أندية كرة القدم تكافح لدعم الشباب

جاد فياض
جاد فياض

في دول العالم الثالث، لا تُعتبر الرياضة من الأولويات. ولا تولي السلطات الرسمية أي دعم لمجالها، ولا حتى الدعم المعنوي. يقتصر التمويل على الإمكانات الفردية، والجهات الراعية، والمؤسسات الدولية المُنظمة والداعمة. إلّا أنّ أحد أسباب غياب الدعم يكمن في انعدام التوعية حول أهمية هذه الأنشطة في سياق المحافظة على مجتمع سليم بعيد من مختلف الآفات الاجتماعية الخطرة.

في لبنان، قطاع الرياضة يحتضر من دون أن يلتفت المعنيون إليه. توالت الأزمات حتى عمّقت من حجم المشاكل التي يعانيها. إنّ الرياضة لا تتمتع بالدعم الكافي في لبنان من الأساس، ومع تبدّل الأحوال وتغيّر الظروف، بات هذا المجال يعاني واقعاً صعباً يهدّد استمراره بالهبوط نحو الهاوية أكثر فأكثر.

عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد اللبناني لكرة القدم وأمين سر نادي الأخاء الأهلي عاليه وائل شهيب، أشار إلى أنّ “الرياضة في لبنان مرّت بمراحل صعبة جداً في الآونة الأخيرة، حتى قبل الانهيار المالي والاقتصادي، إذ لا اهتمام كافياً لتكون الرياضة بمستوى احترافي، وهي هواية، والأمر لا يتوقف على كرة القدم فحسب، بل ينسحب على مختلف الرياضات. الدعم يقتصر على بعض المساعدات من الرعاة ووزارة الشباب والرياضة، وبعض البلديات”.

وفي حديث لموقع “لبنان الكبير”، لفت إلى أنّ “الأزمات لم تبدأ مع التدهور الاقتصادي، فبعد 17 تشرين 2019، وبدء التحركات الشعبية، توقّف دوري كرة القدم بسبب الظروف الأمنية وقطع الطرقات. ومن ثم استجدت أزمة تفشّي كورونا، فتوقفت معظم الرياضات في لبنان والعالم. استطاع حينها الاتحاد اللبناني لكرة القدم استكمال الدوري، وكان الموسم مقبولاً، لكن الأندية استطاعت الاستمرار بفضل مساعدات الفيفا المالية”.

وأضاف: “الظروف اليوم أصعب بكثير. الوضع الاقتصادي ضاغط، والعملة انهارت، ووضع الأندية المالي متأزم، بالإضافة إلى غياب اللاعب الأجنبي، هي عوامل أثرت بشكل سلبي في مستوى الدوري، مما جعله أدنى بكثير مما كان في السنوات السابقة، وهذا بالتالي أثّر في المنتخب الوطني”.

بالنسبة للاعبين، ذكر شهيب أنّ “عدداً منهم ترك لبنان وتوجّه نحو دول أخرى، قد تكون أقل مستوى من لبنان، ولقاء بدل قليل، لكن الأجور تُدفع نقداً بالدولار في الخارج، مما يرفع من قيمتها مقارنة بالأجور في لبنان وسعر صرف ـالعملة الوطنية. وبالتالي كل رياضي تسنح له الفرصة يغادر لبنان، حتى ولو كان العمل في الخارج بمجال غير الرياضة”.

وعن مستقبل اللعبة في لبنان، لفت شهيب إلى أنّ “الأندية تنتظر المساعدات من الاتحادات الدولية المعنية بكرة القدم، لأنّ الدولة غائبة عن الرياضة، وهي لا تعتبر هذه الأنشطة ضمن سلم الأولويات، على الرغم من أننا نعتبرها أولوية نسبة لأهميتها في إبعاد الشباب عن أمور خطرة تهدّد المجتمع. كذلك الرعاة غائبون، والحل الوحيد يبقى في تأمين مساعدات من الخارج عبر الفيفا أو الاتحاد الآسيوي”.

وختم شهيب مشيراً إلى أنّ “بعض الأندية، كالاخاء الأهلي عاليه، يعمل على تأمين الأساسيات للاعبين، فقد اضطررنا إلى استئجار شقق سكنية لأولئك الذين يقطنون في أماكن بعيدة، ونؤمّن لهم المحروقات للتنقل، والطعام أيضاً، وذلك بهدف الصمود والاستمرار. لكنّ الأمر لا يمكن أن يستمر بهذه الطريقة”.

شارك المقال