورياً أن تكون شخصاً مشهوراً لتوجيه هذه الرسائل الإيجابية، يكفي أن تكون لديك الإرادة لذلك.

* كيف كانت طفولتك؟

– جيدة والحمد لله، إذ لم تكن لدي مشاكل، لكن كان لدي هوس بالرياضة. وكان والدي يقول لي دائماً: “طالما الطابة عم بتطج راسك عم بطج”، لأنني لم أكن أركز كثيراً على الدرس عندما كان أصحابي يلعبون. وأنا بدأت بكرة القدم قبل أن أنتقل إلى كرة السلة. نشأت في عائلة متواضعة والحمد لله لم نحتج أحداً وكانت الأولوية لدى والديّ للدراسة حتى اكتشفوا أنني أملك موهبة رياضية فمنحوني بعض الحرية لممارستها. والدي عسكري وكان قاسياً في تعاطيه معنا إلا أننا تعلمنا منه الكثير وخصوصاً تحمل المسؤولية. كانت طفولتي حافلة بالمحبة والقساوة والتوجه نحو الرياضة إلى درجة أن أساتذتي في المدرسة حيث كنت أتعلم لاحظوا موهبتي الرياضية وكانوا يشجعونني دائماً. وكنت دائماً أردّد “أعطوني كرةً ولا أريد ألعاباً”.

* هل كان والداك رياضييْن؟

– والدي كان بطل لبنان للمصارعة الرومانية ثلاث مرات ووالدتي مارست الكرة الطائرة في المدرسة. عائلتي “الخطيب” بشكل عام تحب الرياضة لكن أحداً منها لم يحترف في أي لعبة. في الضيعة مزبود أنشأت عائلة الخطيب ملعباً خاصاً بها لممارسة الرياضة، وهناك مارست كرة السلة وتعلمت خباياها خصوصاً أثناء الحرب حيث قضينا نحو 8 أشهر. العائلة رياضية وبدأت بكرة القدم ثم انتقلت إلى كرة السلة بسبب طول قامتي. والدتي كان جلّ اهتمامها منصبّاً على تربية أولادها وهي حساسة وحنونة ومنها اكتسبت الاهتمام بالعائلة وإعطاءها الاولوية. كانت أمي شديدة الاهتمام بنا وتحيطنا بعناية استثنائية خصوصاً بعد ولادة أحفادها على قاعدة “ما أعز من الولد.. إلا ولد الولد”. نحن عائلة متقاربة جداً ومتحدة على المستويات كافة.

* ماذا عن تجربتك في المدرسة؟

– لم أكن أحب المدرسة، لكنه كان واجباً عليّ أن أتعلم لأنة ممنوع أن نبقى من دون علم. فأنا إذا تعرضت لإصابة بليغة ممكن أن تضع حداً لمسيرتي الرياضية، فيمكن حينها الاستفادة من الشهادة التي حققتها في المدرسة وبعدها في الجامعة. كنت مشاغباً جداً وكان كل الأساتذة يشكونني إلى صاحب المدرسة ومديرها قيصر حداد الذي تمكن في النهاية من إيجاد “العلاج” لشغبي. فعندما كنت أبدأ المشاغبة طلب من الأساتذة منحي 5 دقائق لممارسة كرة السلة في الملعب تحت إشراف الناظر ثم أعود إلى الصف وأستكمل حصة الدراسة. أنا شخص كثير الحركة وكنت أجد متنفساً لي في كرة السلة. علماً أن بعض الأساتذة لم يثقوا بهذه الخطوة “العلاج” لأنهم كانوا يشكّون في طموحاتي وتوجهاتي وحتى في موهبتي. في المدرسة، وفي سن الـ11 سنة أحببت فتاة اسمها ياسمين من بعيد وعندما حاولت التحدث إليها رفضت وهنا تدخل صديقي رامي قدورة وقال لها إنني سأصبح أفضل لاعب في لبنان وإنها هي الخاسرة. من الطبيعي أن تجد الكثير من المشككين في مسيرتك وموهبتك، لكن هناك أيضاً الكثير من المشجعين الذين وقفوا إلى جانبي وتمكنوا من مواكبتي منذ بدايتي. لا أفكر حالياً في التدريب لأنني أحب أن أمتلك مكتباً فأجلس وأقوم بالإشراف على عملي وأنشطتي وأكاديميتي.

* القائد يولد أم يُصنع؟

– الشخص يولد بموهبة لكن عليه تطويرها حتى تتحول إلى قيادة. إذا واجه الشخص صاحب الموهبة عراقيل وفشلاً، ولم يتمكن من تجاوزها، عندها لا يعود قائداً. هذا الفشل عليك تحويله إلى تجربة تستفيد منها ومن معطياتها لتحقيق النجاح. من الضروري أن نتعلم من أخطائنا ومن فشلنا حتى نتمكن من تجاوز المحن والمطبات التي نمر بها نحو النجاح. وعلينا متابعة المحاولة في حال واجهنا الفشل مرة تلو أخرى. على القائد أن يضع أهدافاً أمامه ويسعى لتحقيقها على التوالي من دون أن يتوقف عند أي حد أو ضغوط أو أي مسؤوليات مترتبة على مساعيه. أنا شخصياً تعرضت في سن الـ26 لخسارة كل مدّخراتي التي وضعتها في مشروع مشترك مع أصحابي، لكن أحداً من عائلتي لم يعلم ما جرى واضطررت للاستدانة من النادي الذي كنت ألعب له حتى أستطيع تحمل مسؤولياتي تجاه عائلتي في تلك الفترة. ومن هذه الخسارة تعلمت كثيراً أن لا أستسلم أمام المصاعب وأن يكون أي فشل درساً لي في مسيرتي المهنية والتجارية وغيرها. وبهذه الطريقة أدير فريقي في كرة السلة وأقول دائماً للاعبين إنه علينا أن نبذل الجهد والعرق في الملعب ونطبّق الخطط التي تدربنا عليها، من دون أن نستسلم حتى لو خسرنا وأن نتعلم دائماً من أخطائنا.

* هذه الصفات التي تتحدث عنها والأساليب التي اعتمدتها في كرة السلة، هل تمكنت من تطبيقها في مجال الأعمال أو المشاريع التي أنشأتها؟

– أكيد.. هناك فارق كبير بين أن تكون مديراً أو قائداً.. أنا لا أعتبر الأشخاص الذين يعملون معي موظفين إنما فريق عمل. الأجواء تكون مريحة أكثر عندما تكون قائداً لفريق العمل، بينما في المقابل المدير يعطي أوامر وعلى الموظفين تنفيذها. وأنا دائماً أطلب من فريق عملي أن يزوّدني بأي أفكار يعتبرها مفيدة في عملنا فنعمل على تطبيقها بكل سلاسة ومهنية وربما نحقق من خلالها نجاحاً أكبر من الذي كنا نتوخاه. هذه الأفكار التي ترتكز على التعاون والألفة داخل فريق العمل لتحقيق الأفضل، أنفذها بحذافيرها في أعمالي ومشاريعي. في بعض الأوقات، أستفيد من نجوميتي لما فيه مصلحة ونجاح فريق العمل في المشروع الذي نحن بصدده.

 

* لماذا يطلقون عليك اسم “تايغر”؟

– صديقي طوني بارود هو من أطلق عليّ هذه التسمية عندما كان يعلق على مباريات كأس آسيا التي كنت مشاركاً فيها مع فريقي بشَعر “هايلايت” أشقر وبني، علما انني في الملعب هجومي طوال الوقت، فاستوحى بارود من شكلي وأدائي هذه التسمية “تايغر”، خصوصاً أنني أملك الكثير من صفات النمر. واستمرت هذه التسمية معي حتى اليوم لدرجة أنني افتتحت مطعماً وأسميته “تايغر”. وهذا اللقب هو الأحب إلى قلبي أكثر حتى من “ملك آسيا” أو “الأسطورة”.

* لماذا اخترت الرقم 15؟

– 15 هو رقم الحظ الخاص بي وكان خياري في المدرسة من حيث انطلقت، وواكبني هذا الرقم طوال مسيرتي المهنية وطوال تدرجي في أدائي وتألقي. قررت في إحدى المرات أن ألعب بالرقم 1 لكنني أحسست بثقل هذا الرقم وكأنني أحمل شنطة أو عبئاً كبيراً على ظهري. حتى عندما لعبت خارج لبنان في أوروبا وأميركا وآسيا كنت دائماً أضمن الرقم 15 قبل توقيعي العقد وفي إحدى المرات تنازل كابتن الفريق الذي لعبت معه عن هذا الرقم لمصلحتي. أعتبره رقم الحظ. وتوالت الامور برقم الموبايل أو رقم السيارة وبات “لايبل” خاص بفادي الخطيب.

* ماذا يوحي لك هذا الرقم من صفات؟

– الصراحة لأنها المقياس الأساسي في الحياة.. المال “بروح وبيجي” وهو ليس مقياساً بالنسبة إليّ، وأنا لا أقيّم أحداً نسبة إلى المال الذي يمتلكه. الشخص الذي يفكر بهذه الطريقة لديه عقدة نقص. أنا أقيّم الإنسان نسبة إلى صراحته التي تعكس كم هو مخلص مع نفسه ومع الغير. الصراحة هي صفة أساسية بالنسبة لي لأنك عندما تتوجه إلى أي شخص وتطلب منه نصيحة ما، المطلوب أن يكون صريحاً معك ويفند لك الأخطاء التي ارتكبتها وكيفية العمل على تحسينها قبل أن يشيد بك ويتكلم الكلام الذي تريد أن تسمعه. هذه النوعية من الأشخاص التي أرغب أن أستمع إليهم لأتعلم منهم.

* هل كذب عليك أحد؟

– كثيرون كذبوا عليّ، لكنني شخصياً لا أكره ولا أحقد ولا أحسد. فمثلاً الأشخاص الذين خسرت مدّخراتي بسببهم ما زالوا أصدقائي إنما ضمن حدود. فأنا لا أخون “الخبز والملح” و”العشرة” وأسعى دائماً للحفاظ على سمعتي.

* لماذا لم تقبل بتعيينك وزيرا للشباب والرياضة؟

– الحلو في الموضوع أن هذا المنصب عُرض فعلياً عليّ وذلك يعكس مدى التقدير الذي أحظى به كرياضي في المجتمع اللبناني، بحيث اعتُبرتُ جديراً بتولي هذا المنصب كي أعمل على إصلاح الشأن الرياضي. إلا أنني لست ذلك الشخص الذي يسعى لتلطيخ “سمعته” وإنجازاته عبر الدخول إلى الوسط السياسي حيث قمة الفساد. ربما يوماً ما أتولى هذا المنصب في حال ثبُت لدي أن الجميع يعمل إلى جانبك لتحسين وتصحيح الشأن الرياضي والشبابي. مع العلم أنني أحب السياسة ومطّلع جداً على خفاياها وأحب أن أخوض غمار الشأن العام إنما بالطريقة الصحيحة لأنني مطّلع على مكامن الفساد أيضاً. وأنا فخور بالصورة التي عكستُها أثناء الثورة التي انطلقت في محاولة لتصحيح الأوضاع وإنقاذ البلاد والتي كنت أحمل خلالها الجريح الذي سقط. لذا طالما هذه المنظومة متحكمة بالبلاد سأبقى بعيداً وسأرفض أي منصب.

* ماذا يمكن أن تقول عن انفجار مرفأ بيروت من منظور إنساني ومن خلال تجربتك الشخصية؟

– انفجار مرفأ بيروت هو أسوأ شيء مر في حياتي. كنت أثناءها في مقابلة في مكتب محطة الـ”سي أن إن” وبكيت بحرارة بسبب ما حصل وبكت معي المذيعة في ذلك اليوم المشؤوم. فأنا متعلق جداً ببيروت وأعرف قيمة هذه المدينة على الرغم من الظروف السياسية والاقتصادية التي نمر بها. وبيروت بالنسبة لي تبقى تلك المدينة الشامخة العملاقة والذي حصل جريمة بحق الإنسانية وبحق الشعب اللبناني. عندما نزلت إلى الوسط لم أصدق أبدا أن هذه مدينتي بيروت فالمباني والشوارع كلها مدمرة، والمناطق التي كنا نلتقي فيها مع أصدقائنا لم تعد موجودة وكل ذلك بسبب الإهمال والفساد وقلة المسؤولية والنزاعات التي نرفضها. الانفجار الذي حصل دمر جزءاً منا ولن يُمحى أو يُنسى لأنها ضربتنا في الصميم من خلال أذية إخوتنا وأهالينا وحياتنا بشكل عام في هذا الجزء العزيز من عاصمتنا. عندما تعبر شوارع بيروت تجدها “زعلانة وعم تبكي”. لم يمر يوم أتذكر فيه ما حصل من دون أن أبكي… بلدك ومدينتك وحياتك وأصحابك ورزقك وعملك… فقدنا في هذا الانفجار كل شيء عزيز في بيروت… إخوتنا وأهالينا وبيوتنا. الله لطف وما زلنا نتمتع بالصحة لكنني لست واثقاً من وعود إعادة الإعمار. صحيح أن مشروعي دمّر جزئياً بالانفجار على الرغم أننا في منطقة بعيدة عن المرفأ، لكننا نشكر الله أننا نتمتع بصحة جيدة، فالانفجار هو أبشع ما مر في حياتي وجرح كبير لن يندمل. لم أتصور يوماً أنني سأغادر بيروت لأعيش في مدينة أخرى (دبي). لقد تركنا أهلنا وذكرياتنا في بيروت الحزينة. العرب يحبون لبنان أكثر منا وأكثر من السياسيين لدينا والقيّمين علينا. البعض يسألني لماذا تركت بيروت، أرد فأقول إنه ما زالت لدي مشاريعي في بيروت إلا أن الأصول تفرض علي تحمّل مسؤولياتي تجاه عائلتي التي أسعى لتعيش بسلام وأمان.

* فقدت الأمل في بيروت؟

– الأمل موجود في الشباب والجيل الجديد ونصيحتي لهم الابتعاد عن الطائفية لأنها الآفة وراء خراب البلد. أما القيمون على هذا البلد فهم بلا إحساس ولا يشعرون بأوجاع الناس ونأمل أن يتركوا سدّة المسؤولية كي يتمكن هذا الجيل الجديد من إعادة الأمل، لكن الفترة على ما يبدو ستكون طويلة كي نستعيد البلد اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً. ومن حظ لبنان العاثر أنه في منطقة تغلي لكن الفرج بعيد، إذ يبدو أن الأمور ستطول، لكننا لن نفقد الأمل وسنستعيد بلدنا في النهاية.

* ما هو تقييمك للانتخابات الأخيرة لاتحاد كرة السلة؟

– في البداية، هذه انتخابات وبالطبع هناك فائز وهناك خاسر، المفروض أن يتعلم من الخسارة. أنا شخصياً لم أكن أريد خوضها لكن في النهاية شاركت فيها دعماً للائحة جورج بركات على الرغم من حظوظنا القليلة في الفوز. ما آلمني فعلاً هو أن الأندية لم تقدر إيجاباً مشاركة فادي الخطيب وروني فهد في الانتخابات من خلال التصويت لهما أو للائحة بركات، واعتبرت ذلك مسيئاً ومعيباً. في النهاية، علينا دعم الاتحادات الموجودة لإنقاذ الرياضة في لبنان.

* ما هو مصير “تشامبس” لبنان وماذا تفعل في دبي؟

– “تشامبس” لبنان باقٍ وهو “شغال” حالياً تحت إشراف زملاء لي ولن نتوقف إلا في حال واجهنا ظروفاً قاهرة. في دبي أنا حالياً افتتحت مشروعي وبصدد التوسع أكثر والانتقال إلى مدن أخرى.

* ما هي حظوظ الشانفيل في الفوز بلقب الموسم الحالي؟

– حظوظ الشانفيل كبيرة عندما تكتمل صفوفه. بالنسبة لي لست واثقاً من إمكانية اللعب مجدداً هذا الموسم بسبب معاودة الأوجاع في ركبتي التي أعاني منها منذ أكثر من عام، خصوصاً أنني عانيت ورماً في ركبتي بعد آخر مباراة خضتها مع الفريق.

بالنسبة لمستوى اللعبة نحن بعيدون جداً عن مستوى البطولات السابقة، خصوصاً أننا نخوض المسابقة باللاعبين اللبنانيين فقط، لكن المهم أن الحماسة عادت إلى الملاعب، وهذا مهم لإعادة انطلاق كرة السلة نحو الأفضل.

* ما هو الحب بنظرك؟

– الحب هو العطاء والإخلاص ومنح السعادة للشريك، وأن تكون موجوداً عندما يحتاج إليك، ومنحه الأمان. البساطة في الحب والصفاء هما أفضل صفتين يمكن أن تمنحهما إلى شريكك أو عائلتك أو أهلك.

* هل صحيح أن زوجتك هي أول حب لك؟

– صحيح… رأيتها يوم كان عمري 15 سنة في منتجع السمرلاند عندما كنت أودع أصحابي لأنني مسافر في اليوم التالي إلى أميركا. رأيتها مع صديقة لنا فأُعجبت بها، وقلت لصديقي رامي قدورة أن يبادر ويتحدث معها عني لأنني بطبعي خجول لكنها صدّته. وذهبت إلى المنزل وأنا أفكر بها وقررت أن أبقى في لبنان، علما أنني أمضيت 4 أشهر لإقناع والدي بالسفر و”أكلت قتلة من كعب الدست” لن أنساها ما حييت. وقلت لوالدتي لقد وجدت البنت التي سأتزوجها. وكنت أتصل يومياً بصديقتنا لمى ياسين وأطلب منها أن تكلم هَنا (زوجتي) عني وذلك على مدى شهر إلى أن تحدثت مع لمى فإذ بهنا ترد وتعرفت إليها وصار عمر علاقتنا 27 سنة.

* ما هو أكثر شيء تحتاج إليه في حياتك؟

– أقول دائماً لزوجتي أنه “يا ريت أغمض عين وأفتح عين” وتنتهي حياتي، لكن بعد أن أكون قد أمنت كل متطلبات الحياة لأولادي.. هذا الموضوع هو هاجس لدي.. أحتاج أيضاً إلى أن أنجح في أعمالي ومشاريعي وهذا لن يأتي من دون الجهد والتعب والعرق. لكن الاكيد أنني أشكر الله على كل عطاءاته، وآمل أن يتمكن أولادي من تحقيق النجاح على المستويات كافة وأن نفتخر بهم وبخطواتهم.

* ما هو الشيء الذي يجعلك تحس بأنه لك قيمة في الحياة؟

– أولادي.. النجومية والشهرة ومحبة الناس تجعلك حتماً سعيداً لفترة، لكن أولادك هم من يحققون لك ذاتك من خلال تعلقهم بك وتعلقي بهم.. وهذا يؤكد ما قلته في البداية أن كل شيء ينطلق من العائلة.

* ما هو لونك المفضل؟

– الكحلي ومشتقاته.. أحب هذا اللون لأنني أجد نفسي فيه و”بيلبقلي” ويمنحني الطاقة والسلام.

* ممّ تخاف؟

– الحمد لله لا أخاف من شيء.. حتى الموت هو حق ومكتوب.. الخوف الأكبر بالنسبة لي أن يصاب أحد من عائلتي أو أن يتوفى، وآمل أن لا أرى هذا النهار لأنني غير قادر على تحمل تبعات مصيبة كهذه.. أتمنى أن أكون الأول في الرحيل من هذه الدنيا لشدة تعلقي بعائلتي وعدم قدرتي على تحمل وضع كهذا، خصوصاً بعدما واجهت قبل 10 سنوات خمسة مسلحين حاولوا سرقة بيتي وكان هاجسي في تلك اللحظة أن لا يصاب أحد من عائلتي (فوجئت زوجتي بشراستي في القتال مع المسلحين)، وكبر هذا الخوف معي حتى اليوم.

* ما هي الصفات التي تحبها؟..

– الحنان والقلب الطيب.

* .. والصفات التي لا تحبها؟

– الحنان والقلب الطيب لأنني دفعت ثمناً كبيراً في حياتي بسبب قلبي الطيب.

* ما هي أفضل لحظة في حياتك؟

– بالطبع عندما تزوجت هَنا وأنجبت أولادي الأربعة (جهاد وهادي وجود وجوري)، ومن بعدها عندما تأهل لبنان لنهائيات كأس العالم لكرة السلة وحقق الانتصارات على فرنسا وفنزويلا وكندا.

* ما هي أسوأ لحظة في حياتك؟

– انفجار مرفأ بيروت والدمار الذي حصل.

* ماذا يعني لك لبنان؟

– الأم والأب والحضن الكبير والأجواء الموجودة في هذا البلد حيث كل شيء مؤمن وخصوصاً الحرية..

* ماذا يعني لك أولادك؟

– الدنيا كلها… أن يحقق كل منهم ذاته… من النادر أن يبرع ولد أكثر من والده. فمثلاً جهاد لديه موهبة تفوقني بدرجات وحتى بالقامة (أطول مني)، وهو أصر على أن يخوض هذا الغمار وبدأ يسير على السكة الصحيحة لتحقيق ربما ما لم أستطع أن أحققه، لكن تحت إشرافي وحتى لا يرتكب الأخطاء التي ارتكبتها… هو السند بالنسبة لي… كما أسعى ليحقق كل واحد من أولادي ذاته وما يطمح إليه.

* زوجتك هَنا في كلمة؟

– الحياة كلها.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً