الرياضة مختومة بالشمع الأحمر في لبنان!

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

أصبحنا لا نملك غير الهواء في هذا البلد. نسينا كيف كنا نعيش حتّى أصبحنا نخاف من الرفاهية، ونعتبرها كلمة لا تليق بنا. نسينا كيف كان للعمل وقتٌ ولراحتنا وقتٌ آخر ومقدّس.

في “أيام اللّولو” لم يكن اللّبناني يعيش في أفضل حالاته لكنه كان “يطنّش” لأنه كان ما زال قادراً على العيش والخروج والسفر وممارسة هواياته.

أمّا اليوم، وفي عهد الذّل، أصبحت مهمة اللبناني البقاء على قيد الحياة. تخلّى عن الكثير ولم يبقَ غير القليل القليل.

لطالما كانت الرّياضة في لبنان من العواميد الأساسيّة. منتخباتنا في الطّليعة. شبابنا يخوضون مباريات دولية. فرقنا تلمع. حتّى إن الأشخاص العاديين كانوا يمارسون رياضاتهم في لبنان بشغف.

وفي حديث “لشباب لبنان الكبير” تقول الشابة سارة عسيران، مديرة نادي “Sportsville” في بيروت: “الأزمة الاقتصادية أثّرت بشكل كبير في القطاع الرياضي ولا سيما أن جميع المستلزمات الرياضية تُسعّر بالعملة الأجنبية، كما أنّ انتشار وباء كورونا قضى على العمل في القطاع الرياضي بشكل كامل. لكن مع تحسن الأوضاع الصحية رفضنا الاستسلام وقررنا أن نفتح أبوابنا مع مراعاة قواعد السلامة العامة. أمّا بالنّسبة إلى الدولة فهي غير آبهة، ولا دعم منها”. وتتابع: “بالطّبع أعداد الأولاد والشباب ليست مثل قبل بسبب الأزمة لكن نحاول جاهدين توفير أسعار مناسبة للجميع ودعم المواهب الشّابة”. 

وتختم عسيران بأنّ على الدّولة أن تقف الى جانب القطاع الرياضي والشباب تحديداً لأن لبنان يمتلك مواهب كثيرة ولا يجب أن تكون الأزمة الاقتصادية عائقاً بوجه هذه المواهب.

ويقول الشاب عمر حلبي أنّه “كان من الأشخاص الّذين يكرسون أوقات فراغهم للرياضة. كان وأصدقاؤه يستأجرون ملعباً لممارسة كرة القدم 3 مرات في الأسبوع. ينفّسون عن ضغوط العمل بالصراخ والّلعب والضّحك. لكن مع تدهور الأوضاع في لبنان وغلاء المعيشة أصبح هذه الهواية مستحيلة التنفيذ. إذ إنّ تسعيرة الملاعب أصبحت باهظة الثمن وكلفة المواصلات أيضاً، فبات الشخص يفضل صرف هذا المبلغ على أمور أخرى للأسف أصبحت أهم”.

الجميع يكافح هنا. لا نعلم الى متى سنصمد. لا نعلم الى متى سنتحمّل أن تكون حياة الشباب في لبنان مختومة… بالشمع الأحمر.

شارك المقال