لنعُد إلى الحضن العربي

مريم خشوف
مريم خشوف

“يجب التركيز على استعادة العلاقات مع المجتمعين الدولي والعربي خصوصا”، هكذا أطل رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في أول تصريحاته، معتبراً أن عليه اتباع منهجية حكومية وسياسية جديدة تقوم على تحسين العلاقات بين لبنان والدول العربية.

لكن بسبب ما أدلى به وزير الاعلام جورج قرداحي، استدعت وزارة الخارجية السعودية السفير اللبناني في الرياض وسلمته مذكرة احتجاج رسمية ثم طلبت منه مغادرة البلاد وطلبت من سفيرها في بيروت العودة إلى العاصمة السعودية، في حادثة شكلت سابقة من نوعها في العلاقات الديبلوماسية اللبنانية – العربية. ولم تكن هذه الإجراءات السعودية وليدة اللحظة بل نتيجة مسار تراكمي، بدءاً من تصدير الكبتاغون وصولاً الى التصريحات العديدة الصادرة عن المسؤولين اللبنانيين.

المشكلة مع السعودية ودول الخليج تكمن في دور لبنان الذي يلعبه أخيراً في المنطقة. لمعالجة الأزمة الديبلوماسية، في لحظة استعصاء سياسي واقتصادي ليس المطلوب اعتذار وزير الإعلام فحسب بل يجب معالجة “الخلل” في الداخل، هذا الخلل الناتج من عهد تهاوت صدقيته، عهد “ستار” لتغطية حزب ينفذ أجندات خارجية، عهد فقد شرعيته، لأنه حاد عن الميثاق الوطني الذي يعني بناء علاقات خارجية وداخلية، حولها تحت غطاء الميثاقية الى حلف للاستقواء على شركاء الوطن.

لا يمكن للبنان أن يشفى الا بالعودة الى الحضن العربي. ولا يكفي القيام بتصريحات مضادة، المطلوب بالدرجة الاولى وضع خطة عمل لوقف الانهيار الحاصل، إضافة إلى السعي للحصول على كافة انواع الدعم وذلك من طريق تطبيق الدستور اللبناني واحترامه، فـ”لبنان ذو وجه عربي”. ولا يمكن الا أن نؤكد على أهمية اجراء الانتخابات النيابية في موعدها.

والسؤال الاهم في هذه المرحلة، هل يطيح صهر العهد الانتخابات البرلمانية بعد أن دخل عون سنته الأخيرة؟ بخاصة إنه تم تعطيل وشل البلد لأكثر من سنتين “كرمال عيون صهر الجنرال”.

لذا أضعف ايمان حكومة ميقاتي أن تتمسك باجراء الانتخابات في موعدها، لأنها أعجز من مواجهة “حزب الله”.

شارك المقال