نريد العيش بكرامة فقط!

حسين زياد منصور

في القرن الماضي، لقب لبنان بسويسرا الشرق لما تمتع به من عز وجمال وازدهار ومكانة بين دول الجوار والعالم. وجاب اللبناني مختلف أصقاع الأرض وترك أثراً إيجابياً في كل مكان يمر به، اذ كان اللبناني الورقة الرابحة لأي مؤسسة أو شركة أو منظمة أو حتى دولة تسعى للتقدم والازدهار.

أما اليوم وبعد انتهاء الحرب الأهلية، تقلّد أمراء الحرب المناصب الرئاسية في البلاد وعاثوا في الحكم فساداً، حتى أصبحت حقوقه جلّ ما يتمناه ويريده اللبناني ، فالبلاد في حال تشنج دائم بسبب السياسة الداخلية والخارجية، فالإقتصاد منهار والوضع الإجتماعي حدّث ولا حرج.

ماذا يريد اللبناني وخاصة الشباب؟ سؤال بسيط جداً، والإجابة أبسط، لكن المشكلة تكمن في التطبيق!

إن ما يريده الشباب دولةً مستقلةً بعيدةً عن التدخلات الخارجية في شؤونهم وتأمين حقوقهم طالما يقومون بواجباتهم.

استناداً إلى بعض الدراسات والوقائع يشهد لبنان اليوم موجة الهجرة الثالثة، فالظروف الصعبة أجبرت اللبناني على ترك عائلته ووطنه نحو بدايةٍ جديدةٍ مجهولةٍ قد تكون أفضل.

وجد بعضهم ما يريده في الاغتراب، ووجد ما ينقصه، وما كان يحلم به… من هوايات وفرص عمل وعلم.

اليوم في العام ٢٠٢١، في عهد التغيير والإصلاح، مطالب اللبنانيين لم تعد هي عينها قبل بداية هذا العهد.

الشباب اللبناني لا يطلب الكثير لكن يريد العيش بأمان كغيره من الشعوب المتعلمة والمتحضرة، أي كالشعوب التي كانت تقتدي به.

فاللبناني يريد كهرباء الدولة (٢٤/٢٤) كي لا يبقى تحت رحمة وسلطة أصحاب المولدات الكهربائية ودفع فاتورتين للكهرباء، والأمر عينه ينسحب على المياه والحصول عليها نظيفة وباستمرار.

لا يريد أن تتراكم عليه الديون كي يدفع أقساط المدارس والجامعات، وكذلك لا يريد دفع الرشاوى لتسيير وتسهيل معاملاته الرسمية.

لا يريد التأخر عن عمله أو الموت على الطريق بسبب زحمة السير، يريد ضماناً صحياً شاملاً كي لا يموت على أبواب المستشفيات.

يريد بيئةً نظيفةً وحلولاً للتلوث والنفايات التي ضاعفت نسبة المصابين بالأمراض السرطانية.

وبالطبع يريد وضع حد للهدر والفساد كي لا تعيش الأجيال القادمة الأعباء التي يعيشها الآن.

ستخوض حكومة الرئيس (نجيب ميقاتي) التحديات عينها التي واجهتها الحكومات السابقة، لكن عليها تحقيق أقصى قدر من الإنجازات ، فالأجواء مشحونة داخلياً وإقليمياً وخارجياً في ظل تضارب المصالح في المنطقة.

اللبنانيون اليوم سأموا من مسرحيات الخلافات والسجالات السياسية لأن همهم أصبح تأمين مأكلهم ومشربهم مع غياب الأمن والإستقرار وسيطرة المحتكرين في مختلف المجالات.

هذه الحكومة ستكون على الأرجح كسابقاتها… لكن هل ستكون بوابة لاستعادة جزء من الدولة الضائعة والمفقودة إن التزمت بوعودها؟!

شارك المقال