تلامذة الثانويّ: لا شيء يبشر بالخير

علي رضا
علي رضا

عادةً ينتظر طلّاب المدرسة مرحلة الجامعة بفارغ الصّبر. يحلمون كما الأفلام بتلك الحياة غير المقيّدة بنظام مدرسيّ، المليئة بالنّشاطات، العلاقات الغرامية، السفر، الدرس الجماعيّ والكثير. لكنّ الوضع مختلف حالياً في لبنان. فطلاّب الثاني عشر أساسيّ لا يعلمون ما ينتظرهم. لا يمكنهم حتّى تصّور فكرة عن مستقبلهم الجامعيّ في ظل الارتفاع الجنونيّ للدولار، ولا شيء يبشر بالخير. فما مصير هؤلاء الطلاّب؟.

معظم الجامعات الخاصة رفعت الأقساط والجامعات الأخرى تستعد لذلك عند بدء السنّة الدراسية المقبلة. أمّا عن الجامعة اللّبنانية فهي بالكاد تستوعب عدد طلابها الضّخم. حتّى السّفر للدراسة في الخارج فهو صعب نظراً لعدم توفّر الّدولار. إذا فطلاب المدراس الآن غارقون بأفكارهم.

تقول جنى شحود، طالبة مدرسة في سنتها الأخيرة أنّ حلمها في دراسة الطبّ بدأ يتبخّر. فهي كانت تريد أن تدرسه في الجامعة الأمريكية لبيروت، ووالدها كان يدّخر لها مبلغاً من المال منذ صغرها للمرحلة الجامعية. ولكن الآن هذا المبلغ بالكاد يكفي لسنة واحدة في الجامعة. ومع الضغط الكثيف على الجامعة اللّبنانية، لا تعلم إن كانت ستستطيع تحمّل هذا الضغط ودراسة الطّب هنالك.

جنى ليست الوحيدة، فالمئات من التلاميذ تبخّرت أحلامهم كأموالنا. يقفون ضائعين. منهم من سيتّجه حتماً إلى العمل لجني المال والدراسة لاحقاً. ومنهم من سيغيّر حلمه ليتماشى مع كلفة الاختصاص، ومنهم من سيبتعد نهائيًّا عن الدراسة الجامعية.

على أمل أن يتغيّر هذا الواقع في القريب العاجل.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً