وطن لا يُقدّر “الرياضيّ”!

فراس خدّاج
فراس خدّاج

النبل والرقي والأخلاق الرياضية… عنوانها في الأساس. وكان قد عرّفها كثيرون بـ”أنها تخذُلُ محبيها لحظة الخسارة وترفع بهم عالياً لحظة الربح، يكون فيها النصرُ شرفاً وعزة، والخسارة حافزاً للنصر المقبل… أنها الرياضة “متنفس” الشباب الوحيد في ظل الأوضاع الصعبة التي يمرون بها، إذ اصبحت الأندية الرياضية ملاذ الكثيرين بعيداً من هموم الحياة، لكن في ظل الأزمة اللبنانية يعاني هذا القطاع ما يعانيه بقية القطاعات في لبنان، فكيف أصبح واقع الرياضة اليوم؟ وما هي معاناة الأندية الرياضية في ظل الأزمة الحالية؟

لا شك في أن الرياضة تضطلع بدور حيوي في المجتمع اللبناني، وباتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة الأساسية للرفاهية البدنية والعقلية للأفراد، لكن في وطننا الحبيب لبنان فقدناها. في هذا الإطار، أكد أشرف (٢٥عاماً) الذي يعمل مدرباً لرياضة “كمال الأجسام” في أحد الأندية أن “كمال الأجسام هي الرياضة الأحب إلى قلبي، وممارستها من الشاب تجعل بنيته الجسدية قوية، وتنمّي عضلاته يومياً من خلال تمارين محددة وشاقة في آن واحد. كما أضع خطة عمل ونظاماً غذائياً لكل رياضي في النادي”.

حول المشاكل التي واجهها في ظل الأزمة الحالية، ابتسم أشرف وقال: “ما هو الذي لم نواجهه في لبنان؟! واجهنا الكثير من المشاكل في بداية أزمة كورونا إذ أقفلت كل الاندية الرياضية ومن ضمنها النادي الذي أعمل فيه. وعدنا للعمل في النادي بعد الالتزام بالتباعد الاجتماعي، وعقّمنا النادي بشكل دوري ووضع المعقمات لكل مشترك من ضمن التكاليف الاضافية علينا… ومع تصاعد أزمة الدولار، اضطررنا الى رفع سعر الاشتراك إلى 70 ألف ليرة لبنانية للصمود في وجه الأزمة، التي أجبرت الكثيرين على أقفال أنديتهم، ولا أخفي تراجع عدد المشتركين لأن الرياضة أصبحت من المكملات للشاب اللبناني”.

وعن مستقبل الرياضة والرياضيين في لبنان، قال أشرف: “للأسف ليس ثمة مستقبل لهذا النوع من الرياضة في لبنان، وعلى الرغم من البطولات المحلية وإقامة الدورات التدريبية، لكن في الخارج هناك اهتمام كبير لقطاع الرياضة حيث تخوض البطولات العالمية وتحقق الشهرة وتعود عليك بالكسب المالي”.

وختم اشرف: “هناك عتب كبير على الدولة ووزارة الشباب والرياضة، فليس هناك اي دعم لقطاع الرياضة وبخاصة في ظل الأزمات التي يمر بها، نحن نشكو إهمالاً مزمناً للرياضة والرياضيين ونطالب بالمحفزات التي تشجع الشاب اللبناني على بناء مستقبله داخل هذا القطاع كما يحب”.

فإلى متى تبقى الرياضة كرةً تتقاذفها الدولة والحكومة، وسط تهميش واضح للقطاعات الشبابية، ألم يحِن الوقت لتُرفع في وجه السلطة السياسية الحاكمة البطاقة الحمراء؟!

شارك المقال