بعد 40 عاماً إسرائيل تفرج عن أقدم أسير فلسطيني

لبنان الكبير

أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن أقدم أسير فلسطيني لديها، كريم يونس الذي أمضى 40 عامًا في سجونها، وأنزلته وحيداً في بلدة “رعنانا” بالداخل المحتل بشكل مفاجئ، ومن دون إبلاغ أفراد عائلته.

وأصر الاحتلال على قتل أي مظاهر للفرح بالإفراج عن عميد الأسرى يونس في وقت مبكر جدًا، وفي منطقة رعنانا بعيدًا عن منزل عائلته ومكان استقباله.

وأفادت وزارة الأسرى والمحررين الفلسطينية أن شقيق الأسير كريم يونس “حكيم” استطاع بصعوبة الوصول لمكان الأسير في رعنانا.

وفي هذا السياق، اعتبر الناطق باسم مكتب إعلام الأسرى حازم حسنين أن هذه الطريقة في الإفراج نفذها الاحتلال لمنع الاحتشاد وتنظيم أي احتفال بتحرره بعد كل هذه السنوات، إذ تم استخدامها سابقًا مع الشيخ رائد صلاح للسبب عينه، والاحتلال يخشى حتى فرحة شعبنا واستقباله لأبطاله.

وفي أولى كلماته بعد الحرية، قال الأسير كريم يونس: “أحيي أبناء شعبنا العظيم… شعبنا يناضل منذ 100 عام من دون أن يرفع الراية البيضاء”.

ووصل الأسير يونس الى مقبرة بلدة عارة وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية لزيارة قبر والديه اللذين توفيا وهو داخل الأسر، وقال من أمام المقبرة: “والدتي كانت سفيرة لكل أسرى الحرية… أمي تحملت فوق طاقتها لكنها اختارت أن تراني من السماء بعد انتظار طويل… أزور أمي في القبر وأنا على ثقة بأنها تراقبني من السماء”.

وفي مشهد مؤثر إحتضن قبر والدته التي توفيت قبل 8 أشهر فقط من تحرره، وبكى أمامه بحرقة، ثم احتضن قبر والده الذي توفي قبل 10 سنوات والذي حرم من لقائه لأكثر من 17 عامًا.

وأضاف الأسير: “تم اقتحام السجن ليلًا وتم نقلي بشكل مفاجئ من السجن إلى الخارج وتم نقلي من مركبة إلى مركبة وهذا زاد من انفعالي إلى أن تركوني عند محطات الباصات وطلبوا مني التوجه من خلاله إلى عارة.. وجدت بعض العمال الفلسطينيين واتصلت بأهلي من هواتفهم حتى وصل أشقائي”.

وتابع: “لم أشعر بأي شيء حاليًا… لا يوجد بداخلي ما أشعر به… لا استطيع أن أتحدث عما بداخلي وشعوري… اليوم استنشقت الهواء ورأيت الشمس… وقد أعتاد على ذلك في الأيام المقبلة.. شعبنا بأكمله يستحق كل تعظيم سلام… وأسرانا يدعون للوحدة الوطنية لأنها قانون الانتصار”.

ولفت الأسير كريم يونس الى أن “الأسرى يحملون الكثير من التساؤلات والرسائل… أنا تركت خلفي الكثير من الأسرى وقلبي معهم… هناك أسرى يحلمون بالموت على أكتافهم… استشهاد ناصر أبو حميد في ظل انعدام الأمل أصبح يدخل سهم اليأس لقلوب الأسرى لكن عزاءنا أننا سنبقى صامدين”.

وأشار إلى أنَّه “كان لدي استعداد أن أقدم 40 عامًا أخرى من عمري فداء لشعبي، وكل الأسرى كان لديهم، القوة والعطاء بأن يقدموا 40 و50 عامًا من أجل حرية شعبهم”.

وأضاف: “أمي مثل باقي أمهات الأسرى وهي سفيرة الأسرى دائمًا، أمي التي حمّلتها فوق طاقتها وهي حملتني في كل لحظة في عيونها، وفي دموعها، وفي وجدانها طوال 40 عامًا، لكن اختارت أن تراني من السماء، إن شاء الله أن أكون عند حسن ظنها”.

وعن شعوره بعد التحرير، لفت الأسير يونس إلى أنّها “لحظات لا توصف، وأحاسيسي تكلّست، لدرجة أني مش حاسس شو حاسس، مش قادر أعبر عن إحساسي، وهذه أول مرة بشوف الفضاء، وبشوف فيها الدنيا متغيرة، خرجت لعالم يختلف عن عالمي الذي تركته، وإن شاء الله بمساعدة كل اللي حولي بقدر أنخرط وأعيش حياتي”.

وختم يونس: “لدينا استعداد لتقديم 40 سنة أخرى من أجل حرية شعبنا وهذه العزيمة والعطاء موجودة لدى كل الأسرى… وعزاؤنا أن الأسرى اليوم موحدون أمام همجية الاحتلال”.

شارك المقال