بدنا نكفي باللي بقيوا… مش عَ يلّي بقيوا!

حسين زياد منصور

إن مررت بأحد الشبان اللبنانيين وسألته عما يتمناه سيقول لك:” بدي هاجر وارتاح”. هذه حال عدد كبير من الشباب اللبناني في الآونة الأخيرة، فبعد اشتداد الأزمة الاقتصادية (٢٠١٩) وتفاقمها لعدة أسباب منها انتشار وباء كورونا الذي شل معظم الأنشطة الاقتصادية، وانهيار العملة المحلية، وفساد الحكم وجشع الشعب. هذه العوامل وغيرها كانت سبب في هجرة عدد من اللبنانيين الذين فقدوا الامل ببناء دولة عادلة.

لكن قسما من اللبنانيين يرفض فكرة الهجرة لأسباب عديدة، إذ يقول سعيد شاب لبناني أنهى دراسته الجامعية: “إذا غادرنا جميعنا لبنان، فمن سيبقى فيه؟”.

حال سعيد كحال الكثير من الشبان الذين تخرّجوا ولم يجدوا فرص عمل ضمن مجال دراستهم، لكن لديه أمل كبير بوطنه حيث سيسعى ويناضل لبناء دولة ديموقراطية عادلة تحترم حقوق الافراد وتسعى لتأمين كل متطلبات العيش الكريم أسوة بالكثير من الدول التي كان يتمنى حكامها ان تصبح بلدانهم مثل لبنان.

“لم ولن أفكر في الهجرة، لبنان هو وطني الأول والأخير، علينا جميعا البقاء والتمسك به، فهذه الأرض أرضنا ويجب ان لا نسمح او ان نترك أيّ فرصة لأي غريب او خائن او يحمل مشاريع خارجية بأخذ الأرض منا”.

امر طبيعي ان يسعى المرء لبناء وتأمين مستقبله لكن في الوقت عينه يجب ان لا يكون ذلك حجة للهروب والتخلي عن الوطن الذي كبرت ونشأت وتعلمت فيه فواجبي الآن هو رد الجميل له.

التفاؤل والأمل من أدوات البناء

في هذه الظروف انقسم اللبنانيون قسمين؛ قسم يمثّل الأكثرية اختار الهجرة بحثاً عن حياة كريمة أفضل في الخارج، وقسم قرر النضال في ظل الواقع الأليم وفضّل العمل بمجال بعيد من اختصاصه، بهدف البقاء تحت سقف الوطن، وخوض معارك التغيير على الرغم من احتمالات كونها بلا أمل.

خلاصة الحديث، من الضروري الحفاظ على من بقي لإيجاد الوطن الضائع، وطن النظام والقانون، وطن لجميع أبنائه بعيداً من الطائفية والمحسوبية.

شارك المقال